بتاريخ ٧ كانون الثاني ٢٠٢٣عقد منتدى الاصلاح و التغيير بمركزها في مدينة قامشلو حلقة نقاشية بعنوان(فرص نجاح محاولات التفرد بالشأن السوري)
بدأت بعض الدول العربية العام المنصرم بإعادة علاقاتها مع النظام السوري وسعت لعودته للجامعة العربية كما تسارعت خطوات تطبيع العلاقة معه من قبل تركيا الحاضنة الاساسية للائتلاف الوطني المعارض والمجموعات العسكرية المرتبطة بها حيث بات القلق يساور بعض قوى المعارضة واللاجئين من آثار تداعياتها السلبية وتجاوز القرار الاممي ٢٢٥٤ نتيجة لذلك ويتأزم الوضع اكثر ويتغيب الحل السياسي الشامل ….
*المحاور :
١-هل تركيا والنظام وبإسناد من دولة روسيا لديها الامكانية والقدرة على تنفيذ تفاهمات واتفاقات حول سوريا ميدانيا بمعزل عن الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها الاوربيين … ؟
٢- هناك معارضة عسكرية ومدنية في مناطق النفوذ التركي والامريكي رافضة للتطبيع مع النظام فهل يمكن ان تدخل هذه المحاولة بمواجهات مع قوى المعارضة دون الاكتراث بالنتائج التي ستسفر عنها ؟-
٣- هل يمكن ان تشكل محاولات التطبيع وتغيير المسارات سببا لإعادة التوازنات للقوى المتدخلة بالشأن السوري لمصلحة الحل السياسي الشامل وعدم افساح المجال لتفرد بعض القوى في التعامل مع الشأن السوري ..؟
*المداخلات
١- د. فريد سعدون
هذا الموضوع جدير بالاهتمام فأي حديث عن التقارب التركي السوري يعدنا الى اتفاقية اضنة وهي اتفاقية امنية بامتياز ضد الوجود الكردي في البلدين وهناك بنود سرية تؤكد فيما اذا فشلت سوريا في حماية حدودها فيحق للجانب التركي التوغل في الاراضي السورية مسافة 5كم وفيما بعد تم التوافق مع روسيا و امريكا بالسماح بالتوغل التركي الى اكثر من30 كم مع الاحتفاظ بتلك الاراضي ولم تنتهي اللقاءات السرية بين سوريا وتركية طيلة فترة الثورة. بالرغم من موقف تركيا في بداية الاحداث ولن يستطيع الطرفان الوصول الى اي اتفاق اليوم واردوغان يبحث عن ترسيخ حكمه ودوره في الاقليم والمسالة الكردية هي جزئية في هذا التقارب وبوتين يريد الاتفاق بين الطرفين لضمان بقاء الحكومة السورية واردوغان لن ينسحب من الاراضي السوري ابدا. وهو يطالب بتطبيق2254 وهذا يعني انهاء النظام في سوريا وسوريا لن تقبل بهذا الشي
وموضوع المشكلة بدأ منذ عام 2000 حينما ارادت قطر مد انابيب النفط عبر الاراضي التركية وفضلت سوريا الانابيب الايرانية وامريكا لها مشروع بالمنطقة ويستدعي اقصاء روسيا وايران من المنطقة وروسيا تعمل من اجل وجود توزان بين تركيا وايران كقوة اقلبيمية
٢- أ رشاد بيجو
كل القوى السياسية والعسكرية التي تدخلت في الشأن السوري زادت من تعقيدهاوكل هذه الدول لها مشاكل وتبحث عن حلها في سوريا وهذا الدور الاقليمي والدولي يبعد الحل السوري والتقليل من دور السوريين. ولا حل في سوريا الاضمن القرار الدولي 2254
٣- أ.سليمان :
الاتفاق الروسي التركي لتفكيك المنظمات الارهابية وكذلك لاجل ابعاد قسد 30 كم واردوغان يعاني من مشاكل اقتصادية والانتخابات على الابواب وهذا التقارب هو بدعم من روسيا وهي في المستنقع الاوكراني وتريد الضغط على الامريكان التي تقف ضد التطبيع مع النظام واذا حصل الاتفاق فستكون وجهة الامريكان نحو الشمال وهي اليوم تسلح قسد لذلك
٤أ- نايف جبيرو
قبل كل شي يجب ان نكون محايدين والتحليلات الخاطئة تؤدي الى نتائج خاطئة
الاستراتجيات تتغير بحسب الظروف وتركيا تغيرت استراتيجتها والذي عرقل المشروع التركي هو تصاعد الدور الكردي فاستخدمت مرتزقتها وقواتها للدخول في المنطقة. وقضيتها الاساسية هي القضية الكردية لذلك توجهت الى دمشق وستتنازل عن كل شي مقابل ذلك. ويمكن ان تنجح بحسب الموقف الامريكي وسيحصل الاتفاق بين الاتراك والنظام والقوى العسكرية المتواجدة في الشمال مسلوبة الارادة ويمكن ان تتفرد جهة في مسألة الحل وسيكون هناك شرق الفرات وغرب الفراغ والحل هو بعيد. والقرار 2254. لن يتبطبق. الا بالارادة الامريكية
ولا أحد يعرف ماذا تريد امريكا
٥-أ عامر هلوش
المشروع الامريكي هو لمحاربة الارهاب في تحالفها مع قسد .روسيا وايران. والان تركيا والامارات تقف مع النظام السوري وتعتبره شرعيا. واللقاء السوري التركي سوف ينجح لان المشاريع الاخرى كا اللاجئين مدعوم من القطر وهذا اللقاء هو جزء من الحل الدولي في سوريا وسوف تقيم قرى نموذجية لهم في مناطق الكرد واردوغان سوف ينجح في الانتخابات وهناك ديمقراطية في تركيا والامريكان هنا لحماية قواعدهم في العراق والخليج والورقة الكردية يلعب بها الاخرون
٦- أ مجدل دوكو :
نحن نعيش في الجحيم بسوريا ان مسار استانة ثبتوا وقف اطلاق النار في منا طق خفض التصعيد. وسيعملون من اجل تطبيق القرار2254. والموقف الامريكي ضد اي حل في سوريا والمتشددون من جميع الجهات هم ضد القرار الدولي. وليس هناك قوة تستطيع ارجاع الاراضي التي سيطرت عليها تركيا. الا بالحل السياسي. و الامريكان يلعبون بالورقة الكردية وهم الذين وضعوا حزب العمال الكردستاني بقائمة الارهاب ويجب ان نبحث عن كيفية تطبيق القرار الدولي 2254
7-أ. علي السعد
هذه التفاصيل فيها تراجع وكلمة الازمة السورية غير مقبولة والاصح القضية السورية. وحول الاتفاق السوري التركي. ارى ان هذا النظام يترنح وهو منهار وهو طلب المال من روسيا وايران ولم تستطع ان تلبي ما تريد فالمجاعة سيطرت على الواقع واردوغان لاعب كرة قدم وهو يلعب بدقة من اجل نجاحه هو الامريكان هم الذين خلقوا داعش لاجل ادارة الازمة. واصبحت كل القضية خارج التغطية والان جرّ الدب الروسي الى الوحل الاوكراني والحل السوري مرتبط بالحل في اوكرانيا
والحل بعيد والطرفان السوري والتركي يترنحوا. ويعانون من ازمة خانقة وهناك استنزاف للطرفين هناك قوة وطنية في الشمال السوري ويمكن ان تتوافق مع القوى المتواجدة في شرق الفرات وحتى وان توافق النظام التركي والسوري فكلاهما خاسر
والقرار 2254 يجب التمسك بها والقضية الكردية هي قضية وطنية بامتياز ويمكن حلها ضمن اطار الحل السوري الجامع . والثورة سوف تنجح ولكن القوى المهيمنة تعمل من اجل اطالة هذا النجاح .
8-أ.عبدالرحمن كلو :
1-بداية عند الحديث عن الشأن السوري لا بد من التذكير بأن سوريا مقسمة إلى مناطق نفوذ أمريكية وروسية على ضفتي الفرات وللطرفين علاقات تنسيقية جيدة مع إسرائيل أما تركيا وإيران فهما يتموضعان في أطراف دائرة الصراع من الأزمة السورية رغم كل الضجيج الإعلامي والعسكرة الميليشياتية المفتعلة،
والفشل التركي في إجتياح وإحتلال الشمال السوري دليل واضح على أن القوى الرئيسية التي تدير الأزمة السورية هي ثلاث قوى وفقط : الولايات المتحدة الأمريكية، روسيا، إسرائيل.
أما بخصوص تركيا وإيران فهي غير مخوَّلة بتغيير قواعد الإشتباك ولا يُسمح لها بتجاوز خطوط إستراتيجيات القوى الرئيسية، رغم أن بمقدور الدولتين المحاولة وهي إذ تحاول في كل فرصة وإحداث الخسائر على الأرض في الجانب التكتيكي.
وعليه فالولايات المتحدة الأمريكية غير معنية بكل التحركات أو الإتفاقات التركية، وبذلك فمناطق نفوذها لن تخضع لأي إتفاق تركي سوري أو تركي روسي بمعنى أن الإتفاق سيصطدم بالجدار الأمريكي في الضفة الشرقية من الفرات ، وهنا تبقى الكرة في ملعب حلفاء تركيا من المراهنين على إحتلالاتها.
بقي أن نذكر بأن الوقت ليس في صالح تركيا بسبب إقتراب موعد الإنتخابات الرئاسية والبرلمانية في حزيران القادم فعلى الأرجح هي لن تربح أية جولة تكتيكية في أي موقع وبالتالي ستكون نهاية الإسلام السياسي في تركيا عام ٢٠٢٣.
كما أن مشروع المناطق الآمنة الذي تريده تركيا هو حزام أمني متفجر وناسف لكل الجغرافيا البشرية الكوردية ولا يستهدف تواجد الPKK كما تدعي تركيا، لأن خلافها مع الكورد هو خلاف وجودي وليس خلاف حدود كيلومترية لهذا فهي تحاول إستثمار كل مكامن الأزمة السورية بالطاقة القصوى في الإجهاز على الوجود القومي الكوردي وإنهاء القضية بشكل كامل.
وهي بدأت بالعمل الفعلي على تنفيذ المشروع منذ إحتلال عفرين عام ٢٠١٨.
وفي الضفة الغربية من الفرات ورغم كل التوافقات والتفاهمات الشكلية التركية الروسية إيران لن تسمح لتركيا بالدخول إلى مناطق تل رفعت ومنبج حيث تشكل هذه المناطق حزام أمني لبلدتي نبل والزهراء الشيعيتين ويأتي هذا الحزام ضمن إستراتيجية إيرانية لحماية التواجد الشيعي في شمال سوريا ولا يمكن لإيران أن تفرَّط بتلك المواقع حتى إذا ما إقتضى الأمر إلى الإستعانة بميليشيات إضافية…..إنها معارك رسم الديموغرافيات الطائفية بالنسبة لإيران.
2-نعم هناك معارضة عسكرية ومعارضة مدنية في مناطق النفوذ التركية لكن قبل ذلك علينا الإعادة بالتذكير أن مناطق النفوذ الأمريكية غير معنية بأي إتفاق لا على الصعيد المجتمعي المدني ولا على الصعيد السياسي ولا من جانب ” قسد ” كقوة عسكرية، وأمريكا لن تسمح بتغيير خطوط الفصل الحالية حتى ما بعد الإتفاق على النووي الإيراني ومصير التواجد الإيراني في سوريا، كما ومن إرتدادات الحرب الروسية الأوكرانية تأتي محاولات تغيير الخرائط الحالية من الجانب الروسي لتعزيز دوره في منطقة النفوذ الأمريكية من خلال تركيا وهذا ما لن تسمح به الولايات المتحدة الأمريكية.
لذا فالحالة الهشة او القابلة للتغيير تبقى في غربي الفرات فرغم كل أشكال الرفض على الصعيدين الشعبي والعسكري إلا أن الفصائل والميليشيات المسلحة المدعومة من تركيا ستبقى رهن التحرك التركي أينما شاء ولا يمكنها الخروج من تحت الهيمنة التركية بأي حال من الأحوال.
أما في الجانب المدني أو المجتمعي فتركيا ومن خلال وعودها وعهودها وخطوطها أوصلت بهم مع النظام إلى درجة القطيعة واللاعودة ، فهم باتوا رهائن التجارة التركية وإستثماراتها في الأزمة السورية ولا سبيل لهم بالخروج بأي إتجاه، وبما أنهم فقدوا الثقة بالحليف التركي فلربما سوف يختارون جانب النأي بالنفس من كل من ساهم في تأزيم الوضع وسوء الحال، ..وسوف نسمع كثيرا عبارة: حسبنا الله ونعم الوكيل.
٣- من المستبعد أن تتم عملية التطبيع بين الطرفين لأن ثمة ملفات شائكة ومعقدة بين الطرفين من أهمها ملف جبهة النصرة أو ما تسمى بهيئة تحرير الشام فالنظام ولا الجانب الروسي سوف يقبل بتواجد هذا التنظيم وفق أية مخرجات سياسية وفي أية منطقة جغرافية من سورية، كما وان إيران لن تسمح بالتجاوز على ديموغرافياتها الطائفية، وبالتالي لن تكون هناك مساحات كافية لحرية مناورة أو مسارات بديلة عن المسارات التقليدية، حتى وإن توفرت فلن تتجاوز سقف تفاهمات آستانة أو إتفاق خفض التصعيد في سوتشي لهذه الأطراف لأنها غير متفقة في الأهداف بالأساس.