إيران توقف تفكيك أجهزة طرد مركزي
أعلن سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني أمس، وقف بلاده تفكيك أجهزة طرد مركزي مُستخدمة في تخصيب اليورانيوم، في منشأتَي ناتانز وفردو.
وكان رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي أعلن الأسبوع الماضي بدء تفكيك تلك الأجهزة، تنفيذاً للاتفاق النووي المُبرم بين طهران والدول الست. لكن 20 نائباً وجّهوا رسالة إلى الرئيس حسن روحاني، منتقدين «تسرّعاً» في هذا الصدد، اذ اعتبروا أن الدول الست لم تستجب بعد شروطاً وضعها مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي.
لكن شمخاني قال أمس إن «تفكيك أجهزة الطرد المركزي في فردو وناتانز أوقف قبل البدء به، عبر تحذير في هذا الصدد». ويبدو أنه يشير إلى رسالة النواب لروحاني.
إلى ذلك، أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن زيارة نظيره الإيراني حسن روحاني باريس الأسبوع المقبل، ستشهد توقيع اتفاقات في «قطاعات مختلفة، لا سيّما الحوار السياسي، والتعاون الاقتصادي، والنقل الجوي، والصحة والزراعة».
في غضون ذلك، أعلن وزير الاستخبارات الإيراني محمود علوي أن بلاده اعتقلت 44 مشبوهاً بالإرهاب، نصفهم كان يعتزم دخول سورية والعراق. وأشار إلى أن المشبوهين كانوا «يعدون لتفجيرات» في مدن إيرانية.
على صعيد آخر، شهدت إيران سجالاً محتدماً في الأيام الأخيرة، بعدما شنّ روحاني هجوماً عنيفاً على صحيفة «كيهان»، من دون تسميتها، اذ اتهمها بأداء دور «شرطة سرية» والتمتع بـ»حصانة».
وكان روحاني انتقد «استغلال» تحذير خامنئي من «تغلغل العدو»، لاعتقال صحافيين أخيراً، بذريعة أنهم أعضاء في «شبكة تجسس». وفي إشارة غير مباشرة إلى «كيهان» المحسوبة على المرشد، قال روحاني: «ليس مقبولاً أن تحظى وسائل إعلام دوماً بحصانة من خطر إغلاقها وحظرها، وأن تتمتع دوماً بدعم من (أجهزة) أمنية. بل أنها لا تكتب ما تشاء فحسب، ولكنها أيضاً تؤدي دور شرطة سرية».
وعلّق رئيس القضاء صادق لاريجاني على تصريحات الرئيس: «على الصحافة التزام مبادئ النقد الأخلاقي والقوانين. وعلى المرء ألا يشتم أو يفتري أو يرتكب أفعالاً مناهضة للأمن القومي، بذريعة الانتقاد». وأضاف: «قال الرئيس إن على القضاء أن يكون ملجأً للمجتمع، وإذا فسُد الملح تصبح المهمة صعبة. هل يجب أن نتساءل ماذا يقصد بذلك؟ وهل يجب أن نرد ونقول: إذا كانت الحكومة فاسدة، وإذا كان الرئيس فاسداً، تصبح المهمة صعبة»؟ وتابع: «إذا كنا نريد القول إن القضاء فاسد، فهذا تشهير، وإلا فهو شتيمة. بعض وسائل الإعلام تؤثر في الأمن، وليس مقبولاً أن تقبض وسائل إعلام وتعمل لمصلحة الأجانب ضد الأمن القومي» لإيران.
وانتقدت «كيهان» روحاني، معتبرة انه «هاجم منتقديه بدل المتغلغلين» في إيران. لكن رئيس مجلس الشورى (البرلمان) علي لاريجاني، شقيق رئيس القضاء، دافع عن روحاني، قائلاً: «يجب الامتناع عن نعت من لديهم آراء مختلفة، بأنهم خونة».
وحض وزير الاستخبارات محمود علوي على استخدام كلمة «تغلغل» في «شكل مناسب». أما شمخاني فسأل هل أن «أي اتصال بالعالم (الخارجي) يُعتبر تغلغلاً»؟ ورأى في اعتقال صحافيين بعد إبرام الاتفاق النووي، «تصفية حسابات سياسية».
في غضون ذلك، أوقف التلفزيون الرسمي الإيراني بثّ برنامج للأطفال، واعتذر من أفراد إتنية الأذريين في البلاد، بعد احتجاجهم على ما اعتبروه تشهيراً بهم. وكان البرنامج تضمّن مشهداً لطفل أذري ينظف أسنانه بفرشاة حمام.
الحياة