العربي: المشكلة السورية أصبحت أكبر «مأساة» ولا بد من إيجاد حل لها
أجرى الأمين العام للجامعة العربية، الدكتور نبيل العربي، مباحثات في العاصمة المصرية القاهرة، أمس، مع ستيفان دي ميستورا، المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، وتزامن لقاء العربي – دي ميستورا مع عودة خطوط المياه والكهرباء للعمل في عدة مناطق من مدينة حلب السورية بعدما قطع مقاتلو المعارضة إمدادات المياه لمدة ثلاثة أسابيع للضغط على الحكومة.
اللقاء تناول تطورات الأوضاع على الساحة السورية والجهود الإقليمية والدولية المبذولة من أجل التوصل لحل سياسي للأزمة المستمرة منذ أكثر من 4 سنوات، كما تناول الأوضاع الإنسانية للاجئين والنازحين السوريين، خاصة في دول الجوار السوري.
وجاء على لسان العربي أنه بحث مع دي ميستورا سبل إيجاد حل نهائي للأزمة السورية التي دخلت عامها الرابع والمتمثلة في تنفيذ مخرجات مؤتمر «جنيف 1»، الذي استقرت عليه كل الدول وصدر به قرار من مجلس الأمن ومن مجلس الجامعة العربية، وتم تأييده على جميع المستويات. وأردف أمام الإعلاميين عقب انتهاء المباحثات على «ضرورة التوصل إلى حل سلمي يؤدي لمرحلة انتقالية وإنشاء هيئة حكم انتقالي لها صلاحيات كاملة». وأشار «إلى اهتمام الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بذلك، لا بد من العمل على أن تكون هناك بدائل للحلول المطروحة وبمشاركة جميع السوريين».
ووصف الأمين العام الأزمة السورية بأنها «أصبحت أكبر مأساة في القرن الواحد والعشرين، ولا بد من إيجاد حل يحمي سوريا من شلالات الدم المستمرة منذ عام 2011 وحتى الآن ويجب الإسراع في حماية البلد من الدمار الذي لحق بها».
في هذه الأثناء، أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن خطوط المياه والكهرباء عادت للعمل في عدة مناطق من مدينة حلب، عاصمة الشمال السوري بعدما قطع مقاتلو المعارضة، وتحديدًا «جبهة النصرة»، إمدادات المياه لمدة ثلاثة أسابيع للضغط على الحكومة. وأضاف أن «النصرة» قطعت الإمدادات عن مناطق تسيطر عليها الحكومة وأخرى تحت سيطرة المعارضة في المدينة عن طريق إغلاق منشأة الضخ في المدينة؛ مما أجبر السكان على شرب مياه آبار غير معالجة أو اللجوء إلى إمدادات طارئة أخرى. وأوضح أن مدير إدارة الخدمات في «محطة سليمان الحلبي» لضخ المياه في حلب، قيادي في «جبهة النصرة»، وهو الذي حث الحكومة في رسالة على إعادة إمدادات الكهرباء إلى مناطق بالمدينة مقابل إعادة تشغيل محطة الضخ.
وتابع «المرصد» أن القيادي دعا منظمة الهلال الأحمر العربي السوري أيضًا إلى توفير وقود الديزل لتشغيل محطة ضخ المياه.
على صعيد آخر، فيما يخص اللاجئين السوريين خارج البلاد، تستقر عائلات سورية مسيحية هذه الأيام في بولندا، مع العلم، أن الحكومة البولندية كانت قد رفضت فكرة المفوضية الأوروبية القاضية بتحديد حصة كل بلد عضو في الاتحاد الأوروبي من اللاجئين، مشدّدة على الطابع الاختياري لاستضافتهم. ولم توافق رئيسة الوزراء إيفا كوباز على استضافة أول مجموعة من 60 عائلة إلا بعد تحرك قامت به مؤسسة «أيستيرا» البروتستانتية التي طالبت الحكومة باستضافة 1500 مسيحي سوري.
وفي تصريح مع وكالة الصحافة الفرنسية (أ.ف.ب)، أوضحت مريم شديد، رئيسة مؤسسة «إيستيرا»، أنها بعدما علمت من الحكومة البولندية أنها لم تخصص ميزانية لاستضافة اللاجئين السوريين لعام 2015، أدركت أن من واجبها جمع المبلغ بنفسها. ولقد جاءت المساعدة المالية خصوصًا من صندوق برناباس البريطاني، وتناهز «مئات آلاف الجنيهات»، وفق المتحدث باسمها، أندرو كاري. كذلك وعد اللورد البريطاني اليهودي الأصل، جورج ويدنفيلد، الذي أنقذه من النازيين بروتستانت بريطانيون، بمساعدة مؤسسة «إيستيرا» عبر منظمة برنابا.
هذا، وفي تعليق على هذه الخطوة، قال بيل فريليك، مدير شؤون اللاجئين في منظمة «هيومن رايتس ووتش» غير الحكومية، للوكالة الفرنسية، إنه «لا يعرف مبادرات أخرى خاصة من هذا النوع للاجئين السوريين في الاتحاد الأوروبي.. هذا مثال جدير بالثناء لتضامن الأثرياء وتعاطفهم مع المعوزين الذين يواجهون أوضاعًا خطرة».
هذا، وكانت بولندا، وهي دولة يشكل الكاثوليك الغالبية العظمى من سكانها، قد منحت العام الماضي نحو مائتي سوري وصلوا بصورة فردية، وضع اللاجئ. وللواصلين الجدد الذين استضافتهم «إيستيرا» قدمت الدولة تأشيرة إقامة لثلاثة أشهر، مع حق الاستفادة من العلاج الطبي المجاني، مع حق طلب الحصول على وضع اللاجئ، لأن كل واحد من الملفات يدرس على حدة.
الشرق الاوسط