المتاجرة بجثث المهاجرين في مدينة ازمير التركية

3

قال شاب من سكان مدينة اربيل، وقد تطوع لاعادة جثث المهاجرين الكورد الذين غرقوا في بحر ايجه إلى اقليم كوردستان، إن بعض المهربين يتاجرون بجثث المهاجرين.

فقد ترك الشاب مؤيد فتاح (34 عاما) عمله ومشاريعه في اربيل، وتوجه إلى مدينة ازمير في تركيا ليساعد ذوي ضحايا الهجرة ليتمكنوا من اعادة جثث ابنائهم إلى اقليم كوردستان.

وقد أنجز فتاح الذي كان يعمل في منظمة محلية غير حكومية في اربيل، معاملات ووثائق اعادة 16 جثة إلى اقليم كوردستان، ويقول إن “أسوأ شيء هو محاولة البعض المتاجرة بالجثث، ليبيعوها إلى ذويها مقابل مبالغ مالية”.

وفتاح صاحب معملين وشركة خاصة بالنقل، وبعض أعمالها في تركيا، لكنه يقول “احب العمل الانساني كثيرا، وأنا مستعد لصرف ثروتي وكل ما أملك في سبيل ذلك”.

يذكر أن مئات المهاجرين لقوا مصرعهم غرقا في مياه بحر ايجه، خلال محاولتهم الوصول إلى اليونان، ليتوجهوا إلى الدول الاوروبية.

واعاد فتاح جثث 13 ضحية و16 ناجٍ إلى اقليم كوردستان حتى الآن، بمساعدة فتاة كوردية في السفارة العراقية، وهو يقول “سأطرق جميع الابواب لأحصل على التدابير الكفيلة باعادة الجثث”، مستدركا أن ذوي الضحايا “كانوا عديمي الصبر، في معظم الاوقات كنت أقوم بتهدئتهم”.

وأشار إلى أن مشكلة عدم وجود جوازات سفر ووثائق رسمية بحوزة المهاجرين الناجين وذويهم صعب من حصولهم على غرف في الفنادق ليقيموا فيها، مستدركا بالقول إن “الموتى وحتى الاحياء كانت لديهم مشكلة متعلقة بالوثائق” الرسمية.

ويقول فتاح إن انتشال كل جثة يكلف خمسة آلاف دولار، ما دفع تركيا إلى عدم الاهتمام بالموضوع كثيرا، وهذا يخالف اتفاقية حفظ حقوق المهاجرين واللاجئين التي وقعت عليها تركيا سابقا، مبينا أن عمل فرق البحث تحت المياه يكلف ثمانية آلاف دولار لـ48 ساعة.

بدوره، قال الدكتور اوزجان يلماز في أحد المستشفيات في ازمير، حيث تحفظ جثث المهاجرين، لشبكة رووداو “يجب على المنظمات والاتحاد الاوروبي التعاون لاجراء الفحوصات للجثث”.

ويصعب التعرف على بعض الجثث بسبب تغير ملامحها بعد بقائها في البحر لفترات طويلة، وعند عدم التعرف عليها خلال 48 ساعة من العثور عليها، تقوم السلطات التركية بدفنها.

ويضيف فتاح إن “الذي جعلني أشعر بالضيق قيام بعض المهربين بالمتاجرة بجثث المهاجرين”، مردفا “هناك بعض الاشخاص الذين يقومون بالمساومة للاتفاق على اعادة الجثث وتسليمها مقابل 1500 دولار”.

وغرق أكثر من 388 مهاجرا كورديا في بحر إيجه لدى محاولتهم العبور من تركيا إلى اليونان في الفترة الماضية، بحسب احصائيات غير رسمية للجهات المعنية، في حين تقول مفوضية الهجرة الدولية إن نحو 3350 مهاجرا غير شرعي غرقوا خلال العام 2015.

ويحلم مؤيد بان يقوم بتشكيل منظمة أو جمعية خاصة بالعثور على جثث المهاجرين واعادتها، مضيفا “اسعى للحصول على مساعدات لوجستية ومنزلية لهذا الغرض”.

رووداو

Leave A Reply

Your email address will not be published.