«داعش» يخسر أيقونته الإعلامية
خسر «داعش» أيقونته الإعلامية واسمه شاكر وهيب في غارة جوية أميركية استهدفت قضاء الرطبة، جنوب غربي الرمادي، بالتزامن مع الانتكاسة التي يتعرض لها التنظيم في الأنبار، حيث تراجع عن ثلاث بلدات مهمة وطرق إستراتيجية، خلال الربع الأول من السنة الجارية.
وليست المرة الأولى التي يُعلن فيها قتل وهيب، إذ كرر ذلك قادة عراقيون أربع مرات في السابق. ولكن مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى أكدوا قتله أول من أمس، بينهم المنسق العام للتحالف الدولي بريت ماكغورك. ونعاه «داعش» في تغريدات على «تويتر»، مضيفاً أن تأبينه جرى في حضور واسع لعناصر التنظيم في مقبرة الرطبة.
ويعتبر وهيب أبرز الواجهات الإعلامية في التنظيم، وهو عراقي من مواليد 1986. درس علوم الكومبيوتر في جامعة الأنبار وينتمي الى عشيرة البو فهد في الرمادي، وعلى عكس تعليمات «داعش» الذي يلزم عناصره العراقيين تمويه أنفسهم في إصداراته الرقمية، كان يظهر مكشوف الوجه.
ظهر اسم وهيب في مقطع فيديو عام 2013 وهو يعدم ثلاثة سائقي شاحنات سوريين من الطائفة العلوية في صحراء الأنبار، لتتكشف بعدها فصول حياته، وفيها أن القوات الأميركية اعتقلته عام 2006 وأودع سجن «بوكا» في البصرة ثم نقل إلى تكريت، لكنه تمكن من الفرار خلال عملية واسعة شنها «داعش» على السجن.
منذ ذلك التاريخ أصبح وهيب الواجهة الإعلامية الأبرز للتنظيم، ظهرت صوره في مقاطع فيديو وهو يرتدي ملابس عسكرية أنيقة، يحمل صقراً في يده، وممسكاً بلجام فرس بالأخرى، كما ظهر داخل مركز الشرطة في الرمادي، مقلباً ملفات مكومة أمامه. وكان آخر ظهور له في مقطع نشرته مواقع تابعة لـ «داعش» منتصف العام الماضي قيل إنها صورت في الموصل، وهو يقود سيارة ويحيي عناصر نقطة تفتيش. وأظهر المقطع حروقاً كبيرة في كلتا يديه، وإلى جانبه مسلح عربي الجنسية.
ولا يعرف على وجه التحديد دور وهيب في «داعش»، ففيما تصفه الولايات المتحدة بأنه المسؤول العسكري في الأنبار، ينفي آخرون ذلك، مؤكدين أن ليس لديه خبرة عسكرية. وقال شعلان النمراوي، وهو أحد شيوخ عشائر هيت لـ «الحياة» ان «مصرع وهيب يمثل انتكاسة جديدة للتنظيم»، وأضاف أنه «كان مجرد واجهة إعلامية لكسب الشباب المتطرفين حول العالم».
وتابع أن «داعش الآن في أسوأ حالاته في الأنبار بعد خسارته الرمادي وهيت وكبيسة والطريق الإستراتيجي الرابط بين هذه المدن». وأعلن أن هناك «توجهاً أميركياً جدياً يقضي بتأمين حدود المحافظة الطويلة مع سورية، عبر غارات جوية مكثفة على أن تتوغل قوات مكافحة الإرهاب وألوية الفرقة السابعة براً في البلدات الحدودية مثل عانة وراوة والجزيرة».
ووصلت أمس تعزيزات عسكرية الى المنطقة 160، جنوب غربي الأنبار، وقال مسؤولون عسكريون إنهم يستعدون للهجوم على قضاء الرطبة، ولكن مراقبين يستبعدون امكان تحقيق ذلك، بسبب بعدها عن الرمادي (نحو 400 كلم)، بينما ينصب جهد قوات الأمن على استكمال تحرير بلدات إلى غرب المحافظة وشمالها.
واستخدم «داعش» قضاء الرطبة منطلقاً لهجمات على المخافر الحدودية مع السعودية مطلع العام الماضي، كما يتسلل من خلالها الى محافظة المثنى التي بدأت قبل أيام حفر خندق في ضواحيها الغربية لإبعاد خطر التنظيم.
الحياة