اتفاق الهدنة الروسي – الأميركي يدخل حيز التنفيذ في سورية

11

دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في سورية تنفيذاً لاتفاق روسي – أميركي يستثني المتطرفين، في محاولة جديدة لإنهاء النزاع المستمر في البلاد منذ أكثر من خمس سنوات.

 

وبدأ سريان اتفاق وقف إطلاق النار عند الساعة السابعة مساء بالتوقيت المحلي (16:00 بتوقيت غرينيتش)، بعد وقت قصير على إعلان الجيش الروسي تعليق ضرباته «في كل الأراضي» السورية باستثناء المناطق «الإرهابية».

 

من جهتها، دعت وزارة الدفاع الروسية «الجيش السوري الحر» للكف عن قتال «الوحدات الكردية» للمساعدة في دعم اتفاق وقف الأعمال القتالية، وقالت إنها ستواصل الضربات الجوية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» و«جبهة فتح الشام» التي كانت تعرف باسم «جبهة النصرة».

 

وأضافت الوزارة أنه يجري إعداد مركز تنسيق أميركي – روسي مشترك لتحديد أهداف التحالف الذي تقوده واشنطن وموسكو. ودخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وسط ترقب لمدى نجاحه بعد موافقة الحكومة السورية عليه، وتريث المعارضة والفصائل المقاتلة في إعلان موقف حاسم.

 

وقبل ساعات على بدء تنفيذ الاتفاق، أكد الرئيس السوري بشار الأسد خلال زيارة إلى مدينة داريا في ريف دمشق «تصميم الدولة» على استعادة كل منطقة في البلاد، وتابع: «داريا بمثالها الحي تنادي كل السوريين ليس أمامكم إلا المصالحة وترك القتال».

 

في المقابل، طالبت «الهيئة العليا للمفاوضات» الممثلة أطياف المعارضة السورية اليوم بضمانات حول تطبيق الاتفاق، مشككة بالتزام النظام، فيما وجهت «حركة أحرار الشام»، أحد أبرز الفصائل الإسلامية المقاتلة المعارضة، انتقادات لاذعة للاتفاق.

 

ولم يصدر أي موقف رسمي عن المعارضة حتى الآن، وقال الناطق باسم «الهيئة العليا للمفاوضات» سالم المسلط «نطلب ضمانات، خصوصاً من الولايات المتحدة التي هي طرف في هذا الاتفاق»، وأضاف: «نريد أن نعرف الضمانات، وآلية تطبيق هذا الاتفاق، ما هو التصنيف الذي تم اعتماده بالنسبة للإرهاب، وما هو الرد على المخالفات».

 

وشكك المسلط في التزام النظام السوري وروسيا بالاتفاق، مشيراً إلى أنهما يصنفان الفصائل كافة التي تقاتل قوات النظام بـ «الإرهابية». وقال أن «رد الهيئة العليا للمفاوضات مبني على المشاورت مع المكونات السياسية وفصائل الجيش الحر».

 

وكان الجيش السوري أعلن مساء اليوم، التزامه باتفاق الهدنة، وجاء في بيان له أوردته «وكالة الأنباء السورية الرسمية» (سانا) «يطبق نظام التهدئة على أراضي الجمهورية العربية السورية لمدة سبعة أيام اعتباراً من الساعة 19:00 يوم 12/9/2016 ولغاية الساعة 23:59 (20:59 بتوقيت غرينيتش) يوم 18/9/2016»، مؤكداً على «الاحتفاظ بحق الرد الحاسم باستخدام جميع الوسائط النارية على أي خرق من جانب المجموعات المسلحة».

 

وأعلن نائب الأمين العام لـ «حركة أحرار الشام» علي العمر أمس، أن الاتفاق «لا يحقق أدنى أهداف شعبنا الثائر وهو ضياع لكل تضحياته ومكتسباته»، مؤكداً رفض الحركة البند الذي تتعهد بموجبه واشنطن إقناع فصائل المعارضة بفك تحالفها مع «جبهة فتح الشام».

 

ولكن، بعد ساعات على إعلان العمر، أكد الناطق باسم «أحرار الشام» أحمد قره علي أن «الحركة لم تتخذ موقفاً من الاتفاق، وسيصدر بيان يوضح الموقف في شكل كامل، والمشاورات مستمرة مع الفصائل الأخرى».

 

وقالت «وحدات حماية الشعب» الكردية السورية اليوم، إنها ستوقف عملياتها الهجومية تماشياً مع الاتفاق الأميركي – الروسي. وتسيطر «الوحدات» على أراض في شمال سورية وقالت في بيان أنها تأمل بأن يسمح الاتفاق بأن تركز الجهود على قتال «داعش» وتهيئة الأجواء اللازمة للتوصل إلى انتقال سياسي.

 

وفي مدينة حلب، بدت أجواء عيد الأضحى باهتة تماماً، حتى أن الشوارع لم تعج بالمدنيين مثل العادة، وفق ما نقل مراسل «فرانس برس». وألقت طائرات مروحية تابعة للنظام ثلاثة براميل متفجرة على الأحياء الشرقية قبل أن تلحقها غارات من طائرات حربية.

 

وفي حي الصاخور شرق المدينة، قال أبو صطيف (52 عاماً) أمام منزله حيث كان يشرب الشاي مع جيرانه: «لدي أقرباء في حي السكري لا أستطيع الذهاب لزيارتهم في أوّل أيّام العيد بسبب بعد المسافة بيننا. لم تعد هناك مواصلات في المدينة» نتيجة النقص في الوقود.

 

الحياة

Leave A Reply

Your email address will not be published.