المناهج الكردية الجديدة تتسبب باغلاق المدارس في الحسكة

12

أصدرت مديرية التربية التابعة لنظام الأسد في محافظة الحسكة قراراً يقضي بإغلاق كافة المدراس الابتدائية، والتي يتم التدريس فيها بالمنهاج التي فرضتها الإدارة الذاتية المعلنة من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي في مدينة القامشلي.

وأكد حواس خليل عضو المجلس الوطني الكردي لـ”مدار اليوم”، أن “مشروع الإدارة الذاتية طرح قبل فترة مناهج للصفوف الإبتدائية الأولى (من الأول إلى الثالث) باللغة الكردية، على أن تدرس المكونات الأخرى في الإدارة الذاتية هذه المناهج بلغتها”، غير أن هيئة التربية والتعليم التابعة للإدارة الذاتية، أكدت أن بعض المواد مثل التربية الاجتماعية والتاريخ الكردي ستدرس باللغة الكردية.

ولفت حواس أن بقية الصفوف ما بعد الثالث ستدرس مناهج النظام ذاتها، بالإضافة إلى لغات المكونات المختلفة (العربية والكردية والتركمانية والآشورية).

وشدد عضو المجلس الوطني الكردي على أنه “من حق الأكراد أن يدرسوا مناهجهم بلغتهم، لكن هذا الحق لا يغفر للإدارة الذاتية أدلجة المناهج”، لافتاً إلى أن “الهدف من المناهج التي وضعتها الإدارة هو أنتاج جيل مؤدلج وليس جيل متعلم، وهو أمر مرفوض جملةً وتفصيلاً”، حسب تعبيره.

وفي ذات السياق قلل حواس من أهمية قرار وزارة تربية نظام الأسد إغلاق المدارس، خاصة وأن الادارة الذاتية ونظام الأسد كانوا على تنسيق دائم فيما بينهم، مشيراً إلى أن “المدارس كانت خاضعة لسيطرة الإدارة الذاتية عبر موظف من قبلها ولم يكن لموظفي النظام أي قرار فيها”.

حواس أوضح أن “ليس لدى الإدارة الذاتية كوادر كافية من أجل إدارة مؤسسات الدولة، غير أنها تعتمد على الموظفين الذين ما زالوا يتقاضون رواتبهم من نظام الأسد”، مشيراً إلى أن الإدارة الذاتية لن تواجه صعوبات في دفع رواتب الموظفين في حال أوقفها نظام الأسد، خاصة وأنها تدفع رواتب بعض الموظفين الذين عادتهم لعملهم بعد أن فصلهم نظام الأسد في بداية الثورة السورية.

يسرى درويش، العضو في لجنة إدارة مدارس عامودا وهي لجنة تابعة لهيئة التربية التابعة بدورها للإدارة الذاتية، أعادت جوهر القرار إلى حق أي شعب في التعلم بلغته، واعتبرت أن الهدف من هذه المناهج ليس الانفصال كما يدّعي البعض، “فهي خطوة تأتي من إرادة الشعب”، لافتةً إلى أن نظام الأسد يرفض الفكرة تماماً، “فقد أرسلت مستودعات الكتب المدرسية التابعة لوزارة التربية السورية مناهجها على أن يتم توزيعها في المدارس، لكنها رُفضت”، بحسب قولها.

وقال الشاعر والكاتب السوري فايز العباس، وهو مجاز باللغة العربية ومدرس سابق، إن القرار خاطئ في التوقيت وسينعكس سلباً على الحياة العامة، ومن الصعب تطبيقه في ظل عدم وجود بنية ومدارس خاصة بالأكراد، وفي حال عدم استطاعة القائمين على المشروع تأمين متطلبات المراحل الدراسية المستقبلية، فإن ذلك سيؤدي إلى كارثة في حق جيل كامل ستتوقف حياته العلمية والدراسية”.

وتخوف العباس من يؤدي القرار إلى نوع من تقسيم المنطقة، بقوله إن “هذا أمرٌ واضح سينتج عنه استمرار الغليان الشعبي في المنطقة، لأنه قرار يؤسس لمشروع تقسيم، ورغم أنه من حق كل مكون تعلم لغته، لكن ليس التعلم بلغته كبديل عن اللغة الأم، خصوصاً أن المكون موجود على أراضي دولة ناطقة بالعربية”.

مدار اليوم

Leave A Reply

Your email address will not be published.