روسيا تخطط لبناء قاعدة عسكرية كبرى في اللاذقية
فتح «مهندس» التدخل العسكري الروسي الباب أمام احتمال بناء قاعدة عسكرية كبرى تضمّ القوى الجوية والبحرية والبرية واستخدام الأسطول في البحر المتوسط لشنّ هجمات في سورية في حال تسلّمت المعارضة أسلحة مضادة للطيران، بالتزامن مع توسيع التنسيق الجوي مع أميركا وتركيا وإسرائيل والدول المجاورة لسورية، في وقت قال مسؤول أميركي إن الجيش التركي أسقط طائرة من دون طيار يعتقد بأنها روسية قرب حدود سورية، لكن تركيا لم تؤكد ذلك. وشنّت القوات النظامية السورية وحلفاؤها هجوما جنوب حلب.
وتحدث الرئيس فلاديمير بوتين في مؤتمر دول سوفياتية سابقة في كازاخستان عن «نتائج ملموسة حققتها الضربات الروسية» في سورية، داعياً إلى «إقامة أوسع تحالف ممكن ضد الإرهاب»، فيما قال الجنرال أندريه كارتابولوف رئيس إدارة العمليات في هيئة الأركان الروسية إن الطيران الحربي الروسي قام بنحو 600 طلعة وضرب 480 هدفاً منذ بداية الغارات نهاية الشهر الماضي.
وأشار إلى احتمال توسيع نطاق العمليات باستخدام القطع البحرية الروسية المرابطة في البحر المتوسط.
وكان الجنرال كارتابولوف، الذي يعرف بأنه «مهندس» التدخل الروسي، تحدث عن خداع أميركا لإخفاء الأعداد لإرسال الطائرات والمعدات العسكرية إلى سورية، قائلاً: «قمنا باستخدام عدد من الوسائل التقنية والتكتيكات والاتصالات» لشحن الأسلحة إلى سورية في شكل خفي، مؤكداً أن الولايات المتحدة «لم تشاهد شيئاً». وزاد: «أمر معيب، بالنسبة إلى الإدارة الأميركية، الإقرار بأنه لا يمكنها تسوية هذه المشكلة من دون روسيا»، ولذا، فإن واشنطن ترفض الانضمام إلى مركز التنسيق وتبادل المعلومات الاستخباراتية الذي أقامته موسكو ودمشق وطهران والعراق في بغداد.
وأعلن وزير الخارجية الروسي لشؤون مكافحة الإرهاب أوليغ سيرومولوتوف أنه «لم تسجّل حتى الآن حالات إطلاق نار من مضادات للطائرات»، لكنه حذّر من أن بلاده «لن تسمح بتزويد الإرهابيين صواريخ محمولة».
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت إنها اتفقت على كل المسائل الفنية اللازمة لإبرام اتفاق مع الولايات المتحدة عن سلامة الطلعات الجوية فوق سورية، وأن مذكرة نهائية ستوقّع في المستقبل القريب. وأوضح الجنرال كارتابولوف: «تم الاتفاق على كل المسائل الفنية والمحامون الروس والأميركيون يدرسون الآن نص الوثيقة. ونأمل بتوقيع الوثيقة في المستقبل القريب جداً». وأشار إلى أن وزارة الدفاع الروسية أجرت اتصالات مباشرة مع الجيش التركي تجنباً لوقوع حوادث مع الطائرات الحربية بعدما أقامت «خطاً ساخناً» بين مطار اللاذقية وإسرائيل.
إلى ذلك، قال مسؤول أميركي إن الطائرة من دون طيار التي أسقطتها تركيا هي روسية، نافياً بذلك ما أعلنته موسكو أن كل طائراتها تعمل في شكل طبيعي. وقال المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه إن «كل الدلائل تشير إلى أنها طائرة روسية من دون طيار». وأعلن الجيش التركي في بيان الجمعة أن مطاردات تركية أسقطت طائرة من دون طيار انتهكت المجال الجوي قرب سورية لكن أنقرة لم تُحدد هويتها.
ميدانياً، وسّع الجيش النظامي السوري عملياته العسكرية البريّة ضد الفصائل المقاتلة مطلقاً حملة جديدة في شمال البلاد بتغطية جوية روسية. وأعلن مصدر عسكري ميداني لوكالة «فرانس برس» انطلاق «عملية عسكرية كبرى فجر الجمعة في ريف حلب الجنوبي بمشاركة الحلفاء والأصدقاء»، مشيراً إلى أن «الحلفاء» هم الروس و»الأصدقاء» هم الإيرانيون و «حزب الله»، في وقت استمرت الاشتباكات في محيط مدينة تلبيسة في ريف حمص الشمالي ترافقها غارات روسية على مناطق عدة.
في جنيف، قال ستيفن أوبريان مسؤول المساعدات الإنسانية في الأمم المتحدة إن النزاع الدامي في سورية يزيد من تعقيد مهمة توزيع المساعدات لملايين المحتاجين في البلاد. وقال لوكالة «فرانس برس» إن «تصاعد حملة القصف الجوي من أي جهة كانت، يعرّض طرق الإمدادات إلى مزيد من الخطر». وأضاف أن ذلك «يعني أننا غير قادرين على إرسال عدد كاف من قوافل الشاحنات لتوصيل الإمدادات إلى المحتاجين».
الحياة