تعتبر الديمقراطية شكلاً من أشكال النظام السياسي الذي يستند على مبدأ سلطة الشعب وحرية الافراد والمساواة بين المواطنين على اختلاف أنتماءاتهم القومية والدينية وفي اختيار مؤسسات الدولة وأجهزتها عن طريق الانتخابات الحرة النزيهة وتوفير الحريات العامة وهي شكل من أشكال الحكم السياسي قائم على التداول السلمي للسلطة وحكم الأكثرية وتوفير حماية حقوق الأقليات والأفراد عن طريق تثبيت قوانين بهذا الخصوص بالدستور .
وفي ظل النظام السياسي الديمقراطي تحترم الأكثرية للأقلية بشرط أن لا تمنع الأقلية من حقها في المعارضة وإبداء الرأي وحرية التعبير والتنظيم.
لقد أثبتت تجارب الشعوب بأن إيجاد الحلول للمشاكل التي يعاني منها أي مجتمع سواءً كانت اقتصادية أو اجتماعية أو قومية أو سياسية تكمن في توفير الديمقراطية او في ظل نظام ديمقراطي فعلي يتمتع فيه كافة أفراد المجمتع بحقوقهم كاملةً ضمن الأطر التي يحددها الدستور والقانون حيث تنتفي كافة أشكال الاضطهاد والتمييز العرقي والقومي والديني وتصان حقوق الأنسان وحرياته الشخصية والعامة .
وبالتالي حقوق المكونات والقوميات التي تتعايش في بلدٍ واحد وفي حال عدم توفر الديمقراطية او غيابها فأن هذه القوميات وحتى الأفراد يمكن أن يتحولوا إلى كتل متناحرة ومتصارعة فيما بينها ويمكن إسقاط هذه الحالة على الأنظمة الشمولية الاستبدادية (سوريا) نموذجاً التي مارست هذه السياسة بشكلٍ ممنهج ومدروس بحق القومية الكردية في سوريا منذ استلام حزب البعث للسلطة والهاء الرأي العام من القومية العربية بخطر الشعب الكردي على الدولة السورية واتهامها بإسرائيل ثانية وخطر الانفصال والخ….
وان مثل تلك الممارسات والسياسيات تسبب في هدر طاقات المجتمع ويؤدي الى تخلفه عن ركب الحضارة الانسانية نتيجةً لفقدان المساواة بين أفراد المجتمع ويؤدي الى نتائجٍ سلبية من جراء سياسات القمع والتمييز القومي العنصري بحق القوميات الأخرى.
لذا كان الحركة السياسة الكردية منذ تأسيسها قد تبنت شعار الديمقراطية في نضالها السياسي لأن النظام الديمقراطي قادر على إيجاد الحلول السلمية لجميع القضايا القومية العالقة ويمكن ان تعيش جميع المكونات القومية المختلفة في بلد واحد بأمان وسلام.
وان من بين المظاهر الديمقراطية كان النضال من أجل إحترام التعددية السياسية وإفساح مجال أمام الناس للتعبير عن آرائهم وأفكارهم بحرية بعيداً عن أجواء الكبت والإرهاب الفكري ويؤكد على ذلك كبار المفكرين والفلاسفة في العالم مهما كانت الأفكار عظيمة لا تصبح قوة مادية حاسمة إلا حينما تدخل الى اذهان الجماهير وتستقر في ضمائرهم.
وقدمت البشرية عبر مسيرتها النضالية تضحيات جسامة في سبيل ترسيخ هذه القيم والمبادئ الأساسية التي اعتمدتها مختلف المنظمات والهيئات الدولية المدافعة عن الحياة الديمقراطية وحقوق الإنسان اقراراً وتعبيراً منها عن رفض الأساليب المرعبة المقيتة التي اتبعت في قمع الآراء والأفكار مهما كانت مختلفة مع الطرف الآخر.
يجب أن نمارس الديمقراطية بوعي وثقافة في آن واحد وان لا نمارسها أو نستغلها بشكلٍ فوضوي ولغايات شخصية وحزبية ضيقة.
• علينا ان نعمل بمسؤولية على تحرير أفكارنا المكبلة بعيداً عن أساليب التخوين والتكفير.
أ.وليد فرمان
عضو المكتب التنفيذي لحركة الاصلاح الكردي – سوريا