أكدت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون”، الجمعة، مقتل نحو 1000 شخص من عناصر تنظيم “داعش” الإرهابي، شهرياً منذ بدء العمليات العسكرية للجيش الأمريكي في أغسطس/ آب الماضي.
وقال قائد القوات الجوية المشتركة في القيادة المركزية الفريق الطيار “جون هيسترمان”، في مؤتمرصحفي عقده بمقر”البنتاغون”، الجمعة، بواشنطن، “القوات الجوية لم تكن فعالة فحسب بل تمكنت في الواقع من جعل كل نصر في ساحة المعركة ممكناً، فهي قد ساعدت القوات البرية على استعادة أراضٍ وقتلت أكثر من 1000 من مقاتلي عدونا (داعش) شهرياً، وقضت على معظم قدرات التنظيم على تكرير النفط”.
وشدد “هيسترمان” على أن ضرب التنظيم “يشكل تحدياً، أكثر من أي وقت مضى، وذلك لكون عناصر التنظيم المسلح قد أحاطت نفسها بالسكان المسالمين”، مشيرا إلى تعقيد عملية ضرب أهداف التنظيم المسلح لـ”تواجده في مناطق التجمعات السكنية، ما يحتم سقوط ضحايا في صفوف المدنيين، وهذا أمر لم نواجه واحدا مثله خلال 32 عاماً”.
وتتحدث تقارير لمنظمات حقوق الإنسان عن وقوع ضحايا جراء القصف الجوي للتحالف لأهداف داعش في كل من العراق وسوريا كان آخرها غارة جوية نفذتها قوات التحالف الجوية فوق قضاء “الحويجة” التابع لمحافظة كركوك شمالي العراق، استهدفت معملاً لتصنيع العبوات الناسفة تابعاً لداعش ما أدى إلى مقتل وجرح عدد كبير من الاشخاص.
وفي تعليق منه على هذه الغارة الجوية قال “هيسترمان”: “كما تعلمون فإن استهداف معامل تصنيع العبوات الناسفة، ليس بالشيء الجديد، لقد قمنا بهذا من قبل، وبسرعة فائقة بعد أن قام داعش باللجوء لهذا الاسلوب الإرهابي (تفخيخ المصفحات) الذي يستخدمونه”.
وتابع قائلاً “بعد عملية استهداف شديدة الانضباط، قمنا بالقاء كمية صغيرة إلى حد ما من الاسلحة (القنابل) على بناية تصنيع عبوات ناسفة في منطقة صناعية، إلا أن الانفجار الثانوي الناتج عن انفجار كمية كبيرة من المفرقعات شديدة الانفجار التابعة لداعش كان كبيراً جداً ودمر معظم المنطقة الصناعية”.
واستطرد قائلاً “لم نرَ أي أدلة على وجود ضحايا من المدنيين حتى الآن، لكننا ندرس باستمرار جميع الدعاوى كما نفعل دائماً”، ملقياً باللائمة على داعش في هذا الأمر، حيث قال “لنكن واضحين بخصوص ما تسبب بالاضرار، فكمية هائلة من المواد شديدة الانفجار كانت داعش تنوي تحويلها إلى سلاح قاتل لقتل القوات العراقية والمدنيين الابرياء، لذا، فإذا كان هنالك ضحايا بالخطأ فإن مسؤولية ذلك تقع على داعش بشكل تام”.
وفي رد منه على مزاعم “جون مكين” -عضو مجلس الشيوخ الجمهوري عن ولاية اريزونا – بأن 75% من الطلعات الجوية لطائرات التحالف تنتهي دون ضرب أهداف، اعترف الطيار الأمريكي بصحة التقدير معلاً ذلك بالقول “ما نحتاجه هو معلومات محددة عن موقع العدو”.
وتقود الولايات المتحدة التحالف الدولي المناهض لتنظيم “داعش”، تنضوي تحته أكثر من 60 دولة عربية وأجنبية، وتشكَّل في صيف العام الماضي عندما تمدد التنظيم المتشدد في سوريا والعراق وهو ما أثار مخاوف إقليمية ودولية واسعة.
وشنَّ التحالف أولى غاراته الجوية ضد معاقل مسلحي “داعش” في أغسطس/ آب الماضي في العراق ومن ثم وسَّع عملياته لاحقًا لتشمل سوريا أيضًا.
ويهدف التحالف بالدرجة الأولى إلى إضعاف القوة الهجومية للمسلحين المتطرفين تمهيدًا للقضاء عليهم بيد قوات محلية في العراق وسوريا يقوم عدد من دول التحالف بتدريبها.
الاناضول