سليمان يوسف الباحث في شؤون الاقليات يعقب على المحاضرة حول التغيير الديمغرافي التي اقامتها منتدى الاصلاح والتغيير في القامشلي
كتب سليمان يوسف الكاتب الاشوري والباحث في شؤون الاقليات على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك تعقيبا على المحاضرة التي اقامتها منتدى الاصلاح والتغيير في القامشلي يوم الجمعة 25 ايار /2018
“يوم أمس الجمعة 25 ايار، عقد (منتدى الإصلاح والتغيير) في مدينة القامشلي ( حلقة نقاشية) حول التغيير الديمغرافي وآثاره على سوريا المستقبل. بالنظر لأهمية وحساسية الموضوع المطروح ، آثرت أن اعقب ببضعة أسطر معبراً عن وجهة نظري في قضية “التغير الديمغرافي” الحاصل في سوريا، بسبب الحرب الراهنة.
عبر التاريخ، جميع الحروب الداخلية والخارجية أحدثت تغييراً ديمغرافياً في مناطق المعارك ، خاصة الحروب الطويلة… الحرب السورية لن تشذ عن هذه القاعدة … نعم، الحرب السورية الكارثية على مدى أكثر من سبع سنوات أحدثت تغيراً ديمغرافياً ، خطيراً وكبيراً في بعض المناطق ونسبياً في مناطق أخرى .. التغيير الديمغرافي هو حصيلة حاصل بسبب الهجرة القسرية الجماعية هرباً من الموت ومن المعارك. التغيير الديمغرافي آثاره كارثية وخطيرة على الجميع وعلى مستقبل البلاد . الأخطر في الحروب الأهلية حين يكون (التغيير الديمغرافي) ممنهج ومخطط له من قبل قوى الأمر الواقع ومن قبل أمراء الحرب … للأسف جميع الفصائل المسلحة والميليشيات والقوى والجيوش المنخرطة في الحرب السورية(الجيش السوري الحكومي ، الفصائل والميليشيات العربية والكردية والشيعية والسنية، كذلك جيوش الدول الخارجية الغازية والمشاركة في الحرب السورية، تركيا- روسيا- ايران، جميعها ساهمت، بشكل أو بآخر، في إحداث تغيير ديمغرافي) في المناطق التي سيطرت عليها، لأهداف وأجندات (عرقية ، سياسية، مذهبية، طائفية ) لا تخفى على أحد .. خلافاً لاعتقاد البعض حول (الهجرة المسيحية) من سوريا، أقول : وفق تقديراتنا المسنودة الى ارقام وإحصائيات كنسية ، أن الحرب السورية رفعت من نسبة المسيحيين السوريين من 10% إلى 13%.. عدد سكان سورية كان نحو 22 مليون نسمة قبل آذار 2011 ، نسبة المسيحيين منهم كانت نحو 10%، أي نحو 2.2 مليون مسيحي. لكن تهجير وهروب ملايين السوريين المسلمين ،خاصة من العرب السنّة، إلى مخيمات اللجوء في الخارج، رفع نسبة المسيحيين الى 13% ، بالنظر لأن المجتمع المسيحي على المستوى العام، شهد موجات لجوء وهجرة أقل من نظرائهم المسلمين. … مؤكد ، سوريا لن تعود كما كانت قبل 11 آذار 2011. من رحم هذه الحرب المريرة الكارثية ، ستولد سوريا الجديدة . جديدة بكل شيء ، من حيث التركيبة السكانية ، الخريطة الديمغرافية الجديدة ، ستفرز خريطة سياسية جديدة تتوافق وتتناغم معها. طبعاً، المنتصر في الحرب، سيكون اللاعب الاساسي في رسم حدود الخرائط الديمغرافية والسياسية لسورية الجديدة ما بعد الحرب، حدوداً رسمت وسترسم بدماء ملايين السوريين”.