أين الدول العربية؟ بالأرقام الدنمارك شنت غارات ضد داعش أكثر من الأردن والسعودية والبحرين والإمارات ومصر مجتمعة
قال فريد زكريا المحلل السياسي ومقدم برنامج GPS على شبكة CNN إن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يُعرف بـ”داعش،” يعتبر خطرا وجوديا في المنطقة التي تحيط به، متسائلا عن الدور الذي تقوم به الدول العربية في التحالف الدولي ضد هذا الخطر.
وأوضح زكريا: “الحقيقة الغريبة أنه وفي الوقت الذي يعتبر فيه داعش خطرا وجوديا لمن حوله، فإن من حوله على ما يبدو لا يقومون بشيء حيال ذلك، فالأردن والسعودية والبحرين والإمارات شاركوا في العمليات العسكرية ضد التنظيم في سوريا ولكن أنظروا حجم مساهمتهم.”
وتابع قائلا: “أمريكا أطلقت أكثر من 2092 غارة ضد داعش في سوريا بحسب الجيش الأمريكي، في الوقت الذي أطلق فيه الحلفاء العرب مجتمعين 108 غارات، وبحسب تقديرات منظمة الحروب الجوية فإن الدنمارك أطلقت 109 غارات أي أكثر من الغارات التي شنها التحالف العربي مجتمعا، وهولندا شنت 180 غارة ضد تنظيم داعش.”
وأضاف: “المملكة العربية السعودية تعتبر أكبر سوق للمعدات الدفاعية الأمريكية في العالم بحسب تقرير الـIHS السنوي عن الدفاع الأمريكي، وفي العام 2015 فإن واحدا من بين سبعة دولارات تنفق على استيراد المعدات العسكرية ستكون من السعودية بحسب توقعات الـIHS.”
وأردف قائلا: “السعودية والإمارات استوردتا معا معدات دفاعية أكثر مما استورده غرب دول أوروبا مجتمعة، في حين أن مصر التي لها أكبر قوة جوية في المنطقة بحسب الـIHS إلا أنها للآن قامت ببعض الغارات ضد داعش في ليبيا فقط ولم تشن أي غارات على التنظيم في سوريا.”
وحول الدور التركي في القتال ضد داعش، قال زكريا: “تتصدر الأخبار التي تردنا من الشرق الأوسط عن دخول تركيا في الحرب ضد داعش والسماح للطائرات الأمريكية باستخدام قواعدها الجوية كنقطة لإطلاق الهجمات، في الوقت الذي ستحاول فيه الدولتان خلق منطقة لا يتواجد فيها عناصر تنظيم داعش بشمال سوريا، كل هذا رائع ولكن وكما أغلب الأمور في الشرق الأوسط فإن الحقيقة أكثر تعقيدا، فتركيا وخلال أولى الضربات الجوية لها يبدو أنها تستهدف المقاتلين الأكراد في العراق بما فيهم هؤلاء الحلفاء في الحملة ضد داعش، لماذا؟”
وأردف قائلا: “الجواب هو ببساطة الخوف من الانفصاليين الأكراد داخل تركيا إلى جانب اختلاف أنقرة مع ميليشيات كردية في مناطق أخرى بالمنطقة، وبحسب مراقبين فإن الدافع الآخر لتركيا هو المكاسب السياسية داخل البلاد، فحزب الرئيس رجب طيب أردوغان فشل في الفوز بأغلبية في الانتخابات الأخيرة وذلك لأول مرة منذ سنوات الأمر الذي أجبره على البحث عن أحزاب أخرى لتشكيل تحالف، وغارات أنقرة من الممكن أن تشعل مدا قوميا حوله ما يسمح له بالدعوة لانتخابات أخرى للحصول على أغلبية، ولكن السؤال ماذا لو حصل ذلك بالفعل ونال أردوغان أغلبية في الانتخابات؟ جواب بعض المراقبين هو أن معدل الغارات والضربات الجوية سينخفض حالما تؤدي الهدف منها على الساحة السياسية الداخلية.”
CNN