حواس عكيد: نطالب الأمم المتحدة وتركيا التي تتحمل مسؤولية ما يجري في عفرين بفتح المجال أمام المنظمات الدولية وتوفير ممرات آمنة لعودة الاهالي
أكد عضو هيئة التفاوض السورية وممثل المجلس الوطني الكوردي في الهيئة، حواس عكيد، أن معالجة القضية الوطنية السورية بشكل عام تتحقق عبر إشراف دولي وليس بتفاهمات مع النظام، مضيفاً أن “القوى المحلية أصبحت أدوات بيد الدول الأخرى، لكن المجلس الوطني الكوردي لم يسمح لنفسه أن يكون بيدقاً بيد أحد”.
وقال عكيد “لا يمكن أن يكون هناك حل فعلي في عفرين إلا بإخراج الفصائل المسلحة، ونحن نطالب الأمم المتحدة وتركيا التي تتحمل مسؤولية ما يجري الآن بفتح المجال أمام المنظمات الدولية والحقوقية وتوفير ممرات آمنة لعودة أهالي عفرين وفتح تحقيق عادل من قبل الجهات الدولية لتعويض المتضررين”، مبيناً أن “هيئة التفاوض تعمل على ثلاث نقاط أساسية هي: منع حدوث أي صراع عسكري، ومنع إفساح المجال لعودة النظام والميليشيات المرتبطة به، وإمكانية الدفع باتجاه أن يكون هناك تفاهمات إقليمية ودولية ومحلية عن طريق الحوار لتشكيل إدارة حقيقية من أبناء المنطقة وبإشراف دولي واضح”.
وفيما يلي نص المقابلة:
وصفت الزيارة التي أجراها وفد هيئة التفاوض السورية إلى أربيل ولقاءها بالرئيس مسعود البارزاني بالإيجابية، ما هو فحوى هذا اللقاء بشكل مفصل أكثر؟
لم تنقطع لقاءات المعارضة السورية مع فخامة الرئيس البارزاني لأسباب لا بد منها لأن من يفكر بأنه بتوفير عامل استقرار في المنطقة فلا بد التعلم من تجربة إقليم كوردستان ومن تجربة الرئيس البارزاني والاستفادة منها في الكثير من القضايا ولا سيما أنه خاض ثورات على مدى عقود من الزمن، وخاض شوط من المفاوضات مع نظام ديكتاتوري، وهناك تشابه كبير بين نظام البعث في سوريا، والنظام الذي كان في العراق، الاستفادة من تجربة الرئيس البارزاني كانت أحد أسباب الزيارة بالإضافة إلى الحدود المشتركة الموجودة بين سوريا والعراق وإقليم كوردستان تحديداً والطريقة التي تعامل بها البارزاني وحكومة الاقليم بفتح أبوابهم أمام اللاجئين السوريين وتحديداً الكورد، كما أننا من المتابعين لوضع اللاجئين سواء كان في الدول الأخرى كتركيا والأردن ولبنان وهنا في كوردستان، لكن في الحقيقة وضع اللاجئين في إقليم كوردستان وطريقة التعامل والتفاعل من قبل حكومة الإقليم هي طريقة متقدمة في هذا المجال، بالإضافة الى أن هيئة التفاوض لديها مهمة وظيفية بحتة هي كيفية التفاوض مع نظام البعث وفق القرارات الدولية وتحديداً قرار 2118 و القرار 2254 وكان لهيئة التفاوض رؤية واضحة بأن يكون هناك جولة في بعض البلدان ومنها إقليم كوردستان ولقاء الرئيس البارزاني لمناقشة آخر التطورات السياسية والعملية التفاوضية وما يجري على الأرض بالإضافة إلى التطورات الميدانية.
ما مدى صحة معلومات تفيد بالوصول إلى اتفاق على دخول قوات بيشمركة روج إلى جانب قوات عربية إلى المنطقة، وكيف تم طرحها وما هي آلياتها؟
هناك العديد من السيناريوهات التي يتم طرحها لأنه دائماً في السياسة هناك خطوط أساسية لا بد من الوصول إلى تفاهمات حولها، ومن ثم الانتقال إلى الجزئيات والتفاصيل، وهذا الطرح كان يشكل جزء من تفصيلة في موضوع وجود المنطقة الآمنة وحتى الآن الطريقة التي يتم فيها طرح هذه المنطقة لا يوجد توافق على شكلها التي يمكن أن تكون موجودة في شرق الفرات، ما نطرحه هو كيف نتعامل نحن كهيئة التفاوض مع وضع المنطقة الآمنة أو شرق الفرات بغض النظر إذا تشكلت المنطقة الآمنة أم لا، وندرك أن هناك بعض القوى الدولية العظمى لها دور أساسي ولا شك أن إقليم كوردستان أصبح له دور محوري في معالجة القضايا الإشكالية في المنطقة وكان مساهماً دائماً في البحث عن حلول وإيجاد السلام في المنطقة.
هل سيناريو المنطقة الآمنة سيطبق فعلياً وهل تركيا قادرة على إقناع أمريكا بإبعاد القوات الكوردية من هناك؟
الطرح الحالي بعد تغريدة ترمب تم تفريغه من مضمونه لأن الأمريكان يطرحون وجود المنطقة العازلة، والأتراك يطرحون المنطقة الآمنة بوجودهم وهناك قوات أخرى تطرح المنطقة الآمنة بإشراف دولي وبوجود قرار من مجلس الأمن، ونحن ندعم القرار الذي مفاده أنه لا بد أن تكون المنطقة الآمنة بإشراف دولي وبوجود قرار من مجلس الأمن على أن تكون إدارة هذه المنطقة من أبنائها بمختلف المكونات الاجتماعية والسياسية، ونحن في المجلس الوطني الكوردي ندعم هذا الطرح، إنما في هيئة التفاوض ومن صلب مهامنا التفاوضي لدينا ثلاث نقاط أساسية نعمل عليها النقطة الأولى هي منع حدوث أي صراع عسكري في هذه المنطقة لأن المستفيد الأول سيكون النظام السوري والمنظمات الإرهابية مثل داعش والنصرة، وثانياً منع إفساح المجال لعودة النظام والميليشيات المرتبطة به إلى هذه المنطقة ومعهم هذه المنظمات الإرهابية، وثالثاً إمكانية الدفع باتجاه ما يكون هناك تفاهمات إقليمية دولية محلية عن طريق الحوار لتشكيل إدارة حقيقية من أبناء هذه المنطقة بكل مكوناتها وبإشراف دولي واضح.
هل برأيكم أمريكا جادة بحماية الكورد أم أنها لم تعد محل للثقة؟
الأمريكان كانوا واضحين منذ البداية بخطابهم، وأنا منذ 2013 لدي سلسلة لقاءات متتالية مع المسؤولين الأمريكيين السابقين والجدد، لديهم استراتيجية واضحة في سوريا، فالهدف الأول هو محاربة التنظيمات الإرهابية بالتالي هم بحاجة إلى قوة محلية للتعامل معها للقضاء على هذه التنظيمات الإرهابية، لكن في الحقيقة هم تعاملوا مع بعض الفصائل وأفشلوا تعاملاتهم معهم لأن هذه الفصائل لم تحقق لهم ما كانوا يرغبون به، أي أن اعتمادهم على قوات حماية الشعب ومؤخراً سميت بقوات سوريا الديمقراطية هذه القوى هي بالحقيقة التي استطاعت أن تواجه ببسالة في المعارك التي خاضتها مع المنظمات الإرهابية، لكن مؤخراً أصبح خطاب الأميركيين حماية الكورد ولم يقولوا حماية حلفائنا كما في السابق أي أن هناك مصالح متبادلة علينا أن ندرك ما هي النقاط المشتركة التي يمكن أن تجمع بين الواقع الكوردي والقضية الكوردية في سوريا وكيفية الوصول إلى حل سياسي على مستوى سوريا وبين المصالح الأمريكية في سوريا وفي المنطقة.
المجلس الوطني الكوردي يتعرض للانتقاد لتواجده في هيئات المعارضة ولا سيما في الائتلاف هل ذلك لأن المعارضة لم تعد تفرض نفسها كبديل لضمان حقوق الشعب؟
هذا كلام حق يراد به باطل فالمجلس الوطني الكوردي، منذ 2011 حتى الان المجلس جزء من المعارضة الوطنية السورية وجزء من مطالب الشعب السوري لأن القضية الكوردية في سوريا عانت منذ عقود الاضطهاد على يد النظام المستبد وأساساً بدأ الكورد بثوراتهم الناعمة في سوريا بأشكال مختلفة انتهاءً بانتفاضة قامشلو عام 2004، بالتالي الكورد كانوا متعطشين لإعلاء صوت الحق وصوت الديمقراطية وموقعهم الطبيعي كان يجب أن يكون مع أولئك الذين يطالبون بإنهاء هذا النظام المستبد والديكتاتوري، من جهة أخرى شهد الواقع السوري الكثير من التغيرات في المشهد فاليوم إذا تكلمنا على الواقع الجغرافي أو الميداني في سوريا هناك خمس قوى عسكرية تقاتل في سوريا الأمريكان من طرف وروسيا وإيران واسرائيل وتركيا كما أن هناك قوى خفية غير معلنة ولديها قواعد، وأصبحت القوى المحلية أدوات بيد هذه الدول، لكن المجلس الوطني الكوردي لم يسمح لنفسه أن يكون بيدقاً بيد أحد، وإنما انطلق من فكرة بأن معالجة القضية الكوردية في سوريا لا يمكن أن تحل إلا من خلال معالجة القضية الوطنية السورية بشكل عام وتحت إشراف دولي وليس بتفاهمات مع النظام، أي أن الخطة الأساسية التي وضعها المجلس منذ بداية الثورة ماضية بطريقة سلسة وهو موجود في المفاوضات وبإشراف دولي في جنيف، كما أن هناك وثائق تم تسليمها للأمم المتحدة فيما تخص القضية الأساسية التي يمثلها المجلس، وهي الوثائق التي يبنى عليها في سوريا المستقبل، وصوت السلاح هو الذي سيخف في الأيام المقبلة وليس صوت العقل والسياسة، أما بالنسبة لوجودنا في تركيا فلدينا ممثلين فيها لكن المجلس غير موجود فيها بل هو موجود في الداخل السوري ولديه قيادات منفية موجودة في الخارج ولديه ممثليات في كل البلدان، كما أن المعارضة بحالها السياسي قوية وليست ضعيفة، وأننا في المجلس رفضنا الحالة العسكرية والحسم العسكري للواقع في سوريا، وكنا دائماً مع الحلول السياسية والحوار.
عقد لقاء بين نصر الحريري وممثلين عن منظمات المجتمع المدني في عفرين ونخبة من المثقفين ما هي النقاط التي توصلوا إليها في هذا الاجتماع في ضوء ما تتعرض له عفرين من عمليات سلب واعتقال؟
لدى هيئة التفاوض اجتماعات شهرية عن التقارير التي تصل عن عفرين وتقرير مفصل عن الانتهاكات التي تحصل ولا زالت مستمرة هذه الانتهاكات، لكن هيئة التفاوض هي هيئة وظيفية وليست قوى سياسية تتبع لها هذه الفصائل، مهمتها السعي من خلال الأمم المتحدة والبعثات الدولية وتركيا نفسها لتخفيف هذه المعاناة على أبناء عفرين وهناك فصائل متعددة ووجودها بأسماء مختلفة والقتال الذي يحصل بينهم أحياناً يسبب إرباك في عفرين، لا يمكن أن يكون هناك حل فعلي إلا بإخراج هذه الفصائل من المدن والبلدات والقرى وإرجاعهم إن كانوا فعلاً قوة عسكرية عليهم أن يكونوا موجودين في ثكنات عسكرية، ونطالب الأمم المتحدة وتركيا تحديداً التي تتحمل مسؤولية ما يجري الآن في عفرين فتح الطرقات أمام المنظمات الدولية والحقوقية وممرات آمنة لعودة أهالي عفرين إلى منازلهم وفتح تحقيق عادل من قبل الجهات الدولية لتعويض المتضررين من أهالي عفرين على يد هذه الفصائل، لكن هناك خطوات بطيئة نعمل عليها، ونحن لن نتراجع وسنستمر بمطالبنا إلى أن تعود عفرين لإدارة أهلها وأبنائها.
هل بقي هناك اليوم مصطلح سياسي اسمه “الثورة السورية” أم أنها تلاشت بضعف المعارضة كما يرى البعض؟
الثورات لا تموت وتبقى حية في إرادة وأدمغة المقتنعين بأهداف واستراتيجية الثورات، وكثير من الثورات في البلدان انتكست في البداية وعادت مجدداً لتنبت من جديد، طالما أن الفكرة والإرادة موجودة مهما حصل لن تتوقف الثورة إلا إن حققت أهدافها الأساسية التي انطلقت من أجلها في يومها الأول بشعارات سلمية من أجل تحقيق تغيير ديمقراطي جذري حقيقي وإيجاد دستور عصري يلبي طموحات جميع مكونات الشعب السوري.
المصدر : رووداو