المعارضة في مناطق حلب تعتمد الليرة التركية
أقرت لجنة سورية تمثل فصائل مسلحة معارضة اعتماد العملة التركية بدلاً من الليرة السورية في التداول في المناطق الخاضعة لها في حلب بهدف «الضغط على النظام الى حين سقوطه»، بالتزامن مع انسحاب «جبهة النصرة» من مناطق قرب الحدود التركية تلبية لقرار أنقرة خوض معركة ضد «داعش» لحماية «أمنها القومي»، في وقت بدأ مقاتلو «جيش الفتح» اقتحام بلدة الفوعة التي تضم موالين شيعة للنظام عبر تفجير نفق تحت مقر قيادة العمليات العسكرية. وخرجت تظاهرات في طرطوس أمس بالتزامن مع تظاهرات في اللاذقية ضمن استمرار التوتر في الوسط العلوي.
وأعلنت «اللجنة السورية لاستبدال عملة التداول في المناطق المحررة» في مؤتمر صحافي في حلب، أنها قررت «تطبيق قرار مشترك من الفصائل الثورية والفعاليات والمحاكم القضائية باستبدال العملة السورية بالتركية، للضغط على نظام الأسد اقتصاديًّا الى حين سقوطه وإصدار عملة وطنية جديدة».
وكانت المحكمة الشرعية والمجالس المحلية في حلب بدأت تداول العملة التركية بدلاً من السورية، علما أن خبراء أشاروا إلى أن أحد أسباب ثبات سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأميركي هو السوق السوداء في مناطق المعارضة التي يحول فيها المواطنون قطعهم الأجنبي الى ليرة سورية (الدولار يساوي نحو 270 ليرة حالياً).
وأعلنت «جبهة النصرة» في بيان نشر على الإنترنت: «نعلن انسحابنا من خطوط المواجهة مع تنظيم داعش في شمال محافظة حلب»، من دون أن تحدد المناطق التي يشملها القرار. وفي إشارة إلى الخطة الأميركية- التركية لإقامة منطقة آمنة، قالت: «لا نرى جواز الدخول في هذا الحلف شرعاً، لا على جهة الانخراط في صفوفه ولا على جهة الاستعانة به ولا حتى التنسيق معه»، مؤكدة أن الهدف الأول لهذه الخطة «هو خدمة أمن تركيا القومي». وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «النصرة» انسحبت تماماً من قريتي الدحلة وحرجلة على الحدود التركية، وذلك بعد يومين على تسليم الجبهة مواقع تابعه لها الى «الجبهة الشامية» التي تضم فصائل إسلامية.
في ريف إدلب المجاور، أفاد موقع «كلنا شركاء» المعارض، بأن مقاتلي «حركة أحرار الشام» المشاركة في غرفة عمليات “جيش الفتح”، فجرت أمس «نفقاً تحت مبانٍ تتحصن فيها الميليشيات الموالية للنظام في بلدة الفوعة» شرق إدلب.
وقال متحدث في فيديو نشرته «أحرار الشام» على حسابها الرسمي في موقع “تويتر”، إن هذا التفجير هو مقدمة لعملية تحرير البلدة، «وذلك في إطار سعي جيش الفتح لجعل المنطقة ورقة ضغط قوية لتخفيف الحملة الكبيرة التي تشنها قوات النظام على مدينة الزبداني في ريف دمشق منذ أكثر من شهر»، فيما أفاد «المرصد» بأن «أكثر من ألف قذيفة سقطت على مناطق في الفوعة وجوارها وسط استمرار الاشتباكات».
إلى ذلك، أفادت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة بحصول تظاهرات في مدينة طرطوس قرب اللاذقية في الساحل السوري، طالب فيها المتظاهرون بـ «فك الحصار» عن مطار كويريس في حلب بعد مقتل 15 بينهم 12 ضابطا أمس. واعتبرت الشبكة ذلك «امتداداً» لتظاهرات جرت في اللاذقية طالبت بـ «إعدام» سليمان الأسد نجل هلال ابن عم الرئيس بشار الأسد، بعد قتله (سليمان) ضابطاً في الجيش النظامي بسبب خلاف على أولوية السير قبل أربعة أيام.
الحياة