ألقى السياسي علي رحمون محاضرة بعنوان ” الهوية الوطنية السورية “، نظمها منتدى الإصلاح والتغيير مساء يوم السبت 6 آذار 2021 بقاعة المنتدى في مدينة قامشلو
وتطرق الأستاذ علي رحمون في محاضرته إلى مفهوم الهوية الوطنية الجامعة وسرد تاريخي لهذا المفهوم وأن الدولة هي التي تسبق نشوء الهوية والأمة والشعب …
وان مفهوم الهوية مفهوم مُعاصر جاء مع الثورة الفرنسية بمنتصف القرن الماضي …
حيث ظهر مفهوم الامة الفرنسية والامة الالمانية وكلا ً منهما حدد عناصر ومحددات أمته ، اذ قامت الامة الالمانية على اساس اللغة اما الفرنسية فقامت على اساس الخيار الحر المشترك …
والهوية هي التي تستخدم للاشارة الى وطن الفرد ( جغرافيا وتاريخ وحقوق مشتركة ….)
عندما قامت المملكة السورية في بلاد الشام بعام ١٩٢٠
ارادت ان تمثل كل بلاد الشام ، رغم ان بلاد الشام لم تشكل يوما ً كيانا ً مستقلا ً بذاتها اولذاتها ولم تنجح بذلك إلا. تحت احتلال خارجي …
إذن سورية هي وليدة مابعد الحرب العالمية الأولى وبعد تفكك الامبراطورية العثمانية .
وهذا ماجعل حدودها السياسية الحالية لاتتطابق مع حدودها الأثنية ،
وأغفل هذا التقسيم تاريخها القديم والحديث وحاضرها الذي يشكل روح هويتها …
وسوريا الطبيعيه كانت جامعة لكل الحضارات القديمة التي عاشت فيها عبر التاريخ وهذا التتابع والتعاقب كان هناك استمرار لشعب سوري الذي تلاقح ثقافيا مع الحضارات المختلفة التي مرت على الارض السورية ومنذ ذاك الوقت تشكلت ملامح الهوية السورية قبل وصول الاسلام اليها وتعريبها …
رغم ان سوريا لم تشكل كيانا مستقلا عبر التاريخ الحديث
اذ كانت إما جزء من الدولة العربية الاسلامية او جزء من الدولة المملوكية او جزء من الامبراطورية العثمانية ….
وبعد ترسيم الحدود السياسية لسورية وفق اتفاق سايكس -بيكو
ووضع سوريا تحت الانتداب الفرنسي
بدؤوا يشعرون بانتماءهم من خلال الثورة السورية بعام ١٩٢٥
والتي هيأت أول وعي بالانتماء لسورية الطبيعيه …
وخلال فترة سيطرة البعث على السلطة كانت الهوية مُغيبة أو كانت شوفينيه مستملكة لنظام الاستبداد …
لذلك ظلت الهوية الوطنية غير ناضجة بسبب غياب مجتمع سياسي غير متجانس إضافة لقمع الاقليات العرقيه والدينية والسياسية يُضاف لذلك غياب المساواة امام القانون …
ووصلت سورية لذروة ازمنة الصراع على الهوية السياسية للدولة والمجتمع مع بداية عام ٢٠١١ …
ولذلك لايمكن تصور حل لصراع الهويات المخفي في سورية مالم تتحول الهوية الوطنية الى مشروع سياسي وثقافي قائم على اساس المواطنة الكاملة والمتساوية …
هوية وطنية جامعة مشتركة غير اقصائية او استبعادية وتصون وتحترم كل التنوع والتعدد الأثني والديني والسياسي للمجتمع السوري
فالهوية الوطنية الجامعة ( أنا سوري ) تحمل كل الخصائص المشتركة لكل المكونات وتتقاطع مع مشتركات الهويات الأثنية والدينية ( عربيةوكردية وسريانية ووووو مسيحية اسلامية…..)
وبالتالي الحاسم بتحدينا هو قدرتنا على انتاج الدولة الحديثة وفق عقد احتماعي جديد يُشارك بصياغته الجميع بدون استثناء ….
وفي نهاية المحاضرة تم فتح المجال امام اسئلة وآراء الحضور والنقاش حولها
أدار الحلقة عضو إدارة المنتدى أ. فيروشاه عبدالرحمن
مداخلات الحضور :
أ.آلان حسن :
كل تجارب الهوية السورية فشلت ،وحتى الان السوريون لم يتفقوا على على اسم الدولة وكذلك هناك من يقول يجب أن يرجع سوريا الى تركيا كما يمكن ان نرى انه يوجد من لم يؤمن بالهوية السورية ومن يؤمن بالتقسيم ولكن لا بديل عن سوريا الوطن وعلى السوريين أن يبنوا وطنهم
أ.مجدل دوكو :
سوريا دولة حديثة وأول من وضع اللبنة الاولى الهوية السورية هو يوسف العظمة ويعتبر المرحلة الذهبية في تاريخ سوريا 1954 وكان قانون الاحزاب والصحافة الحرة وبعد عام 1958وضع حد للتقدم السوري ومرحلة الوحدة أصبح حكم الفرد(مرحلة الوحدة مع مصر )أصبح المواطن مغترباً لذلك لابد من تغيير بنية النظام ودستورجديد وتنفيذ القرار 2254 للحل السياسي عبر الحوار
أ.رشاد بيجو:
التفرد وسيطرة قومية بعينها على السلطة وعدم الاعتراف بالقوميات الاخرى هو سبب غياب الهوية السورية فالوطنية تستوجب الاعتراف الدستوري بكافة المكونات
وتساءل استمرار حزب البعث في الاستحواذ على السلطة كان من العروبة أو من الاسلام ؟
أ.فصال الحسين :
لا يوجد حزب جامع للسوريين ،فالكل يرى نفسه على حق والكل يخون الكل لذلك يجب أن نعمل من اجل الغاء ثقافة التخوين
أ.بشير سعدي :
الهوية الوطنية هي هوية الدولة المسجلة لدى الامم المتحدة فمعظم الدول المشكلة ليست من مكون او دين واحدوفيها تنوع ديني وقومي والهوية ليست الاسم فقط
وحتى تتشكل هوية وطنية سورية من المفروض التعبير عن آمالهم وأن يتوفر المساواة والحرية والقائمة على أسس المواطنة المتساوية ويشعر بالانتماء الى الدولة كما أن تحقيق النظام التعددي الديمقراطي يساعد على تشكيل الهوية
فلابد من الغاء المشاريع الأيديولوجية والانتماء الى سوريتنا فكل الأقوام في سوريا لهم دور في تكوين سوريا
أ.رضوان :
فشلت الهوية السورية بسبب التدخلات الخارجية ومزقتها ولَم يتسنى للسوريين تضمين مقومات الهوية السورية فكان هناك ظلم على بعض المكونات أكثر وخاصة الاكراد فكان هناك طمس للتاريخ الكردي وبشكل ممنهج
ولإقامة الدولة السورية يلزمنا عقد اجتماعي جديد يضمن حقوق الجميع حتى يشعر الكل بانتمائه الى سوريا
أ.مروان شكرو :
كل الشكر لمنتدى الإصلاح والسيد المحاضر :
ان الأجيال التي تعمل حالياًبالشأن السياسي كلهم ممن نضج وتشكل وعيه السياسي خلال فترة الستينيات من القرن الماضي ، وفي تلك الفترة كانت كل الأحزاب الوطنية قد تلاشت كحزب الشعب والكتلة الوطنية ، وطغت على الساحة السياسية الأحزاب القومية العابرة باهدافها للحدود السورية ولم تعمل على مفهوم الهوية الوطنية ، وبالتالي كلنا نعاني من قصور ونقص بالشعور الوطني كمفهوم للهوية السورية .
_ واذا تناولنا تجربة البيدي وكل محاولاتهم لخلق أحزاب أو كيانات ( حزب سوريا المستقبل ، ومجلس سوريا الديمقراطي ) لتشكيل هم عام وقضية تخص جغرافيتهم .. بقي المنطق الإعلامي والشعبي وحتى السيد المحاضر يسمي المنطقة بالمناطق الكردية ، مع العلم بأن إحصائيات التركيب السكاني لسوريا يقول ” وفق صفحة ويكي ويكي ” على النحو التالي : سنّة ٦٣%، علويين ١٢% ، مسيحيين ١٠% ، أكراد ٩%، دروز ٣ % واسماعيليين ١% و ٢% باقي الأقليات، فمن خلال هذا التوزع العرقي والاثني وعلى طريقة تشكيل اللجنة الدستورية التي تعمل وفق إحدى سلات القرار ٢٢٥٤ .. حيث ٧٥ ممثل للدولة و٧٥ ممثل للمعارضة والمجتمع المدني ، اذا تساءلنا كم شخص من ال ٧٥ في المعارضة ويوافق على إلغاء الصفة العربية عن اسم الجمهورية … وبالتالي باعتقادي في حال تم إقرار دستور جديد وتم الاستفتاء عليه سيبقى الاسم العربي مرادفاً للجمهورية السورية، واذا كان الحالمون..هم من يغيرون العالم .. لكن بالتأكيد ليس في هذا الشرق .
وقدرنا أن نبق نحلم ونحلم …
أ.طاهر حصاف :
القاعدة الاساسية لتشكيل الهوية الوطنية هي اللغة والتراث التاريخي للمجتمع ولتشكيل الهوية الوطنية لابدّ من العدل والمساواة وسيادة القانون وكذلك احترام الأديان والطوائف واستيعابها وفق القانون
فالهوية الوطنية السورية ليست كما يريدها ويفرضها النظام القائم ،اذاً فلابدّ من دستور جديد وطني حتى يتم إنجاز مفهوم الهوية الوطنية الجامعة وأن تضع مفهوماً شفافاً وصريحاً للانتماء الوطني .
أ.أكرم حسين :
الدولة يجب أن تكون محايدة
ويجب الابتعاد عن الأيديولوجيا وعن المحاور والابتعاد أيضاً عن فكرة الانتصار
فالهوية تتشكل من خلال الدولة المحايدة وتضمن حقوق جميع القوميات والأديان التي تتطلب الديمقراطية .
أ.عبدالكريم عمر :
يجب أن نقول سوريا أولاً وضرورة ايجاد دستور جديد لتكون سوريا لكافة المكونات .