قال عضو المجلس الوطني الكردي وممثل المجلس في الائتلاف السوري المعارض حواس خليل إن «الطرح الروسي الخاص بوجود «جمهورية فيدرالية» في سوريا يأتي انطلاقاً من فكرة موسكو الرئيسة منذ تدخلها لدعم نظام بشار الأسد في سوريا، وهي الحفاظ على النظام وحمايته ولو بخلق كيان خاص به يكون عبارة عن منطقة تحت الانتداب الروسي»، موضحاً أنّ موسكو تنادي بفكرة الفيدرالية من منظورها الخاص.
ولفت خليل في تصريحات لـ«البيان» إلى أن الفيدرالية التي يؤمن وينادي بها المجلس الوطني الكردي منذ بداية الأزمة في سوريا قبل خمس سنوات حتى الآن تنطلق من أساس مصلحة الشعب السوري الذي يشهد تعددية في المكونات والطوائف، ما يجعل من الفيدرالية الخيار الأمثل وأفضل الأشكال والأنظمة لإدارة الدولة فيما بعد.
رفض ربط
ورفض خليل الربط بين آلية الفيدرالية التي ينادي بها المجلس الوطني الكردي وبين خطر تقسيم سوريا، موضحاً أن الفيدرالية هنا لا تعني التقسيم على الإطلاق، حيث تعني الفيدرالية وجود دولة قوية سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، تجمع كل المكونات، ولديها نظام متماسك يضمن ويحترم كل الطوائف والمكونات، ويحصل كل مكون على كامل حقوقه في إطار الفيدرالية.
ورأى عضو المجلس الكردي وممثل المجلس في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة أن سوريا مقسمة الآن بالفعل، حيث هناك انفصال بين العديد من المحافظات، وهناك كثير من المحافظات المنفصلة التي لا يمكن اتصال بعضها ببعض، من جراء الشرخ الذي فعله نظام الأسد.
اتحاد مكونات
وأبان أنّ الفيدرالية التي ينادي بها المجلس الوطني الكردي هي اتحاد بين كل هذه المكونات السورية، بما يخلق كياناً قوياً قادراً على بناء نفسه، مشيراً إلى أنّ الكثير من الأنظمة السياسية المتقدمة اقتصادياً وسياسياً حول العالم تتبع نظام الفيدرالية، ما يؤكد أن الفيدرالية هي الأنسب للمستقبل السوري.
وأوضح خليل أنّ من الطبيعي أن ترفض تركيا خيار قيام دولة فدرالية في سوريا، باعتبار أن لديها مشكلة كردية على أراضيها، بوجود نحو 20 مليون كردي لا بد من معالجة قضيتهم، ومن ثم فإن تركيا تتخوف من الفكرة مخافة أن تكون محفزاً وداعماً لأكرادها. وشدّد على ضرورة وجود توافق بين مكونات الشعب السوري على فكرة الفيدرالية كأساس لمستقبل سوريا، وأن يتم ترسيخها في الدستور نفسه، وأن يحدّد السوريون وحدهم مستقبل البلاد.
خط أحمر
شدّدت مصر على أنّ الحفاظ على كيان الدولة السورية «خط أحمر»، مشيرة إلى أنّ كل شيء آخر يرتضيه الشعب السوري ويتوافق عليه هو شأن داخلي، لكن ما يهمها عدم مواجهة سوريا بمقوماتها الراسخة أي تهديد.
وفيما كشفت الخارجية المصرية عن أنّها اطلعت على تصريحات روسيا بشأن إنشاء فيدرالية في سوريا، لفتت إلى أنّ القرار يرجع في نهاية الأمر إلى الشعب السوري واختياراته وما سيتم التوافق عليه في المحادثات.
نقلا عن البيان
