القضية السورية تجمع السيسي وبن زايد والملك عبد الله الثاني ببوتين في موسكو
استضاف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الثلاثاء، الملك الأردني عبد الله الثاني وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في موسكو، لبحث الأزمة السورية على هامش معرض للصناعة العسكرية الروسية.
وجاء لقاء بوتين بالملك عبد الله وولي عهد أبو ظبي قبيل وصول الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة الروسية، خاصة وأن المحور الأردني ـ الإماراتي ـ المصري يدفع باتجاه «حل سياسي» للأزمة السورية وتشكيل تحالف لمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية»، إلا أن العقبة دائما وأبدا كانت ولا تزال هي الاتفاق على مصير الرئيس السوري بشار الأسد، حيث تصر كل من إيران وموسكو على بقاء الأسد للمرحلة الانتقالية.
ونقلت صحيفة «الغارديان» أمس الثلاثاء، عن وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند أن الخلاف الرئيسي مع إيران فيما يتعلق بسوريا هو مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد، حيث ترى طهران أنه «يُبقي سوريا متماسكة»، بينما ترى لندن أن رجلا لطخت يده بالدماء لا يجب أن يبقى في السلطة.
واعتبر الرئيس الفرنسي فرنسوا اولاند أمس الثلاثاء أن إحلال السلام في سوريا يمر عبر «تحييد» الرئيس السوري بشار الأسد عن العملية السياسية، ما أثار رد فعل شديد اللهجة من دمشق التي نددت بـ»التدخل السافر» في شؤونها.
وقال الرئيس الفرنسي في خطاب ألقاه خلال اجتماع السفراء الفرنسيين في باريس، إنه في سوريا «يجب ان نحد من نفوذ الإرهابيين بدون أن يعني ذلك بقاء الأسد».
وأضاف اولاند «في الوقت نفسه يجب أن نسعى إلى انتقال سياسي في سوريا. إنها ضرورة، ويمكن إطلاق حوار ويجب تحديد شروطه. الأول هو تحييد بشار الأسد، والثاني تقديم ضمانات قوية لكل قوى المعارضة المعتدلة لا سيما السنية والكردية والحفاظ على هيكليات الدولة ووحدة سوريا».
ورأى الرئيس الفرنسي أن العملية تمر أخيرا بإشراك «كل الأطراف المعنية بالحل» بينها روسيا ودول الخليج وإيران وتركيا. وأضاف أن «تسوية الأزمة السورية تتطلب مشاركة الجميع، وفرنسا مستعدة للمشاركة فيها»، مشيرا إلى أن باريس ستواصل، حتى ذلك الحين «مساعدة المعارضة السورية التي تعتبرها معتدلة». وأثارت تصريحات الرئيس الفرنسي تنديدا شديدا في دمشق.
وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن التحركات الدبلوماسية الأخيرة التي شهدتها عدة عواصم تنبىء بإمكانية الوصول إلى حل سياسي في سوريا، لأنه من دون هذا الحل لا مستقبل لأي تحالف لمقاتلة «الدولة الإسلامية».
وتابعت الصحيفة أنه من غير الواضح إن كانت أمريكا وروسيا وإيران والسعودية واللاعبون الدوليون الآخرون، لديهم الإصرار الكافي لوضع نهاية للصراع في سوريا، ومن ثم ستستمر الصعوبات في وجود فعالية موحدة ضد التنظيم.
وتشير الصحيفة إلى أن الحراك الدبلوماسي الأخير بات يثير الكثير من التساؤلات، فروسيا التي تعتبر الداعم الأكبر لنظام بشار الأسد، بدأت بنسج علاقات جيدة مع المملكة العربية السعودية، «التي تعتبر واحدة من كبريات الجهات الداعمة للجماعات السورية المعارضة»، كما أدت موسكو دوراً كبيراً في التوسط بين دمشق والرياض، وعقد أول لقاء بين الطرفين منذ بداية الأزمة.
وترى الصحيفة الأمريكية أن هناك أسباباً لدرء المزيد من عوامل انهيار الدولة السورية، «فلقد ضعفت قبضة الأسد، وبات يعاني من قلة التجنيد في صفوفه، وهي أمور تضاعف في الوقت نفسه من خشية موسكو والرياض وواشنطن من زيادة مساحات الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم «الدولة».
واعتبرت الصحيفة أن خطط الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، لتجهيز وتدريب قوات برية سورية قد فشلت، كما أن الجماعات المعارضة السورية المسلحة التي تقف ضد التنظيم لا تزال غير منظمة، وغالباً ما تندلع بينها اشتباكات متفرقة.
وتشير الصحيفة إلى أن العقبات التي ما تزال تعترض التوصل لاتفاق أو تحول سياسي، لا تزال عقبات هائلة، من بينها عدم وجود أي توافق في الآراء بشأن المدة التي تستمر خلال الفترة الانتقالية، ومتى سيتنحى الأسد، فلقد أصرت الولايات المتحدة والسعودية وتركيا على ضرورة رحيل الأسد عن السلطة، في حين تتمسك روسيا وإيران به.
ويعتقد مسؤولون أمريكيون أن روسيا قد تكون مستعدة لقطع العلاقات مع الرئيس الأسد كجزء من خطة قد تؤدي في النهاية إلى الاستقرار في سوريا.
وخلال الأيام والأسابيع الاخيرة، استضافت موسكو العديد من وفود الحكومات الشرق أوسطية.كما حضر الأحد وفد من معارضة الداخل في سوريا وأجرى محادثات حول الأزمة التي تعصف بالبلاد.
الى ذلك، من المتوقع ان يصل مسؤولون إيرانيون الأسبوع الحالي إلى موسكو لاختتام مفاوضات حول شراء طهران أنظمة الدفاع الروسية «أس 300» بالرغم من معارضة الولايات المتحدة وإسرائيل.
ويأتي ذلك في ظل تعزيز روسيا لجهودها الدبلوماسية للتوصل إلى حل للأزمة السورية بعد أكثر من أربع سنوات من الحرب الدموية التي راح ضحيتها أكثر من 240 الف شخص.
ومؤخرا استضاف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نظيريه السعودي والإيراني في محاولة لإطلاق مبادرة لإنشاء تحالف واسع ضد تنظيم الدولة الإسلامية يضم الحكومة السورية وحلفاءها.وهو أمر رفضه خصوم الرئيس السوري بشار الأسد.
ويبحث بوتين مع الملك عبد الله أيضا إمكانية بناء أول منشأة نووية في الأردن، وفق ما أعلن الكرملين.
وأضاف أن الرجلين سيبحثان في «الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي وحل النزاع السوري وعملية السلام في الشرق الأوسط». والملك عبد الله الثاني زار موسكو 13 مرة منذ وصوله إلى الحكم في 1999.
القدس العربي