حواس خليل : لا نقاتل (ب ي د) وسقوطه مرهونٌ بسقوط النظام
يتعرض المجلس الوطني الكردي بأحزابه وأنصاره لمضايقات كبيرة من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي في مناطق سيطرته، فمن الاعتقالات التي طالت العشرات من أعضائه، إلى الاعتداءات المتكررة على مكاتب المجلس في العديد من المدن والقرى بريف الحسكة، وأخيراً فرض تراخيص على الأحزاب في مناطق سيطرة (الاتحاد الديمقراطي).
وللحديث عن آخر المستجدات على الساحة الكردية السورية، والحلول الممكنة لوقف اعتداءات حزب الاتحاد الديمقراطي، وعن سبب عدم تعامل المجلس الوطني الكردي معه، إضافة إلى ما حققه المجلس الوطني الكردي اجري اللقاء التالي مع “حواس خليل”، القيادي في حركة الإصلاح الكردي، وعضو الهيئة السياسية للائتلاف، وعضو اللجنة الاستشارية للتفاوض، هذا الحوار:
لماذا لا تتعاملون مع حزب الاتحاد الديمقراطي، والذي يملك قوة عسكرية ويسيطر على أجزاء كبيرة في شمال سوريا؟
لم نتراجع يوماً عن أي خطوة تخدم وحدة الصف الكردي والسوري العام، لذلك تجاوبنا مع جميع المبادرات التي قدمت في هذا الاتجاه، ومع حركة (تف دم) التي تمثل حزب الاتحاد الدمقراطي، وتم توقيع ثلاثة اتفاقيات بمبادرات مشكورة من رئاسة إقليم كردستان وتحت إشرافه، فكلما كانت إحدى الاتفاقيات ترى ترهلاً أو عدم السير في المسار المطلوب كانت تدعم بأخرى، وكان آخرها اتفاقية دهوك، وكلها كانت على أساس الإدارة المشتركة في جميع المجالات، ومن بينها المجال العسكري، حيث تم الاتفاق على أن يكون هناك لجنة مشتركة من الهيئة الكردية العليا، مختصة بالشأن العسكري، ويتم عن طريقها الإشراف على كل القوات العسكرية الموجودة لدى الطرفين، فضلاً عن فتح باب التطوّع بدلاً من التجنيد القسري الذي فرضه الـ (ب ي د) على مناطق سيطرته، والتي كانت نتائجه كارثية على حياة المجتمع الكردي.
وحتى الآن نحن مستعدون لحماية المناطق الكردية عن طريق بيشمركة روج، وهي الجناح العسكري للمجلس الوطني الكردي، التي أثبتت جدارتها في مكافحة الإرهاب وتنظيماته، ويشهد لها إقليمياً ودولياً في هذا المجال، وأثنى الرئيس مسعود البرزاني على كفاءة وجدارة هذه القوات، وقال إنها تحمي الحدود بين كردستان العراق وكردستان سوريا لمسافة تزيد عن الـ 100كم، وهم كانوا على تماس مباشر مع تنظيم “داعش” الإرهابي في جبهات القتال، وقدموا العشرات من الشهداء والجرحى.
ولكن مع الأسف في كل مرة كان الـ (ب ي د) يسعى لاستغلال هذه الاتفاقيات لأجنداته الخاصة وليس للصالح الكردي العام، ويضرب بكل تلك الاتفاقات عرض الحائط.
لماذا ترفضون مجابهة حزب الاتحاد الديمقراطي (ب ي د) الذي اتهم باغتيال شخصيات كردية وسجن آخرين وأغلق المكاتب الخاصة بالمجلس الوطني الكردي؟
الاقتتال الكردي الكردي من الخطوط الحمر والمحرمة لدى المجلس الوطني الكردي، لأن التجارب التاريخية السابقة في كردستان العراق في هذا المجال أظهرت مدى بشاعة الاقتتال الداخلي في المجتمع الواحد، ونعتبر أنفسنا كمجلس كردي أكبر من سيدفع فاتورة هذا الاقتتال، لأننا نمثل قاعدة جماهيرية واسعة، ناهيك عن أننا نعتبر أنفسنا مسؤولين أمام التاريخ عن كل المجتمع الكردي، لذلك لن ننجر غلى هكذا ردود افعال مهما حاول الاتحاد الدمقراطي استجرارنا إليها بممارساته وتصرفاته اللامسؤولة.
ما الحل لوقف ممارسات حزب الاتحاد الديمقراطي ضد المجلس؟
إن الحل متعلق بالحلول المستقبلية في سوريا عموماً والمناطق الكردية خصوصا، فبعد رحيل النظام والبدء بالحلول الديمقراطية سيتحجم دور هذا الحزب، وبالتالي ممارساته على الأرض، وفي المناطق الكردية يكمن الحل في تفعيل الهيئات العسكرية المشتركة للإشراف على دخول بيشمركة روج للدفاع عن مناطقهم، والانتخابات والديمقراطية ستكون الفيصل بالنسبة للتنظيمات السياسية.
يقال إن التنديد والبيانات وحدها جعلت الشعب الكردي في سوريا في حالة يأسٍ لعدم قدرة الأحزاب الكردية على تحقيق مطالبهم قبل الثورة وبعدها، فما ردكم؟
إن الأحزاب السياسية الكردية أحزاب عريقة استطاعت أن تصمد في وجه أعتى الدكتاتوريات، في الوقت الذي استطاعت فيه تلك الدكتاتوريات الشمولية أن تشل الحياة السياسية في معظم الأراضي السورية، وكانت العامل الأساسي في حفاظ المجتمع الكردي على خصوصيته القومية، على الرغم من جميع المشاريع الاستثنائية الجائرة التي كانت تمارس بحقه.
وبعد تأسيس المجلس الوطني الكردي دخل نضال الحركة الكردية في مرحلة أخرى وفق أهداف واستراتيجيات واضحة، وأثبت جدارة تمثيله للشعب الكردي على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، والحياة الديمقراطية في المستقبل ستكون المحك والامتحان لجميع سياسات المجلس الوطني الكردي، لذلك سيتابع نضاله على جميع الصعد مهما اشتدت التحديات.
لو خُير المجلس بين سياسة النظام القمعية وسياسة (ب ي د)، ماذا تختارون؟
لا نستطيع التفضيل بين شيئين خاطئين، لأن الممارسات الخاطئة للـ (ب ي د) هي امتداد لسياسات النظام نفسها، لذلك لا يمكن أن يتم اختيار النظام المجرم لأنه رأس جميع الويلات والمآسي التي لحقت بالشعب السوري عموماً وبالشعب الكردي خصوصاً منذ عشرات السنين، وأنا أرى أنه برحيل النظام سيتم الوصول إلى صيغ التعايش المشترك بين جميع مكونات الشعب السوري، والـ (ب ي د) أيضاً سيضطر لتغيير ممارساته، لأن النظام هو من يقوم بتغذية هذه الممارسات القمعية والشاذة التي يقوم بها هذا الحزب.
أنتم تمثلون الكرد في الائتلاف، فماذا حققتم بعد مرور ست سنوات من عمر الثورة للكرد وللسوريين بشكلٍ عام؟
دخول المجلس الوطني الكردي للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية كان بموجب وثيقة اتفاق بينهم، ومن يطلع على بنود تلك الوثيقة سيجد أنها تتضمن أهم المطالب الأساسية للشعب الكردي في سوريا المستقبل، يتم التخلص فيها من جميع آثار المشاريع العنصرية التي كانت تمارس بحق شعبنا في عهود الدكتاتوريات المتعاقبة، ونجد بأن النضال السوري كل لا ينفصل، فقضية الشعب السوري ككل والكردي الخاصة مرتبطة بزوال السلطات الشمولية القمعية، لذلك وجودنا في الائتلاف كان له الدور الفعال في إظهار القضية الكردية في المحافل الإقليمية والدولية، وبالتالي إدراجها ضمن أجندات الحل في سوريا المستقبل، والحلول كما قلنا لا تتجزأ، فالعام يدعم الخاص والخاص يدعم العام إذا كانت على أسس دمقراطية متينة وواضحة.
والمشروع الكردي للحل واضح، وهو الاعتراف بحقوق الشعب الكردي وفق العهود والمواثيق الدولية، وإزالة المشاريع العنصرية وآثارها على المجتمع الكردي، وهي موجودة في بنود الوثيقة الموقعة مع الائتلاف.
ما سبب رفض المعارضة تمثيل بيشمركة روج في الأستانة وجنيف، وقبلها في مؤتمر الرياض؟
المعارضة لم ترفض، ونحن جزء من العارضة عن طريق الائتلاف، والائتلاف لا يرفض وجود البيشمركة وهي قوة معترف بها من قبلها وسبق أن تمت زيارات للبيشمركة في إقليم كردستان العراق من قبل لجان تابعة للائتلاف، وهي ترحب بأن تكون هذه القوات جزء من جيش سوريا المستقبل، وتساهم في الدفاع عن المناطق الكردية ضد جميع المخاطر المتمثلة في إرهاب التنظيمات المتطرفة مثل “داعش” والنصرة والنظام.
أما بالنسبة لتمثيل البيشمركة في مؤتمر الرياض أو حتى في مؤتمر أستانة، فقد كان بسبب عدم وجودها على الأراضي السورية في الوقت الراهن، وتتم المساعي لدخول تلك القوات إلى مناطقها، وأظن أن المعادلات ستتغير على مختلف الصعد.
كلنا شركاء