بناءً على دعوة من وزارة الخارجية الروسية زار وفد من الهيئة العليا للمفاوضات السورية برئاسة نصر الحريري عاصمة روسيا الاتحادية موسكو ، والتقى الوفد مع جهات مختلفة من ممثلي الحكومة الروسية وابرزهم وزير الخارجية الروسي وقد تناول الطرفان العديد من المواضيع الراهنة ومؤتمر سوتشي المرتقب ومفاوضات جنيف ، وكان التدخل التركي في عفرين حاضراً على طاولات النقاش بحسب ما بيّن لنا حواس عكيد القيادي في حركة الاصلاح الكوردي وعضو الهيئة العليا للمفاوضات السورية
وقد أشار عكيد ان “لهذه الزيارة اهمية خاصة لأنها تأتي في وقت اقترب فيه نهاية القتال ضد داعش” مضيفا ان الوضع السوري بات “بحاجة الى حلول ناجعة بعد ان اصبح قضية انسانية وسياسية عالمية وباتت كل الجهات سواء الحليفة لروسيا او الواقفين في الضفة الاخرى تدرك اهمية الدور الروسي لما له من تأثير على الارض وما تملكها من اوراق ضغط على النظام”.
وفيما يتعلق بموقف هيئة التفاوض والائتلاف السوري من مؤتمر سوتشي المزمع عقده في السابع والعشرين من الشهر الجاري قال عكيد ان “الائتلاف والهيئة العليا للمفاوضات لم يحددا بعد موقفهم من حضور المؤتمر من عدمه لان المشهد حتى الآن ليس واضحاً رغم ان الروس أكدوا على التزامهم بالقرار الدولي 2254 وان سوتشي ليس بديلا عن جنيف ، وانما سيتم السعي الى دفع المياه في مجرى جنيف الراكد” مؤكداً ان الروس انفسهم غير راضون عن ركود العملية السياسية في جنيف “بحسب تعبيره” وانهم يسعون الى تنشيطها عبر مشاركة اوسع شريحة من مكونات الشعب السوري في مؤتمر سوتشي المرتقب.
أما بالنسبة لما يجري في عفرين ومدى الاهمية الذي اخذه في تلك الزيارة أوضح عكيد ” قلت للجانب الروسي في مداخلتي حول الوضع في عفرين ان هذه الخطوة التي تقوم بها تركيا لا تخدم القضية السورية وانما تولد المزيد من الشروخ في الجسد السوري الذي يعمل النظام على تمزيقه منذ عشرات السنين وان هذا الاقتتال يخدم النظام السوري لان الاجواء العكرة تعتبر بيئة مناسبة للنظام لتمرير جرائمه وانتهاكاته التي لم تعد تحصى ويظهر المشهد ان استهداف عفرين ليس استهدافا لجهة بعينها انما استهداف للوجود الكردي وهذا ليس في مصلحة احد فالشعب الكردي شعب اصيل في المنطقة وبات ضروريا ايجاد الحلول السياسية لقضيته ،بعيدا عن العنف واراقة الدماء”
