600 ضربة جوية روسية على بلدات في درعا وسط هجوم بري للنظام
تصاعدت سحب الدخان الداكنة فوق مناطق تسيطر عليها المعارضة السورية قرب الحدود مع الأردن اليوم (الخميس)، في الوقت الذي شن فيه الطيران الروسي حوالى 600 ضربة جوية على تلك المناطق بالتزامن مع هجوم بري للجيش.
ويسعى الرئيس بشار الأسد إلى استعادة السيطرة على جنوب غربي البلاد على الحدود مع هضبة الجولان السورية التي تحتلها إسرائيل ومع الأردن. وهذه المنطقة أحد آخر معاقل المعارضة في الحرب المستمرة منذ ما يزيد على سبع سنوات.
وبعد أربعة أيام من تراجع حدة القصف، استؤنفت الغارات الجوية المكثفة أمس بعد انهيار المحادثات بين جماعات المعارضة والروس والتي كان يرعاها الأردن.
وقال بشار الزعبي، وهي قيادي بارز في المعارضة في جنوب سورية، في رسالة نصية إلى «رويترز» من منطقة درعا إن الروس لم يوقفوا الضربات، مشيراً إلى أن قوات الجيش تحاول التقدم مع استمرار الاشتباكات.
واستعاد الأسد خلال الهجوم المستمر منذ أسبوعين بدعم جوي روسي مساحات واسعة من الأراضي من قبضة المعارضة شمال شرقي عاصمة محافظة درعا مع استسلام عدد من البلدات.
واتفقت روسيا والأردن والولايات المتحدة على أن يكون جنوب غربي سورية «منطقة لخفض التصعيد» من أجل الحد من أعمال العنف.
وفي بداية هجوم الحكومة، أشارت واشنطن إلى أنها سترد على أي انتهاكات للاتفاق لكنها لم تفعل وقال معارضون إنها أبلغتهم ألا يتوقعوا مساعدة عسكرية أميركية.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الجيش وحلفاءه الروس هاجموا بلدات خاضعة إلى المعارضة المسلحة في جنوب غربي البلاد أثناء الليل وفي الساعات الأولى من صباح اليوم بأكثر من 600 ضربة جوية خلال 15 ساعة، لافتاً إلى أن الضربات استهدفت خصوصاً بلدات الطيبة والنعيمة وصيدا وأم المياذن واليادودة الواقعة في محيط مدينة درعا قرب الحدود الأردنية.
وتشن قوات النظام بدعم روسي منذ 19 حزيران (يونيو) الماضي عملية عسكرية واسعة النطاق في درعا، مكنتها من توسيع نطاق سيطرتها من 30 الى أكثر من 60 في المئة من مساحة المحافظة الحدودية مع الأردن.
وقال المفوض السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، إن «أكثر من 320 ألف مدني نزحوا من جنوب غربي سورية ويعيشون في ظروف قاسية وغير آمنة، بينهم 60 ألفا عند معبر حدودي مع الأردن». ويستضيف الأردن حوالى 640 ألف لاجئ سوري.
الحياة