دعا وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي الى حل سياسي للأزمة السورية، لكنه لوحظ خلو البيان الوزاري من الاشارة الى تنحي الرئيس بشار الأسد عن السلطة كشرط لأي حل سياسي للأزمة السورية حين أكد على «الحل السياسي للأزمة السورية والمرتكز على بيان جنيف1 (حزيران /يونيو 2012). كما قال مصدر خليجي مسؤول حضر الاجتماع أمس في الرياض «إن الوزراء لم يبحثوا موضوع المواقف المصرية الأخيرة من الأزمة السورية» لأن هناك تباينا سياسيا في تفاصيل الموقف السياسي من سوريا وليس هناك اختلاف أو ازمة سياسية مع مصر حتى يتم بحثها». فيما أعلن وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن آل خليفة امس في الرياض، أن دول الخليج العربية هي في مواجهة مع ايران «بسبب اعمالها العدائية» ضد دول مجلس التعاون الخليجي وقال «نعم نحن في دول مجلس التعاون في مواجهة مع إيران وأهم المواجهات تتم في اليمن مع عملاء ايران من الحوثيين».
وزير الخارجية البحريني الذي تحدث لـ»القدس العربي» عقب انتهاء اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون مساء أمس، تحدث عن الأعمال العدائية الإيرانية الاخيرة ضد دول المنطقة مشيرا «الى اكتشاف دولة الكويت للمتفجرات والأسلحة التي أرسلتها إيران وكان يتم تخزينها من سنوات بهدف تهديد أمن واستقرار الكويت، وكذلك إحباط الأجهزة الأمنية البحرينية عملية تهريب لمواد متفجرة شديدة الخطورة، وأسلحة وذخائر مصدرها إيران إلى مملكة البحرين».
وأكد الوزير الشيخ خالد «أن دول الخليج قادرة على مواجهة إيران وتهديداتها لدول مجلس التعاون بمساعدة اشقائها وأصدقائها، والأهم يقظة أجهزتها الامنية وقدراتها العسكرية»، وأشار الى أن المحاولات الإيرانية لتهديد الأمن الداخلي لدول المجلس كان أحد المواضيع الهامة التي ناقشها الاجتماع الدوري لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي.
وأكدت دول الخليج العربية في بيان صدر عن الاجتماع «رفضها التام لاستمرار التدخلات الإيرانية في الشأن الداخلي لدول مجلس التعاون، ومحاولات بث الفرقة والفتنة الطائفية بين مواطنيها والإضرار بأمنها واستقرارها ومصالح مواطنيها، سواء من خلال إيواء الهاربين من العدالة أو فتح المعسكرات لتدريب المجموعات الإرهابية أو تهريب الأسلحة والمتفجرات لتنفيذ عمليات إرهابية داخل دول المجلس، كما حدث مؤخرا في مملكة البحرين، أو عبر دعم التخريب والإرهاب والتحريض على العنف، أو من خلال التصريحات التي تصدر عن كبار المسؤولين الإيرانيين، مشدداً على أن سياسة ايران القائمة على التدخل في شؤون دول المجلس، تحمل تهديدًا خطيرا للأمن والسلم الإقليمي والدولي بعد أن وصلت لمستويات غير مسبوقة في مخالفة القوانين المعمول بها في التعامل بين الدول، وتنذر باشتعال حرب طائفية خطيرة لا يمكن السيطرة عليها أو التحكم فيها، وطالب المجلس الوزاري إيران بضرورة الكف الفوري عن هذه الممارسات والالتزام التام بمبادئ حسن الجوار والقوانين والمواثيق والأعراف الدولية بما يكفل الحفاظ على أمن المنطقة واستقرارها».
وبدا من أجواء الاجتماع الخليجي الذي استغرق جلسة واحدة استمرت نحو 3 ساعات أن وزراء الخارجية مرتاحون لتطورات الأحداث في اليمن لاسيما على الصعيد العسكري والسياسي ايضا حيث اشاد البيان الخليجي «بالانتصارات التي حققتها المقاومة الشعبية والجيش الموالي للشرعية ضد ميليشيات الحوثي وعلي عبدالله صالح، وتحرير عدن وعدد من المدن اليمنية»، مؤكدين «دعم ومساندة دول المجلس للحكومة الشرعية من أجل استعادة الدولة اليمنية وإعادة الأمن والاستقرار».
كما أشاد المجلس الوزاري الخليجي بـ»الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة لإيجاد حل للأزمة اليمنية. واشار الخليجيون الى «أهمية الحل السياسي وفق المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني الشـامل ومؤتمر الرياض، والتنفيذ غير المشروط لقرار مجـلس الأمن رقم 2216، وحول الأزمة السورية لوحظ أن البيان الوزاري الخليجي خلا من الاشارة إلى تنحي الرئيس بشارالاسد عن السلطة كشرط لأي حل سياسي للازمة السورية حين أكد على «الحل السياسي للأزمة السورية والمرتكز على بيان جنيف1، ومن دون أي تدخلات خارجية، مشدداً على ضرورة خروج كافة المقاتلين الأجانب من سوريا».
الى ذلك أدان المجلس الوزاري الخليجي الانتهاكات التي يقوم بها الإحتلال الإسرائيلي للأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية وخاصة المحاولات الرامية إلى تغيير الوضع القانوني للمسجد الأقصى، وكذلك الاعتداءات المتكررة من المسؤولين والمستوطنين الإسرائيليين على حرمة المسجد الأقصى المبارك، في انتهاك صارخ لأبسط حقوق الإنسان، مناشداً المجتمع الدولي القيام بمسؤولياته، واتخاذ كل ما من شأنه حماية أبناء الشعب الفلسطيني والمقدسات الدينية».
القدس العربي