«تعهد» أميركي بمنع دولة كردية
تراجع تنظيم «داعش» أمام القوات النظامية السورية مدعومة بالطيران الروسي في ريف حمص، بالتزامن مع تعرّضه لانتكاسة أمام فصائل «الجيش السوري الحر» في ريف حلب شمالاً. في الوقت ذاته، أعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أن تقارباً تحقّق مع أميركا وأنها وعدته بمنع قيام دولة كردية في شمال سورية، قرب تركيا. وأُفِيد أمس بإصدار قادة من طائفة العلويين التي ينتمي إليها الرئيس بشار الأسد، وثيقة شدّدوا فيها على «قطع الحبل السري» بين العلويين والنظام.
وإذ أفاد التلفزيون الرسمي السوري بسيطرة الجيش النظامي على بلدة القريتين، وهي أحد آخر معاقل «داعش» في محافظة حمص وسط البلاد، أكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «قوات النظام سيطرت على أكثر من نصف القريتين»، التي تعدّ الى جانب السخنة آخر معاقل تنظيم «داعش» في المحافظة. وأشار إلى أن الاشتباكات مستمرة في شرق المدينة وجنوب شرقها.
ويخوض الجيش السوري منذ نحو شهر، وبغطاء جوي روسي معارك مع التنظيم المتطرّف لاستعادة السيطرة على القريتين، في إطار عملية لطرد المتطرفين من كل محافظة حمص، أسفرت قبل أيام عن طرد التنظيم من مدينة تدمر الأثرية.
في موازاة ذلك، سيطرت «كتائب الثوار ضمن غرفة عمليات حوار كلس على قرى قصاجك وتل شعار والكمالي في ريف حلب الشمالي، بعد معارك عنيفة مع داعش»، كما أفاد موقع «كلنا شركاء». وقال ناشطون أن فصائل إسلامية معارضة سيطرت على تل بلدة العيس في ريف حلب (شمال) الجنوبي بعد معارك مع قوات النظام وميليشيات موالية. وأفاد «المرصد» عن «مقتل 12 عنصراً من حزب الله اللبناني إثر الهجوم العنيف الذي نفّذته جبهة النصرة والفصائل الإسلامية والمقاتلة أول من أمس وسيطرتها على بلدة العيس».
وتكمن أهمية تلك المنطقة والتلال المحيطة بها، وفق «المرصد»، في كونها «تشرف على ريف حلب الجنوبي وعلى طريق حلب- دمشق الدولي الذي تحاول قوات النظام استعادة السيطرة عليه».
في إسطنبول، أعلن أردوغان أن تقارباً تحقّق في الموقفين التركي والأميركي حيال أكراد سورية وهم أقرب حلفاء واشنطن في المعركة ضد تنظيم «داعش». ولفت إلى أن كلاًّ من نائب الرئيس الأميركي جو بايدن ووزير الخارجية جون كيري وعده بعدم السماح بإقامة دولة يديرها «حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي» في شمال سورية. وأضاف أن أنقرة طرحت أسماء 2400 مقاتل عربي وتركماني مدرّبين للتصدي لـ «داعش»، وهم جزء من المعارضة المعتدلة «بالتالي لم يعد لدى الولايات المتحدة عذر» للتعاون مع المقاتلين الأكراد.
في غضون ذلك، أصدر زعماء من الطائفة العلوية في سورية وثيقة يتنصلون فيها من نظام الأسد، وينفون انتماءهم إلى الشيعة. وقال قادة الطائفة العلوية في وثيقة حصلت عليها «بي بي سي» أن العلويين ليسوا فرقة شيعية، مثلما دأب زعماء الشيعة على تصنيفهم في الماضي، وأكدوا التزامهم مكافحة «الصراع الطائفي».
وأوضحوا في الوثيقة أنهم يؤمنون بـ «قِيَم المساواة والحرية والمواطنة»، ويدعون إلى نظام علماني في سورية، يتعايش فيه الإسلام والمسيحية وكل الديانات. وتمنّى الموقّعون أن «تُحرِّر» وثيقتهم العلويين الذين يشكلون 12 في المئة من سكان سورية (عددهم قبل النزاع 24 مليون نسمة)، وأن يقطع بيان الهوية «الحبل السري» بين العلويين ونظام الأسد. ولفتوا إلى أن العلويين «كانوا موجودين قبل نظام الأسد وسيبقون بعده».
في باريس، قالت بسمة قضماني، عضو وفد «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة في جنيف: «هناك غموض أميركي مؤذٍ جداً بالنسبة إلينا» حول دور الأسد في المرحلة الانتقالية، و «لا نعرف ماذا تناقش الولايات المتحدة مع موسكو. هناك إشاعات من كل نوع، وننتظر الحصول على تأكيد بأن واشنطن ما زالت على موقفها الرافض إعادة الاعتبار إلى الأسد».
الحياة