بتاريخ ٦\٢\٢٠٢١ وبمشاركة نخبة من المثقفين والسياسيين وعدد من الفعاليات المدنية استضاف منتدى الإصلاح والتغيير بمدينة القامشلي الأستاذ علي السعد في محاضرة بعنوان ( الهوية الوطنية السورية :تاريخها، وواقعها ومستقبلها) تطرق فيها المحاضر الى نقاط عدة منها تشكل الهوية السورية في التاريخ المعاصر – سورية والهوية العربية – واقع الهوية الوطنية السورية – دولة المواطنة
وفي نهاية المحاضرة تم فتح المجال امام اسئلة وآراء الحضور والنقاش حولها مع المحاضر
النص الكامل للمحاضرة:
مرت الهوية الوطنية السورية بالكثير من المراحل والتحولات والتسميات التي شكلت منعكساً للتحولات السياسية والجغرافية فعرف الشعب السوري تارة بـ ” الأمة السورية”، وتارة أخرى بـ ” الشعب السوري” وتارة أخرى بـ ” مواطني الجمهورية العربية السورية”.
مع تصاعد المد القومي في أوروبا، تأثرالكثير من من مثقفي وسياسي المنطقة بفكرة المد القومي من باب الانتماء إلى سوريا الطبيعية، أي بلاد الشام ( سوريا ، لبنان، الأردن، فلسطين)، وفي العهد العثماني وخلال منتصف القرن التاسع عشر، سميّت ولاية دمشق باسم ولاية سوريا، وكان مايميز سورية عن غيرها من الولايات العثمانية وجود المدارس الأجنبية إلى جانب المدارس الوطنية الحكومية التي يعود لها التأسيس لنشوء الهوية السورية الحديثة، التي ظهرت في كتابات مثقفي وأدباء سوريا ( بلاد الشام) ، فعلى سبيل المثال كتب أمين الريحاني ” أنا سوري أولاً، لبناني ثانيًا،وماروني بعد ذلك” .
يعد القرن التاسع عشر مرحلة حاسمة في تكوين الهوية السورية، حيث ظهرت حركات أدبية وجمعيات وتوجهات سياسية لمثقفين ومفكرين أطلقوا – لأول مرة- مصطلح ” الهوية السورية”،وهي الفكرة التي تصاعدت أكثر فأكثر خلال القرن العشرين، الذي شهدت فريد في بلورة الهوية السورية لسوريا بجغرافيتها الحالية.
أولاً- تشكل الهوية السورية في التاريخ المعاصر.
قسم الاحتلال الفرنسي سورية إلى ثمان ولايات، ولكن هذا القرار جاء ليشكل ردة فعل لتكوين الهوية السورية الموحدة، حين قررت خمسة ولايات بالاتحاد تدريجياً لتشكل في العام 1936 لتشكل الجمهورية السورية، التي رسمت أولى ملامح الهوية السورية الحالية لشعوب متنوعة عرقياً وقومياً ودينياً غالبيته من العرب إلى جانب الكرد والأرمن والسريان والسريان الآشوريين، لجغرافيا متنوعة أيضاً أفرزت تنوعاً ديمغرافياً خلال النصف الثاني من القرن العشرين أدى إلى نشوء مدناً كبيرة كحلب ودمشق وحمص واللاذقية، والعشائر المستقرة تاريخياً في المحافظات الشرقية والجنوبية إلى جانب مجموعات من البدو الرحل ونصف الرحل. حيث شكل الإسلام السنّي دين الغالبية إلى جانب علويون، ودروز، وإسماعيليون، ويزيديون، وكذلك مسيحيون وعدد قليل من اليهود.
ثانياً- سورية والهوية العربية.
منذ بدايات تبلور الهوية لسورية ظلت مسألة ” الهوية العربية” تتلازم معها بشكل وثيق، دون أن تجنج إلى الفكر القومي بقدر ماكانت هوية جامعة تستند على أساسيات وجودها كاللغة، و الاقتصاد، والدين؛ وبالرغم من الدعوات التي نادت بدولة عربية موحدةمستقلة إلا أنّ ذلك لم يؤثر على ثقافة المجتمع السوري المتنوع، بحيث كانت المناداة بالعروبة كهوية مدنية سياسية، ولعل المقولةالشهيرة لرئيس الوزراء السوري حقي العظم (1864 – 1955): “إن جميع السوريين، المسلمين قبل المسيحيين، يرفضون الحكم الديني مجددًا، و جميع السوريين يرفضون سلطة ملك يقبع في الحجاز”، في إشارة إلى الشريف الحسين بن علي.
زاد من هذا الشعور ما أسس له – قبل هذا التاريخ- مجموعة من المفكرين العرب الذين لمسوا الفارق الحضاري بين بلادهم وبين أوروبا، وزاد من هذا الشعور ابتعاث الكثير منهم إلى أوروبا، الأمر الذي أدى إلى بروز حركات الإصلاح السياسي داخل الدولة العثمانية أدت إلى نشوء الحركة القومية العربية، التي أثمرت جهودها في انفصال العرب عن الدولة العثمانية في نهاية الحرب العالمية الأولى، وظهرت أصوات أمثال ميشيل عفلق، وصلاح البيطار، وأكرم الحوراني، وياسين الحافظ وغيرهم من النخب التي تبنت فكرة القومية العربية، التي اصبغت على الهوية السورية فكرة القومية العربية، التي تبناها كمشروع نهضوي الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في خضم صراع دولي بين المسكرين الاشتراكي بقيادة الاتحادة السوفياتي والرأسمالي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، فأصبح عبد الناصر المنقذ الذي حشد الجماهير العربية من خلال فكرة الوحدة العربية، التي أكثر من تعاطف معها السوريون، بل وتركت شعوراً بحتمية هذا المشروع الذي مازال يشكل عنواناً للهوية السورية.
ثالثاً- واقع الهوية الوطنية السورية
ظلت سورية التي سماها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر بـ ” قلب العروبة النايض” تحمل هويتها ” العربية” وربما هي الوحيدة في محيطها العربي التي ما انفكت ترفع شعارات القومية والوحدة العربية، و أمام سيطرة المؤسسات الأمنية التلسطية، لم تتمكن غالبية الدول العربية ومعها سورية من بلورة هوية عربية حضارية، تتوازى و فكرة دولة المواطنة والديمقراطية و الحقوق والحريات، ماوضع الهوية السورية أمام تحديات تعاني اليوم من تحديد اتجاهاتها بحيث ظهرت مع اندلاع الانتفاضة السورية في العام 2011 أمام هزة عنيفة تحتاج معها إعادة النظر في جميع البنى التي يتأسس عليها المجتمع السوري، الذي مازال يدور في فلك عدم الاستقرار والشمولية.
رابعاً- دولة المواطنة: نحو هوية سورية جامعة.
مع تطور الديمقراطيات المعاصرة، أصبحت فكرة الهوية تتلخص في دولة المواطنة التي تحددها المؤشرات الديمقراطية، كأحد المعايير الإيجابية للحكم على الهوية الوطنية بالاستقرار من حيث تطبيق قواعد الديمقراطية في الحكم، و إتاحة الفرصة للجماهير لمشاركة السلطة في تسيير شؤون المجتمع وحل مشكلاته، وذلك بالعمل على دستور عصري ديمقراطي، ليكون العقد الاجتماعي الذي يحدد العلاقة بين السلطة والأفراد. وبالتالي فقط أصبح التركيز على فكرة الهوية الوطنية الجامعة من خلال بناء دولة المواطنة التي تعطي حق الفرد في المشاركة بغض النظر عن لونه أو جنسه أو معتقده، بحيث تشكل السياج الذي يحمي ويؤمن الممارسة السليمة للأفراد والجماعات في ممارسة حقوقهم الدينية والهوياتية، وبالتالي تجفيف الاصطفافات الدينية والاثنية والقومية والتمترس بها.
إنّ دولة المواطنة هي الوحيدة القادرة على بلورة الهوية الوطنية السورية من خلال حماية الخصوصيات للأفراد والجماعات، بما يساعد على تجفيف جميع أشكال الاستبداد، سواء منه السياسي أو القومي أو الديني.
*مداخلات الحضور :
أ.عامر الهلوش : سوريا لم يكن لها اسم بعد خروج العثمانيين كان هناك تشظي في الهوية السورية وأصبحت مناطقية ولا يوجد وطنية سورية بل هناك وطنية النظام القائم وهو الذي فرض هذه الصيغة والبعث حذف الجميع ووضع وطناً حسب مقاسه وسوريا كما يبدو مستقبلها التقسيم ولكن ليس الان في هذا الوقت ،والقتال على سوريا بسبب موقعها الاستراتيجي
أ.أكرم حسين :سوريا لم تكن موحدة يوماً والمقصود بالهوية الوطنية السورية الانتماء الى الوطن وأن أهم مبدأ في الوطنية (الانسان)الذي يجب أن يتمتع بالمساواة في الكرامة والحقوق والواجبات وأقول الفدرالية هو أنسب حل للخروج من المأزق
أ.مجدل دوكو :في الإطار التاريخي سوريا حديثة التكوين التي كانت جزءاً من الإمبراطورية العثمانية والتي أدت الى تعرض الهوية السورية الى الاهتزاز من الاستقلال حتى 2011 وتعرضت الهوية الوطنية السورية الى تشويه خلال الأزمة الراهنة
اما المرحلة الذهبية لسوريا كانت مرحلة البرلمان السوري والان سوريا مهددة بالانقسام اذا لم يوجد لها حل سياسي
أ.عبدالباري أحمد :تعرض جميع المكونات الى تهميش وخاصة الكرد لانهم كانوا يملكون مشروعاً سياسياً
أ.عبدالوهاب خليل :
الهوية الوطنية السورية فُقدت في الدولة السورية منذ إتفاقية سايكس بيكو وحتى زمن الانقلاب ووصول البعث الى سدة الحكم وفرض الكثير من القوانين التي كانت سبباً في تهميش واقصاء المكونات الأخرى والقيام بفرض رقابة أمنية على أفواه السياسين والنخب الثقافية وبذلك انعدمت الحياة السياسية
وانعدم مفهوم الهوية الوطنية السورية
وضرورة العمل للوصول الى دولة المواطنة التي تصان فيها حقوق الجميع وبالتالي ترسيخ مفهوم الهوية الوطنية السورية.
أ.علي رحمون:لم يتم تشكيل الهوية الوطنية السورية وتم فرض الهوية العربية عليها وكان التعامل ما قبل الهوية الوطنية السورية والظروف الموضوعية لتشكيل الهوية (العقد الاجتماعي)لتصبح هوية سوريا جامعة
أ.نايف جبيرو:فكرة الهوية الوطنية السورية لم تكن موجودة وبعد أن رفع شعار (سوريا قلب العروبة النابض)رُفضت الهويات الاخرى والذي أدى الى تشظي الهوية الوطنية السورية بسبب عدم المساواة وعدم وجود دستور يحمي الجميع
أ.بشير سعدي:الهوية مسألة غريزية تنشأمع الانسان وأقوى الهويات هي الهويات الاولى وهوية الدولة اذا لم تحقق للمنتمين اليها المساواة والحرية تبقى هوية أمر واقع ومجرد عنوان فالإنسان لا يشعر بالهوية اذا لم يشعر انه محمي وله حقوق فيها وستكون هوية قابلة للانكسار وعرجاء لذلك يجب أن تضمن الهوية السورية الحقوق وسوريا ليست مرتبطة بقبيلة أو عشيرة ،إنما مرتبطة بالأرض فالهوية الوطنية السورية تضمن المكونات القومية والدينية وهذه الهوية يجب ان تحقق المساواة والعدالة والحقوق
أ.سنحريب برصوم :يعرف الهوية الوطنية السورية بالدستور أي بصياغة دستور جديد
فوجود قمع للقوميات واللغات الاخرى سلبي يعتبر تعدياً على الهوية ،فهناك من ينادي بالصبغة العربية والإسلامية وهذا مؤشر خطير اذا ما أخذت الطابع القومي أو الديني فسوريا دولة تعددية قومياً ودينياً ومذهبياً وثقافياً فالاعتزاز بهوية الدولة هو الضامن لحماية الدولة فإذا لم يثبت الحقوق بالدستور لا يمكن الاهتمام حتى بحدود الدولة لذلك فسوريا المستقبل يجب أن تكون فيدرالية لامركزية
أ.هيفاء محمود:التاريخ دائماً يكتبه الأقوياء وهذا فرض وهذا ما نعيشه فرض الهوية والثقافة
فالهوية الوطنية السورية عندما تسقطه على الواقع السوري لا يمكن أن تعتز الا اذا استطاعت الدولة تأمين وضمان الحقوق لتستطيع أن تنتمي الى الدولة ولا أرى أنّ هناك هوية سورية
أ.فصال الحسين :بالنسبة للمنتدى نشم فية عبق الحرية وخصوصا إدارة المنتدى التي تتقبل كل الآراء الفكرية والسياسة من كل التيارات السياسية ونشكرها كثيرا على جمع كوكبة من المثقفين. والسياسين……اما وبالنسبة للمحاضرة وهي الهوية الوطنية السورية كانت كلاسيكية لم يبحث المحاضر والمداخلين عن ما يجمعنا نحن كسوريين بل سرد تاريخي الكل يعرفه مسبقا رأي الشخصي وبالنسبة لعنوان المحاضرة هو لااحديقبلنا إلا سوريين إذا عمق عربي بالنسبة للعرب أو عمق كردي مع إحترامي لكل سوري مهما كأن انتماءه …….وتحياتي إدارة المنتدى جميعا
أ.مروان شكرو:السلطات الحاكمة قصّرت في صياغة الهوية الوطنية السورية
الاختلاف الاثني والجغرافي لا يعتبر عامل تقسيم ،العقد الاجتماعي يساعد في الاتفاق
لتشكيل الهوية الوطنية السورية ،ولا يوجد حتى الان مشروع وطني