تحت شعار إصلاح- تغيير- شفافية انطلقت حركة الإصلاح الكردي – سوريا قبل عشر سنوات من الآن ، وتحديداً في الرابع عشر من نيسان ٢٠١٠ ، كحالة سياسية ثقافية ، تسعى إلى التغير والإصلاح السياسي في جسم الحركة الكردية بأدوات ديمقراطية وشفافة عبر هيكل تنظيمي جديد وآليات أكثر فعالية وديناميكية في إتخاذ القرارات وفق لائحة تنظيمية لامركزية ، لتخطي بذلك أولى العقبات المعرقلة أمام الأفكار والرؤى الأخرى من المشاركة في صنع القرار خلافاً لما هو سائد في الهيكليات التنظيمية الكلاسيكية وفق النمط اللينيني في الأحزاب الكردية .
دأبت حركة الإصلاح الكردي منذ انطلاقتها على التلازم بين نشاطها السياسي والثقافي والاجتماعي على الصعيدين القومي والوطني وبين حضورها التنظيمي الفعال في الساحة الكردية ، فلم تعد رقماً عابراً في جسم الحركة السياسية الكردية في سوريا ، بعد أن حققت نجاحات ملحوظة وسريعة ، وبات حضورها السياسي والتنظيمي محل إحترام وتقدير من مختلف القوى السياسية والمدنية والشخصيات الوطنية والفعاليات المجتمعية في سوريا ومحيطها الكردستاني .
على الرغم من عمرها القصير نسبياً ، إلا أن الحركة انفردت بنشاطاتها النوعية والحيوية على مدار العشر سنوات الماضية رغم كل الصعاب والتحديات التي مرت وتمر بها شعبنا الكردي والمنطقة خلال الأزمة السورية ، فتابعت عن كثب وبروح عال من المسؤلية رأي الشارع الكردي والنخب الثقافية والسياسية والمجتمعية في الداخل السوري وخارجه من خلال إقامة العديد من اللقاءات المفتوحة والحلقات السياسية والثقافية شبه أسبوعية عبر منتداها ” الإصلاح والتغيير” استقطبت شرائح المجتمع كافة ومن جميع مكونات المنطقة وسوريا ، كما أن الحركة كانت سبّاقة في الانخراط بالثورة السورية والتفاعل مع دعوات المتظاهرين السلميين في سائر البلاد من خلال المطالبة بالإصلاح والتغيير واستئصال الفساد ومحاسبة مرتكبي الجرائم بحق المواطنين السوريين وتقديمهم للمحاكمة ، ودعت إلى الحرية والكرامة والديمقراطية لكل السوريين في دولة مدنية علمانية تعددية اتحادية يحكمها دستور عصري يحمي حقوق جميع السوريين دون تمييز ويعترف بهوية مكوناتها القومية والثقافية، والغاء كافة السياسات والمشاريع الاستثنائية التي طبقت بحق الشعب الكردي وتعويض المتضررين منها .
على الصعيد التنظيمي ، استطاعت الحركة بناء قاعدة تنظيمية واسعة وفعّالة بين أوساط الشعب الكردي في الداخل السوري ودول اللجوء المجاورة وأوربا ، واستقطبت مختلف قطاعات المجتمع الكردي السوري ، وأولت الشباب والمرأة اهتماماً خاصاً ونوعياً من خلال نشر ثقافة التوعية السياسية وبناء الذات وتصقيل المواهب الشبابية في لعب دوره القيادي في المجتمع ، عبر ورش عمل اكاديمية متخصصة على مدار السنة ، حيث أسست لجيل من الكادر الشبابي المتقدم تغذى من ثقافة العمل الجماعي والتشاركية في اتخاذ القرار ونبذ التفرد والدكتاتورية ومرض الأنا من خلال الهيكلية التنظيمية اللامركزية التي وفرت له الحركة ، كما كرست الحركة لثقافة العمل بشفافية مطلقة لدى رفاقها ومناصريها بعيدة عن المزاودات السياسية والشعارات البراقة ، وزرعت فيهم روح التسامح والتواضع والالتزام بهموم ومعاناة أبناء شعبنا الكردي وتقديم العون لهم قدر المستطاع دون استغلال للحاجة وتغليب المصلحة العامة على المنفعة الذاتية ، وبات المنتمي للحركة مدركاً أن الإصلاح والتغيير والشفافية تنطلق من الذات أولاً ، وهي فعل قبل أن يكون شعاراً ، وما يريد أن يجده الإصلاحي في الآخرين لابد أن يجده في نفسه أولا ، وهو مشروع التغيير القادم بغض النظر عن صفته ومسؤولياته لطالما الهدف الأسمى هو خدمة الشعب الكردي وقضيته وهي فوق أي إعتبار .
حركة الإصلاح الكردي ماضية في مشروعها السياسي بالتكاتف مع شركائها السياسيين في المجلس الوطني الكردي وكل الداعمين للمشروع الوطني والقومي من أحزاب وقوى سياسية ومنظمات مدنية وفعاليات مجتمعية حتى تحقيق الأهداف المنشودة على الصعيدين الوطني السوري والقومي الكردي .
مبارك للحركة وجميع منتسبيها قيادة وقواعد في الداخل السوري وخارجه الذكرى السنوية العاشرة لانطلاقتها ، كل الوفاء والتقدير لمؤسسيها الاوائل الرفيقين الراحلين احمد رشيد (ابو ارا )، وعبدالله ترو( ابو جوان ).
هولير -كردستان العراق
14/4/2020