تخبط امريكي حيال العراق.. البيت الابيض يعتبر القوات العراقية فاقدة للارادة
يبدو أن سياسة الولايات المتحدة تجاه العراق تشهد حالة من التخبط، وسط تضارب من تصريحات القادة الامريكيين، التي تنتقد أداء قوات الامن العراقية تارة، وتمتدحها تارة اخرى.
ففي أعقاب تصريح لوزير الدفاع الامريكي أشتون كارتر حول الجيش العراقي، ووصفه اياه بأنه منعدم الارادة، تدارك نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن التوتر الذي حصل بين العراق والولايات المتحدة، وأشاد بـ”تضحية هائلة وشجاعة” من جانب القوات العراقية، ثم عاد البيت الابيض لينتقدها.
وكان العبادي، أبدى دهشته من التصريح، معتبرا أن كارتر “زود بمعلومات خاطئة”، غير أن بايدن، أشاد بـ”تضحيات الجيش العراقي الكبيرة” في محاولة للتخفيف من تصريحات وزير دفاعه.
افتقادها للإرادة أتاح لداعش تحقيق المكاسب
وفي أول ردة فعل للمقر الرئاسي الأمريكي لتصريحات كارتر، قال الناطق باسم البيت الأبيض، جوش أرنست، إن “افتقاد اقوات الأمن العراقي للإرادة بالتأكيد مشكلة لمسانها في السابق.”
وأضاف أرنست قائلا “وهذا ما أتاح لداعش تحقيق مكاسب مهمة الصيف الماضي.. وما تركز عليه الولايات المتحدة وشركاؤها هو ضمان تطوير قدرات قوات الامن العراقية.”
وأوضح أن عملية تدريب القوات العراقية “لا يمكن إنجازها في أسبوع.، مستطردا “هي ليست دورة تدريبية لمدة سبعة أيام. الأمر سوف يتطلب التزاما أكثر ديمومة.”
يجب زيادة دعم الحكومة العراقية
وطالب الرئيس الأمريكي باراك أوباما الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي بالوحدة والتكاتف في المعركة ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، معتبرا أنه كان يتعين على كل الدول الـ28 العضوة في الناتو مواصلة دعمها للحكومة العراقية في قتالها ضد داعش.
وقال أوباما في مؤتمر صحافي إن التحدي الذي يفرضه تنظيم “الدولة الإسلامية” في العراق أجبر الناتو على النظر جنوبا وكذا شرقا في إطار مهمته، مضيفا “هذا يعني زيادة في بناء القدرة الدفاعية مع دول مثل العراق أو الدول المهتمة بالعمل معنا.”
وكان نائبه جو بايدن، جدد تعهد بلاده بتسريع إجراءات تدريب وتسليح الجيش العراقي في معركته ضد مسلحي التنظيم الذين يتمدد نشاطهم العسكري في العراق.
انسحاب الجيش العراقي فاجأنا
وقال نائب رئيس الوزراء العراقي، صالح المطلك، إن سماح الجيش العراقي بسقوط مدينة الرمادي في أيدي مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية داعش، “أمر غير مفهوم”، وبدا متفقا مع رأي وزير الدفاع الأمريكي بشأن أداء الجيش.
وأضاف المطلك أن ما حدث في الرمادي “فاجأنا جميعا، فمن غير الواضح بالنسبة لنا، أن وحدة يفترض أن الأمريكيين دربوها لسنوات وكان مفترضا أن تكون واحدة من أفضل وحدات الجيش، أن تنسحب من الرمادي بهذه الطريقة”.
وأكد المطلك أن العراقيين السنة ليسوا مع داعش، لكنه قال إن ثمة مخاوف لدى بعض السنة مما سيحدث بعد زوال داعش، “فهل ستكون هناك مصالحة؟ هل سيتم إشراكهم في الحكومة؟”، معتبرا أن الحل السياسي هو الوحيد القادر على ضمان عدم تكرار ما وقع في الرمادي، وأن العمل العسكري وحده لن يضمن حل مشاكل العراق.
إجراءات تعسفية بحق النازحين
وقالت لجنة الإنقاذ الدولية إن الإجراءات “التعسفية” التي اتبعتها السلطات العراقية بحق النازحين من الأنبار غربي البلاد، أجبرت بعضهم على العودة إلى مناطق النزاع لعدم توافر أماكن آمنة لهم.
وأشارت إلى أن آلاف الأشخاص الذين فروا من الرمادي عالقون عند نقاط التفتيش أو منعوا من دخول مناطق آمنة، داعية إلى إنهاء الاختبارات الأمنية “التمييزية والتعسفية”، وبذل الجهود لإبقاء العائلات مجتمعة.
وأضافت اللجنة أن الاختبارات التي أجريت على الأسر النازحة تمت بشكل غير منتظم، وأشارت إلى أن في بعض الاماكن يوجد حظر شامل على الرجال وفي أماكن أخرى لا يوجد هذا الحظر، مشيرة إلى استغلال نظام الكفالة في جسر بزيبز، الذي يصل الأنبار ببغداد إذ أن البعض يبيعون كفالتهم بأكثر من 700 دولار، ما يضع أعباء مالية “غير مقبولة” على بعض السكان.
وقد فر حوالي 55 ألف شخص من الرمادي بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية داعش عليها في 17 أيار مايو الماضي، وتقدر الأمم المتحدة عدد النازحين من مناطق القتال في العراق منذ 2014 بأكثر من مليونين و800 ألف شخص، منهم 900 ألف نزحوا من الأنبار.
رووداو