دايلي تلغراف: مقتل 700 من الإيرانيين ومقاتلي الميليشيات في سوريا دفاعا عن بشار الأسد
قتل حوالي 700 جندي إيراني ومقاتلين من الميليشيات الأخرى في الحرب الأهلية السورية، ما يكشف حجم وكلفة تدخل طهران للمحافظة على قبضة بشار الأسد على الحكم.
رسميا، تعترف إيران أنها لم تنشر سوى “مستشارين عسكريين” في سوريا. ولكن وسائل الإعلام الرسمية ذكرت عددا كبيرا من الإصابات التي وقعت في أرض المعركة، مع اعتراف الحرس الثوري بمقتل 13 مقاتلا الأسبوع في معارك قرب حلب الأسبوع الماضي.
حوالي 2000 جندي من قوات القدس – القوات الخاصة التابعة للحرس الثوري- موجودون في سوريا، وفقا للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية. إضافة إلى هؤلاء، هناك 13 ميليشيا شيعية معروفة من بين القوات التي تقاتل إلى جانب النظام.
يوفر الحرس الثوري لهذه القوات التجنيد والسلاح والتدريب والتخطيط العسكري. بالمجمل، هناك على الأقل 3000 مقاتل إيراني يعتقد أنهم موجودون على أرض سوريا.
الخسائر التي يمنون بها على أرض المعارك آخذة في التصاعد. حوالي 280 إيراني قتلوا في سوريا منذ التدخل الروسي في سوريا في 30 سبتمبر من العام الماضي و2 مايو، وفقا لاحصاءات قدمتها مجموعة المشرق، وهي شركة مختصة في استشارات المخاطر. ذكر الإعلام الرسمي الإيراني أن هناك 400 شهيد آخرين في سوريا ما بين 2013 ومنتصف 2015.
إن مقتل ال13 مقاتلا الذين اعترف بهم مؤخرا قرب حلب سوف يجعل مجموع قتلى الإيرانيين يصل إلى 693 في السنوات الثلاث الأخيرة. بالنظر إلى وصول أول جندي من الحرس الثوري إلى سوريا عام 2012 فإن العديد من الخسائر لم تذكر، وبالتالي فإن العدد الحقيقي للخسائر سوف يكون أعلى بكل تأكيد.
ولكن حجم الخسائر يلقي بظلال من الشك على نفي إيران لعب أي دور قتالي في سوريا. في 16 فبراير، صرح محمد جواد ظريف وزير خارجية إيران أمام البرلمان الأوروبي بأنه:” ليس لدى إيران أي جندي على الأرض في سوريا. وأن لدينا فقط مستشارين عسكريين، كما هو الحال في أماكن أخرى”.
ومع تصريح ظريف بهذه الكلمات، كانت قوات عسكرية إيرانية تساعد قوات الأسد في اقتحام خطوط المتمردين وحصار حلب في الشمال. قبل 16 يوما من نفي ظريف لذلك، قتل 51 جنديا إيرانيا في سوريا، وهي من أفدح الخسائر التي منيت بها إيران خلال العلمليات القتالية منذ بداية الحرب، وفقا لمجموعة المشرق.
وجود القوات الإيرانية في سوريا – إلى جانب حلفائهم في حزب الله اللبناني الشيعي- أثبت أنه أمر لا غنى عنه بالنسبة لنظام الأسد، كما قال إميل حكيم، وهو زميل في مجموعة المشرق. وأضاف:” الأمر معقد، ولكن بالطبع فإن دعم إيران المادي والعسكري لعب دورا حاسما في بقاء الأسد”.
الأسد من حلفاء إيران القلة في العالم. بقاؤه في منصبه يوفر لإيران طريقا حيويا لإمداد حزب الله في لبنان.
ولكن إيران أصبحت أقل حرصا على إخفاء دورها العسكري في سوريا منذ ظهور الدولة الإسلامية في العراق والشام باعبتارها تهديدا ماثلا عام 2014. منذ ذلك الوقت، قدمت إيران نفسها كرأس حربة في قتال داعش.
قال السيد حكيم:” ظهور داعش وفر للإيرانيين ذريعة بأثر رجعي لوجودها في سوريا. من الأسهل عليهم اليوم تبرير تدخلهم في سوريا. وأن لديهم شهداء يحتفلون بهم”.
وسقط القناع بصورة أكبر الشهر الماضي عندما كشف النظام أن جنودا من اللواء 65 المحمول جوا أرسلوا إلى سوريا. حيث شكل ذلك أول انتشار لقوات نظامية إيرانية –عكس الحرس الثوري الإيراني- في حرب خارج البلاد منذ نهاية الصراع مع العراق في الثمانينات.
قتل على الأقل جنديين من الفرقة 65 منذ وصولهم. وصول جنود نظاميين يمكن أن يكون محاولة من الجيش لينسب لنفسه الانضمام إلى الصراع ضد داعش. وجودهم ربما يكون إشارة إلى أن وجود الحرس الثوري الإيراني قصير الأمد، خاصة مع وجود جنودهم في كل من العراق ولبنان واليمن.
قال حكيم:” ربما انتشر الحرس الثوري بطريقة تفوق طاقته. لديه العديد من المهام حول المنطقة وربما يكون بحاجة إلى القوة البشرية”.
نقلا عن كلنا شركاء