بعد سنتين من التأسيس هل حقق منتدى الاصلاح والتغيير اهدافه؟
الاعداد : ميديا الصالح
تحت شعار “بالإصلاح نؤسس لفكر ديمقراطي” تأسس منتدى الاصلاح والتغيير في 4/ نيسان 2015 ومن أبرز أهدافها تعزيز ثقافة السلم الأهلي والعيش المشترك وتفعيل الحوار حولها بين النخب الثقافية والسياسية والاجتماعية بمختلف انتماءاتهم ،والتواصل مع أوساط الرأي العام والمساهمة بنشر مختلف الآراء بغية الوصول لأفضل النتائج والتصورات التي تخدم الإصلاح والتغيير وقضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان والمواطنة في بلادنا
ويشارك في سلسلة النشاطات الدورية والتي تكون على هيئة طاولات مستديرة او شكل محاضرات او حلقات نقاشية طيف منوع من النخب السياسية والثقافية والاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني ومن مختلف مكونات المنطقة “كورد , عرب , سريان…”
وقد استضاف المنتدى العديد من الشخصيات الوطنية المعارضة مثل فايز سارة , انس العبدة , حسن صالح , سميرة المسالمة , كابرييل موشيه , محمد اسماعيل , ميشيل كيلو … وغيرهم
آلان حسن كاتب صحفي من رواد المنتدى اجابنا على سؤالنا الذي اردنا من خلاله تقييم عمل المنتدى خلال سنتين وأشهر وهل استطاع تحقيق اهدافه قائلا “نشاطات المنتدى كانت متفاوتة بين الندوات والمحاضرات والجلسات الحوارية، وكل لقاء بين الكتاب والمثقفين هو إيجابي بطبيعة الحال، ويعزز بالضرورة ثقافة العيش المشترك”. ويرى حسن ان المميز في منتدى الإصلاح والتغيير انه “جمع طيف واسع من المثقفين والكتاب والصحفيين، ومن مختلف مكونات المنطقة، وهذا ما زاد من فرص الحوار بينهم. كما كانت نافذة للحوار مع النخب المعارضة في الخارج والتعرف على وجهات نظر كل منا” لكنه يجد أنه هناك تراجع الحضور النوعي في الفترة الأخيرة “لأسباب اجهلها”.
وفيما يتعلق بآليات تطوير المنتدى قال حسن “اعتقد ان اول خطوة لتطوير المنتدى هو بإشراك مخالفيكم السياسيين، فالحوار مع المعارض في الخارج ينبغي الا يكون أصعب من المخالف السياسي في الداخل. كما اتمنى إشراك الشباب (ذكورا وإناثا) بشكل اكبر مما هو عليه الآن وايضا تقديم رؤى لمستقبل المنطقة من كل مشارك في المنتدى”
شمس عنتر ناشطة في مجال حقوق المرأة ومن روّاد المنتدى تعتبر المنتدى “منبر حر جذب نخب سياسية وثقافية واجتماعية متنوعة , طرح افكار تهم الشارع الكوردستاني بشكل عام و يعتبر من المنابر القليلة جدا والتي نحتاجها جدا للتواصل وقد نجح الى مستوى معين في نشر افكار مثل العيش المشترك وتقبل الآراء المختلفة فقد كانت تلك الجلسات معززة فعلا للسلم الأهلي والعيش المشترك وقد كانت السبب في ربط رواده المختلفين فكريا ببعضهم وعمل على التواصل فيما بينهم وتم الاستفادة وتبادل الافكار والآراء بين المكونات المشاركة في المنتدى”
اما آليات تطوير المنتدى من وجهة نظرها انه من الضروري “تفعيل المشاركة النسائية على نطاق اوسع وذلك بمراعاة موعد انعقاد جلسات المنتدى ومكانه ونوعية المواضيع المطروحة التي تهم اكبر شريحة في المجتمع , استقطاب اسماء مشهورة في الفكر والثقافة , نشر دوريات ثقافية يشارك فيها اعضاء المنتدى وغيرهم”
بينما عامر الشيخ هلوش وهو اعلامي و ناشط سياسي من رواد منتدى الاصلاح والتغيير اجاب عن ذات الاسئلة “التقييم العام لعمل المنتدى جيد كونه يعتبر متنفس وحيد نوعا ما للطيف الثقافي و ذوي النشاط السياسي بوجه عام .. وتوسمنا فيه خيرا ولكنه يرى ان المنتدى بقي “أسير الحزبوية والجبهوية وكثيرا ما كان طوباويا في مواضيع طروحاته وخاصة أننا الحضور جميعا من الجزيرة وهي منطقة مهمة وناشطة بالحراك السياسي بكل أوجهه فبدلا من تبادل الآراء والنقاشات عن المواضيع الساخنة التي تهمنا جميعا والدائرة في محيطنا , كان النقاش يدور عن موضوع خارج كل هذه الاهتمامات أذ يجب أن تكون هناك أولويات بالاهتمامات للحوار يعني محلية , قطرية , إقليمية و دولية”
وفيما يخص الاستضافات من خارج سوريا يقول هلوش “الضيوف الذين كان يتم استضافتهم من الخارج عبر السكايب كانوا يمثلون اتجاها سياسيا أحادي الطرف أو الجانب مما ساهم في تسرب وانسحاب نسبة لابأس بها من الحضور والمشاركين من بدايات التأسيس ولم نشاهد او نلاحظ محاولات من قبل إدارة المنتدى لمليء الفراغ الذي تركوه بوجوه جديدة وما أكثرها في الحياة العامة واليومية” ولتجدد الروح وإغناء الحوارات يرى هلوش انه من الضروري “استضافة محاضرين من الطرف الآخر بل من المختلفين بالموقف السياسي والحزبي أضافة للتركيز على أهمية مناقشة المواضيع الدائرة حولنا بالجزيرة إذآ كنا ننشد السلم الأهلي الحقيقي بالجزيرة من غير المعقول أن نطالب بتحقيق السلم الأهلي بالجزيرة ونتحدث عن الواقع الاجتماعي والخدمي والسياسي لمنطقة حوران بذات الموضوع المخصص لجلسة المنتدى بموعدها وبتقديري الهروب من مناقشة المواضيع الساخنة المحلية هو أسلوب دبلوماسي لعدم التصادم مع الإدارة الذاتية ورغم ذلك لم يمنع من أتخاذ القرارات الإدارية بإغلاق المكان لعلة عدم الحصول على ترخيص حسب ادعائهم أو حسب وجهه نظرهم أضافة لضرورة استضافة شخصيات اجتماعية مؤثرة بالوضع المحلي وأجراء حوارات مستفيضة عما يدور حولنا وما المانع من استضافة رجال دين للحديث بالسياسة وما المانع من استضافة شخصيات من طرف النظام أو مقربة من النظام بشرط أن يكون معروف عنها الاعتدال والموضوعية يعني ليس من المفيد أن يظل المنتدى ضمن دائرة محددة ومغلقة بالعكس ضرورة الانفتاح على الآخر بل على الجميع ولكن منتدى سوري الجسد و وطني التحرك والحركة للدفاع عن حقوق كل المكونات في الجزيرة خصوصا وبقية الوطن عموما”
داوود داوود نائب رئيس المكتب السياسي في المنظمة الاثورية وهو من رواد المنتدى توجه بداية بالشكر “لإدارة منتدى الاصلاح والتغيير على الجهود التي بذلتها في اقامة الندوات الحوارية الدورية والمميزة بموضوعاتها ومحاورها والتي كانت تعتبر قضايا الساعة لدى النخب والعامة سوية . خاصة في هذه المرحلة الاستثنائية والمفصلية في تاريخ سوريا والمنطقة” بحسب تعبيره مضيفا انه “أثبت ان منتدى الاصلاح والتغيير احد المنابر الثقافية السياسية القليلة اذا لم يكن الوحيد في الجزيرة السورية الذي استمر منذ تأسيسه بنشاطاته وحلقاته بشكل دوري وبتميز ملحوظ .وعزز ذلك الفعاليات المشاركة حيث كانت من مختلف الطيف القومي والسياسي والاجتماعي . وفسح المجال والمناخات للجميع بالمشاركة بالحوار والراي الحر مما جعل المنتدى مركز للتواصل والتفاعل بين مختلف الرؤى والسياسات والافكار ليعكس واقع الحال وبذلك ساهم في ترجمة مبدأ وفكرة الحوار في المجتمع والذي يشكل الركيزة الاساسية في تعزيز ونشر ثقافة العيش المشترك والحفاظ على السلم الاهلي” .
وعن آليات تطوير المنتدى اشار داوود أنه “اضافة للآلية المتبعة من قبل ادارة المنتدى في اعداد موضوعات ومحاور الندوات او تامين الشخصيات المحاضرة (وقد كانت موفقة بذلك) يمكن الطلب من اصدقاء المنتدى باقتراح موضوعات او شخصيات محاضرة للحلقات. وللإدارة الحق بقبول او رفض المقترح كما اقترح العمل على توسيع دائرة اصدقاء المنتدى خاصة ممثلي القوى السياسية ومؤسسات المجتمع المدني والنخب الثقافية والسياسية المستقلة” .