مقترحات أميركية إلى روسيا لحل «عقد» سورية

3

سعت موسكو وواشنطن إلى تجاوز «النقاط العالقة» بينهما وتقريب وجهات النظر حيال التسوية في سورية. وأبدى الطرفان تفاؤلاً باقترابهما من تحقيق تقدم بعد جلسة محادثات جمعت الوزير الروسي سيرغي لافروف مع نظيره الأميركي جون كيري واستمرت ثلاث ساعات، انتقل بعدها الطرفان إلى الكرملين للقاء الرئيس فلاديمير بوتين الذي أكد أن موسكو منفتحة للبحث في المقترحات الأميركية للتسوية في سورية.

ولم يوضح بوتين طبيعة الاقتراح الأميركي الذي أشار إليه، لكنه قال إنه اطلع من لافروف «بالتفصيل على مقترحات (كيري) وبعض المسائل ما زال يتطلب بحثاً إضافياً. وأنا سعيد جداً لإمكان اللقاء معكم والتحدث حول هذه المسائل كافة». وأضاف أن بلاده «تبحث معكم (الولايات المتحدة) حلولاً لأكثر الأزمات حدة. وأعلم أنه بعد لقائنا في باريس أعدّ الجانب الأميركي رؤيته لحل مشاكل عدة، بما فيها الأزمة السورية»، مشيداً بما وصفها «الجهود التي يبذلها وزير الخارجية الأميركي لتسوية هذه المشكلات».

وأكد كيري «أن روسيا والولايات المتحدة تستطيعان سوية فعل الكثير للتقدم في حل المشكلة السورية»، معتبراً أن اجتماعات فيينا «بداية جيدة، وتفتح إمكانات كثيرة. ومن الواضح جداً، أنني والسيد لافروف متفقان بأن البلدين من الممكن أن يعملا الكثير سوية للتقدم» في مسألة تسوية الأزمة السورية.

وكان الوزيران بحثا «الملفات العالقة» بحسب وصف لافروف، الذي أشار الى ضرورة أن يتم تطبيق مخرجات لقاء فيينا وخصوصاً ما يتعلق بوضع لائحة بالفصائل الإرهابية في سورية وتحديد رؤية مشتركة للأطراف التي يمكن أن تشارك في عملية تفاوضية لإنهاء الأزمة. وكانت الخارجية الروسية استبقت اللقاء بالتأكيد أن موافقة موسكو على عقد اجتماع وزاري جديد في نيويورك، وفق الاقتراح الأميركي، مرتبطة بتحقيق تقدم في المحادثات الثنائية.

في باريس، قالت مصادر ديبلوماسية لـ «الحياة» بعد محادثات وزراء خارجية وممثلي عشر دول من مجموعة «أصدقاء سورية» مساء أول من أمس إن الوزراء المشاركين لفتوا انتباه الوزير جون كيري، قبل انتقاله إلى موسكو، إلى «انهم جميعاً غير ملزمين بالتنازل للروس في شأن الانتقال السياسي في سورية وأنهم غير ملزمين بإعطاء ما يطلبه (الوزير) سيرغي لافروف في النقاش حول تصنيف الفصائل لأن ذلك سيدخل جميع داعمي الحل السياسي في متاهة لا نهاية لها». وتابعت أنه «يجب ألا يكون سقف الجانب الأميركي وحلفائه أقل من سقف المعارضة التي اجتمعت في السعودية والدليل أن أحد السقوف العالية كانت صادرة من (المنسق العام لهيئة التنسيق) حسن عبدالعظيم الذي يعتبر أقرب للنظام ومع ذلك كان سقفه عالياً في موضوع الانتقال ورحيل بشار الأسد».

وفي لندن، قال مسؤول أميركي لـ «الحياة»، إن مقاتلات التحالف الدولي بقيادة أميركا ستقدم «كل الدعم» للمعارضة السورية لطرد «داعش» من الريف الشمالي لحلب قرب حدود تركيا، لكنه أشار إلى أن الغارات الروسية «عقّدت» الحرب على «داعش» لأنها تضرب المعارضة التي تحارب هذا التنظيم. وقال إن غارات التحالف أدت إلى خسارة «داعش» نحو 25 في المئة من الأراضي التي كان يسيطر عليها في سورية والعراق منذ إعلان «الخلافة» منتصف العام الماضي. وقال مسؤول غربي آخر إن 13 في المئة من غارات روسيا في سورية، التي بدأت نهاية أيلول (سبتمبر) الماضي، تستهدف «داعش»، فيما تستهدف الغارات الأخرى فصائل معارضة بينها قوى تقاتل هذا التنظيم.

من جهتها، أعلنت الأركان الروسية ان المقاتلات والقاذفات قامت بأكثر من أربعة آلاف طلعة جوية منذ بدء الغارات في سورية، مشيرة الى انها تقدم الدعم لخمسة آلاف معارض يقاتلون مع قوات النظام في الحرب على تنظيم «داعش»، في اشارة ربما الى تحالف كردي – عربي ينشط شرق سورية. وأكدت أن هناك أكثر من 150 جماعة معارضة تقاتل «داعش» في سورية، مشيرة الى نيتها العمل على «توحيد» الجيش النظامي ومقاتلين معارضين ضد التنظيم.

وقال مسؤول أوروبي في مؤتمر في موسكو، إن بين خمسة آلاف وسبعة آلاف أوروبي تدربوا في سورية ما يشكل «تهديدا خطراً» على أوروبا.

الحياة

Leave A Reply

Your email address will not be published.