المعارضة السورية ستطلب من الحكومة خطوات لبناء الثقة قبل المحادثات
قال مسؤولون يوم الاثنين إن المعارضة السورية تريد أن ترى خطوات لبناء الثقة من جانب دمشق بما في ذلك الإفراج عن سجناء قبل المفاوضات المقرر انطلاقها هذا الشهر.
ومن شأن مطلب المعارضة تعقيد الجهود الرامية لبدء المحادثات.
وقال ثلاثة مسؤولين على دراية بالتحضيرات للمفاوضات لرويترز إن قادة المعارضة وبينهم ممثلو جماعات مسلحة يخططون لإبلاغ هذه الرسالة لمبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا لدى لقائهم به في الرياض يوم الثلاثاء.
وقالت الأمم المتحدة في الشهر الماضي إنها تهدف إلى عقد اجتماع بين الأطراف المتنازعة في سوريا في 25 يناير كانون الثاني في مدينة جنيف السويسرية من أجل وضع حد للصراع المستمر منذ خمس سنوات تقريبا والذي أسفر عن مقتل نحو 250 ألف شخص.
وتهدف هذه المساعي إلى البناء على إجماع في مجلس الأمن الذي أيد يوم 18 ديسمبر كانون الأول خارطة طريق دولية بالنسبة لعملية السلام في سوريا مع بدء محادثات السلام في مطلع يناير كانون الثاني.
وبين المعارضين المجتمعين في الرياض خصوم سياسيون ومسلحون للرئيس السوري بشار الأسد. وتشكل هذا التجمع المعارض الشهر الماضي في إطار مسعى تدعمه السعودية لإعداد المعارضة للمحادثات. والرياض داعم رئيسي لمعارضي الأسد. والأسد حليف لإيران الخصم الرئيسي الإقليمي للسعودية.
وقال جورج صبرا عضو المعارضة السياسية إن المحادثات ينبغي أن تسبقها خطوات حقيقية على الأرض لا تعبر عن حسن النوايا وحسب ولكنها ضمن إجراءات لبناء الثقة مثل الإفراج عن المحتجزين السياسيين ووقف قصف البلدات والمدن بالمدفعية الثقيلة والطيران الحربي.
وقال مسؤول ثان إن قيادة المعارضة ستبلغ دي ميستورا إنها “لا تستطيع المشاركة في المفاوضات دون أن يفعل الأسد شيئا جادا مثل وقف إطلاق النار أو الإفراج عن المحتجزين”.
وقال مسؤول ثالث “لن تكون هناك مفاوضات قبل وجود تطمينات بشأن تنفيذ تدابير لحسن النية” وأشار إلى أن ذلك يشمل وقف القصف ورفع الحصار الذي تفرضه الحكومة على المناطق التي يسيطر عليها المعارضون.
وتابع المسؤولون أن مطالبهم متسقة مع قرار مجلس الأمن وخصوصا البنود التي تدعو للإفراج عن المحتجزين بشكل عشوائي والوقف الفوري للهجمات على مدنيين وضمان إيصال المساعدات الإنسانية دون إعاقة.
وبدا أن قرار مجلس الأمن يظهر إجماعا نادرا بشأن أزمة أحدثت انقساما بين القوى العالمية. وتقول الولايات المتحدة إن على الأسد أن يرحل. بينما أرسلت روسيا قواتها الجوية إلى سوريا للمساعدة في تعزيز سيطرة الأسد على غرب سوريا.
وواجهت العملية الدبلوماسية المتعلقة بالحرب في سوريا مزيدا من التعقيد بسبب التصعيد في التوتر بين السعودية وإيران عقب إعدام رجل دين شيعي في السعودية.
وحذرت فيدريكا موجيريني مسؤولة السياسات الخارجية في الاتحاد الأوروبي وزير خارجية إيران يوم الاحد من أن تجدد التوتر بين إيران الشيعية والسعودية السنية من شأنه أن يعصف بجهود السلام الرامية لإيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا.
وتابع صبرا الذي كان يتحدث لرويترز من الرياض أن العملية السياسية لا يمكن أن تتحرك في منأى عن الحرب التي ما زالت تدور رحاها على الأرض.
وقال إن المعارضة لا تريد المفاوضات من أجل المفاوضات ولكنها تريد مفاوضات تصل إلى حل سياسي حقيقي.
رويترز