البرنامج السياسي للحركة

الوثيقة السياسية لحركة الاصلاح الكردي – سوريا الصادرة عن اجتماع الهيئة العامة الثالث / 2016

مقدمة تاريخية:

اثر معركة جالديران (1514 م ) التي وقعت بين الصفويين والعثمانيين ،وانتصر فيها العثمانيون بقيادة السلطان سليم الأول ،تم تقسيم أرض الأكراد ( كردستان ) بين الإمبراطوريتين المتناحرتين ( الصفوية والعثمانية )وثبت هذا التقسيم نهائيا في معاهدة قصر شيرين حيث تخلى بموجبها الصفويون عن جزء من كردستان لصالح الإمبراطورية العثمانية وبذلك تم تقسيم كردستان لأول مرة ،حيث مارس الكرد نوعاً من الإدارة الذاتية (إمارات) ضمن الإمبراطوريتين واستمر الوضع على ما هو عليه حتى انهارت الامبرطورية العثمانية في نهاية الحرب العالمية الأولى، حيث تم تقسيم تركتها بين دول الحلفاء المنتصرة في الحرب وتشكلت دول جديدة في الشرق الأوسط (وضعت تحت الانتداب) وألحقت الأجزاء الجنوبية و الجنوبية الغربية من كردستان بكل من العراق وسوريا حيث تم تجاهل مقررات معاهدة سيفر/1920م / والالتفاف عليها في معاهدة لوزان/ 1923م / وبذلك تم تجاهل إرادة الكرد مرة أخرى نتيجة المصالح الدولية وتوازنات القوى وإرضاء لتركيا الكمالية وهكذا وبعد تشكل الدولة السورية ،أضحى الكرد مكونا أساسيا من مكونات الشعب السوري ،وساهم إلى جانب أشقائه من مكونات الشعب السوري الأخرى وفي مقدمتهم العرب في جلاء المستعمر الفرنسي عن سوريا وقدم في سبيل ذلك تضحيات كثيرة وساهم الكرد في الحياة السياسية في سوريا واستلم البعض منهم مناصب حساسة في إدارة الدولة السورية وفي الفترة القصيرة للحياة الديمقراطية في سوريا التي تلت الاستقلال تم الاعلان عن حزب سياسي كردي في البلاد / 1957/  علاوة على المنظمات السياسية والجمعيات التي كانت موجودة وانتشرت الدوريات و الصحف الكردية الا ان الشعب الكردي قد تعرض لسياسات تمييزية في الفترة اللاحقة كالإحصاء الاستثنائي الذي جرى عام 1962 وبعد انقلاب 8 آذار عام 1963 وتسلم حزب البعث للسلطة تعرض الشعب الكردي لأبشع أنواع الاضطهاد والتمييز والإنكار وطبقت بحقه العديد من المشاريع العنصرية من ابرزها  الحزام العربي مرورا بعشرات المراسيم والتعاميم العنصرية وتعرض النشطاء الكرد للاعتقال والملاحقة والتهديد 000

 

ولم تطرح الأنظمة المتعاقبة على الحكم في سوريا ومنذ الاستقلال حلاً لقضية الشعب الكردي كمكون رئيسي من النسيج الوطني والاجتماعي ،بل حاولت وبشتى الوسائل إنكار الوجود الكردي ومحو ثقافتهم وتاريخهم وتغيير المعالم الديموغرافية لمناطقهم التاريخية والإيحاء للرأي العام السوري بأنهم مهاجرون أو لاجئون من الدول المجاورة يخدمون أجندات معادية ويحاولون تقسيم سوريا أو اقتطاع أجزاء منها وضمها لدولة أجنبية وهذه التهمة لطالما كان يتهم بها المناضلون الكرد أمام محاكم الدولة العسكرية والمدنية .

 

و في الثاني عشر من آذار عام 2004 ،شهدت المناطق الكردية وأماكن التواجد الكردي في سوريا انتفاضة شعبية عارمة ضد النظام كنتيجة للاحتقان والضغط الذي كان يمارس عليه ورداً على المجزرة البشعة التي ارتكبتها القوى الأمنية في القامشلي ،بعيد مباراة لكرة القدم في ملعبها البلدي ،واستشهد على إثرها العشرات من أبناء الشعب الكردي .وتوالت الإجراءات القمعية الممنهجة للسلطة ،فجاء اغتيال شيخ الشهداء الشيخ معشوق الخزنوي كمحاولة فاشلة من السلطة لتضييق الخناق على الحراك الكردي المتنامي في حين استمرت الحركة الوطنية الكردية في التأكيد مراراً على إنها جزء من الحركة الوطنية السورية الهادفة للتغيير الديمقراطي السلمي في البلاد و حل القضية الكردية في سوريا باعتبارها قضية وطنية .

 

ومع بدء ثورة الحرية والكرامة ،في الخامس عشر من آذار عام 2011  والمطالبة بإنهاء نظام الاستبداد بكل مرتكزاته الفكرية والسياسية والقانونية وبناء سوريا الجديدة الديمقراطية ،كانت المدن الكردية سباقة في تضامنها مع المدن التي اندلعت فيها الشرارة الأولى للاحتجاجات وسرعان ما انخرط الشباب الكردي في الثورة و تفاعل ايجاباً مع الحراك السوري العام  وامتزج دم الشباب الكردي وفي مقدمتهم عميد الشهداء مشعل التمو مع دماء بقية الشهداء السوريين في المدن الأخرى لتصدح حناجر المتظاهرين في كل المدن السورية بشعار  “الشعب السوري واحد”.

 

التعريف بالحركة

 

حركة الإصلاح الكوردي – سوريا :

 

حالة فكرية ثقافية تبغي الاصلاح والتغيير والشفافية عبر إطار سياسي طوعي يضم أشخاص تلتقي أفكارهم حول تصور سياسي واحد، يناضلون معاً من أجل تحقيق تغيير ديمقراطي جذري شامل ،وإنهاء كل مكامن الفساد السياسي والاقتصادي والاخلاقي الذي خلّفه نظام الاستبداد طوال عقود من الزمن، وبناء دولة اتحادية بنظام حكم ديمقراطي علماني تعددي يضمن دستورها حقوق وحريات جميع المواطنين السوريين السياسية والثقافية والاجتماعية دون تمييز في القومية أو الدين أو الجنس، وتتبنى الحركة جميع الأساليب السلمية الديمقراطية لتحقيق تلك الأهداف وتلتزم بعدة مهام نضالية مرحلية وعلى مختلف الأصعدة الوطنية والكردية والكردستانية:

 

أولاً: على الصعيد الوطني السوري:

 

تناضل الحركة من أجل

 

1-بناء سوريا دولة اتحادية بنظام حكم ديمقراطي علماني تعددي يحترم  دستورها المواثيق الدولية وحقوق الإنسان 0

 

2- سوريا دولة قانون ومؤسسات ووطن لجميع أبنائها, جميع المواطنون متساوون أمام القانون ولهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات ولا يجوز التمييز بينهم بسبب الدين أو العرق أو القومية أو الجنس أو الرأي أو الوضع الاقتصادي أو الاجتماعي .

 

3- الالتزام بحرية الأديان والعقائد والمذاهب وصيانتها دستوريا

 

4-  نبذ العنف و الارهاب  والتشجيع على الصفح والمصالحة والتسامح بين جميع المواطنين، واحترام كافة العهود والمواثيق الدولية وحقوق الإنسان. والقطع مع كل ما يمت للدولة الشمولية والاستبدادية بصلة ، وتحييد الجيش و الأمن عن السياسة واعتماد اللامركزية في الدولة بما يتوافق مع متطلبات النهوض التنموي للمناطق ، وإجراء تقسيمات إدارية جديدة تراعي مصالح أبناء المناطق المعنية .

 

5- التأكيد على مبدأ فصل السلطات (التشريعية والتنفيذية والقضائية) في النظام السياسي ، واستقلال القضاء، والإقرار بان الشعب مصدر السلطات.

 

6- الالتزام بمكافحة الفقر وايلاء المناطق التي عانت من سياسات التمييز الاهتمام الكافي في اطار التنمية وتحقيق العدالة في توزيع الثروة الوطنية ,وضرورة إعادة النظر بقوانين الإصلاح الزراعي وتعويض المتضررين ، والعمل على رفع مقدرات ومستوى معيشة المواطنين بمختلف شرائحهم ومناطقهم وخاصة في المناطق التي عانت من الاضطهاد والحرمان خلال فترة الأنظمة المتعاقبة

 

7- ضمان تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة دستوريا.

 

8 – تمتين العلاقات مع القوى الوطنية والديمقراطية في البلاد باعتبار الحركة جزء لا يتجزأ من الحركة الوطنية وان قضيتنا هي قضية وطنية ديمقراطية بامتياز.

9- ايجاد حل سياسي للوضع القائم في البلاد لوقف نزيف الدم وبما يضمن عملية انتقال سياسي وفق مرجعية جنيف 1 والقرارات الدولية ذات الصلة

 

 

 

ثانياً: على الصعيد الكردي والكردستاني:

 

تناضل الحركة لتحقيق ما يلي:

 

1- الاعتراف الدستوري بالشعب الكردي في سوريا وحقوقه القومية المشروعة وفق العهود والأعراف الدولية المعمولة بها في الدول الديمقراطية وعلى أساس اللامركزية السياسية.

 

2- الكورد جزء من الشعب السوري وهم يشكلون القومية الثانية في البلاد ،لذلك لابد من الاعتراف باللغة الكردية كلغة رسمية إلى جانب اللغة العربية.

 

3- الحركة الوطنية الكردية في سوريا هي جزء من الحركة الوطنية الديمقراطية العامة في البلاد

 

4-  الغاء السياسات الشوفينية والعنصرية التي اتبعت بحق الشعب الكردي في سوريا واثارها واعادة الاوضاع الى ما قبل تنفيذها

 

5- يشكل تأسيس “المجلس الوطني الكردي في سوريا” مدخلاً هاماً لإصلاح أحوال الحركة الكردية وتوحيد الصف الكردي وخطوة ضرورية لتأمين الحقوق القومية للشعب الكردي في سوريا ، لذلك لابد من بذل كل السبل لتفعيل دوره وتطوير آليات عمله التنظيمية والجماهيرية والارتقاء بأدائه ،وتوسيع علاقاته مع القوى الوطنية الأخرى في البلاد ليكون قادراً على تلبية المطالب والتطلعات المشروعة للشعب الكردي في سوريا.

 

6 – تعميق العلاقات مع القوى الكردستانية بما يخدم دعم و اسناد نضالات الشعب الكردي في الاجزاء الاخرى و العمل على تحقيق المؤتمر القومي الكردي

 

7- تلتزم الحركة بالبرنامج السياسي للمؤتمر الوطني الكردي