أصدر المجلس الوطني الكوردي بيانا بمناسبة قدوم عيد نوروز والذي أكد فيه أن توحيد الموقف والصف الكردي ضرورة قومية لمواجهة التحديات
يحتضن آذار _الشهر الكردي بامتياز _ عيد نوروز في الحادي والعشرين منه , حيث تحتفل بقدومه العديد من الشعوب , ويحتل مكانة هامة لدى الشعب الكردي إذ يحتفل به أبناؤه منذ آلاف السنين كعيد قومي يرمز إلى الحرية والمحبة والسلام وبحلول نوروز هذا العام تدخل ثورة الشعب السوري عامها الخامس ولم يتوان نظام الاستبداد عن الإمعان في القسوة والتدمير طال كل ركن في البلاد بشرا وحجرا كخيار وحيد له لكسر إرادة السوريين الذين ثاروا من اجل الحرية والكرامة, ومع انجرار هذه الثورة التي بدأت بحراك جماهيري سلمي ديمقراطي إلى العسكرة وبروز الفكر التكفيري وظهور داعش مستقطبا شراذمه من أصقاع الأرض فيتمدد ويعلن إقامة دولته الإرهابية على مساحات شاسعة من سوريا والعراق, الأمر الذي نال من بريق الثورة وأهدافها , وزاد من معاناة السوريين, وهواجس المجتمع الدولي ليصبح هم الإرهاب والتصدي له من أولويات اهتمامه ويتناسى النظام وما وفره من بيئة حاضنة للإرهاب والإرهابيين .
وفي المقابل لم تستطع المعارضة الوطنية السورية إن توحد رؤاها حول برنامج متكامل لإنهاء نظام القمع والاستبداد ولبناء سوريا الديمقراطية التي ثار من اجلها السوريون بكل شرائحهم وطوائفهم وقومياتهم رغم ما بذلت من جهود ولازالت تبذل في هذا الاتجاه ,في حين بقيت أصوات منها أسيرة أوهام فكرها القومي الانعزالي, في تناولها لمستقبل سوريا وحل القضية القومية للشعب الكردي فيها مما يتطلب من المعارضة الوطنية وكل الخيرين جهودا استثنائية في سبيل تجاوز الحالة الراهنة وتحقيق مايصبو إليه الشعب السوري . لقد جعل داعش من الكرد والمناطق الكردية هدفا لهجماته الإجرامية وأصبحت كردستان وبطول
مايقارب (1500كم) منها ساحة ساخنة لتلك الهجمات, وارتكب فظائع يندى لها جبين الانسانية في العديد من القرى والبلدات الكردية التي دخلتها مثل شنكال و كوباني , والقرى الآشورية في الخابور مؤخرا .
وبمساندة من قوات التحالف الدولي وبمقاومة باسلة من البيشمركة الأبطال و وحدات حماية الشعب وكل المقاومين الكرد انكسرت شوكة داعش وتم دحره في أكثر من موقع وتم تحرير كوباني وشنكال ,وكانت هذه المقاومة موضع إعجاب وتقدير لدى المجتمع الدولي الذي أعرب على لسان العديد من الشخصيات و المنظمات الرسمية وغير الرسمية أن الكرد يدافعون ليس عن كردستان فحسب بل عن الإنسانية اجمع ,وأمام هذا الخطر الداهم تبين إن استفراد أي طرف بالقرار لا يستطيع أن يوفر عوامل النجاح والانتصار, وصار توحيد الموقف والصف الكردي ضرورة قومية لمواجهة التحديات , فكانت اتفاقية دهوك برعاية رئيس إقليم كردستان خطوة صحيحة في هذا الاتجاه , هذه الاتفاقية التي حرص المجلس الوطني الكردي ولا يزال على توفير أجواء وعوامل الثقة وتنفيذ بنوده وبناء شراكة فاعلة وحقيقية, رغم العراقيل التي بدرت من حركة المجتمع الديمقراطي والتي تتناقض مع بنود الاتفاقية مما أدى بالمجلس إلى وقف العمل بالمرجعية السياسية الكردية, وبقدر حرصه على الموقف الكردي الموحد فان المجلس يرى ضرورة الارتقاء بعمل المعارضة الوطنية وتوحيد مواقفها والعمل معا في سبيل إيجاد حل سياسي لازمة البلاد يقدر حجم التضحيات التي قدمت وينهي الاستبداد و يبني سوريا ديمقراطية تعددية اتحادية يتمتع فيها كل السوريين بحريتهم وكرامتهم والشعب الكردي بكامل حقوقه القومية وفق العهود والمواثيق الدولية وكذلك بقية المكونات القومية فيها.
إن المجلس الوطني الكردي وهو يهنئ أبناء الشعب الكردي أينما وجدوا بعيد نوروز فانه يدعو إلى إحياء هذه المناسبة بشكل حضاري يقدر فيه ما يعانيه شعبنا ويمجد الشهداء الذين ضحوا في سبيل غد مشرق آمن .
عاشت نوروز عيدا للحرية والمحبة والسلام
المجد والخلود للشهداء
18\3\2015
الأمانة العامة للمجلس الوطني الكردي في سوريا