محاولة دولية أخيرة في لوزان ولندن لحل سوري… قبل الانتخابات الأميركية
أعلنت موسكو عقد اجتماع لوزيري الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف ودول إقليمية في لوزان بعد غد السبت، لبحث الأزمة السورية قبل أن ينتقل كيري إلى لندن للمشاركة في مؤتمر لوزراء خارجية «النواة الصلبة» في «أصدقاء سورية»، في ما يمكن اعتباره فرصة أخيرة أمام كيري للحض على حل للأزمة السورية قبل الانتخابات الأميركية الشهر المقبل، في وقت تقود السعودية وقطر مبادرة دولية حول حلب.
وواصلت طائرات لم يعرف إن كانت روسية أو سورية، غاراتها على الأحياء الشرقية في مدينة حلب بالتزامن مع بدء حملة عنيفة من القصف على شرق دمشق ومع بدء تنفيذ اتفاق جديد لإجلاء مقاتلين معارضين وعائلاتهم من ضواحي دمشق إلى إدلب.
وبحث وزير الخارجية السعودي عادل الجبير خلال استقباله في الرياض أمس المبعوث الخاص لرئيس روسيا الاتحادية للتسوية السورية، ألكسندر لافرينتييف والوفد المرافق له، مستجدات الأوضاع على الساحة السورية، إضافة إلى التحركات الدولية القائمة في هذا الجانب، وفق وكالة الأنباء السعودية الرسمية.
وأعلن الكرملين أن بوتين بحث ونظيره الفرنسي فرانسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، في اتصال هاتفي الأزمة السورية و «أهمية تنسيق جهود المجتمع الدولي في مكافحة خطر الإرهاب، بما في ذلك في إطار حل الأزمة السورية»، وأن بوتين أمل في أن يكون اجتماع لوزان «مثمراً»، ذلك بعدما أعلنت الخارجية الروسية في بيان أمس، أن لقاء سيعقد السبت في لوزان بين كيري ولافروف ووزراء من دول أساسية عدة في المنطقة «لدرس إمكان اتخاذ إجراءات تتيح تسوية النزاع السوري». ونقل موقع «روسيا اليوم» عن لافروف قوله، إن مشاركة الدول الإقليمية في المفاوضات «أمر مهم للغاية والحديث يدور عن إيران والسعودية وتركيا وربما قطر»، لكن لم يتم تأكيد مشاركة إيران. وأشارت الخارجية الروسية إلى أن لافروف بحث مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف هاتفياً «تفعيل الجهود الدولية لكسر الجمود بشأن سورية، وأن الجانبين أكدا تمسكهما بحل سياسي سلمي حصراً على أساس التوافق المشترك بين المكونات العرقية والطائفية والسياسية كافة في البلاد».
وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية جون كيربي، إن كيري سيشارك في اجتماع لوزان ثم ينتقل إلى لندن لمناقشة «مقاربة متعددة الأطراف لحل النزاع في سورية، بما في ذلك وقف مستمر لأعمال العنف واستئناف توزيع المساعدات الإنسانية».
في نيويورك، عبرت أكثر من ٦٠ دولة في مبادرة قادتها السعودية وقطر، عن «الغضب» حيال تصاعد الانتهاكات الجسيمة ضد المدنيين في حلب، وطالبت المجتمع الدولي بـ «تحمل مسؤولياته واستخدام الوسائل المناسبة لحماية السكان في سورية من الانتهاكات الواسعة النطاق، وإنقاذ المدنيين من تزايد وحشية الحرب والعنف».
وأشارت إلى ما كان أعلنه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، بأن «من يستخدمون الأسلحة الأكثر تدميراً يعلمون تماماً ما يفعلون، وأنهم يرتكبون جرائم حرب». ودعت الرسالة «كل أطراف النزاع إلى احترام التزاماتهم الدولية ووقف الهجمات على المدنيين» مشددة على ضرورة إجراء المحاسبة على هذه الجرائم.
ووقّعت الرسالة أكثر من ٦٠ دولة، بينها الولايات المتحدة ومعظم دول أوروبا الشرقية والغربية، ودول أفريقية وآسيوية وأميركية لاتينية وتركيا، ووقّعها من الدول العربية كل من البحرين والأردن والكويت والمغرب وعمان وقطر والسعودية وتونس والإمارات العربية المتحدة واليمن.
ميدانياً، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، بـ «مقتل سبعة مدنيين على الأقل نتيجة قصف مدفعي لقوات النظام السوري وغارات على حي الفردوس» شرق مدينة حلب. ويأتي القصف لليوم الثاني على التوالي على حي الفردوس غداة استهداف طائرات روسية عدداً من أحياء شرق حلب التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة في قصف كان الأعنف منذ نحو أسبوع، وفق «المرصد» ومراسل لـ «فرانس برس» في المدينة. وقال «المرصد» أمس، إنه «وثّق مقتل 564 مدنياً بينهم 116 طفلاً و42 مواطنة، بينما أصيب مئات آخرون بجروح، منذ الساعات الأولى لانهيار الهدنة الروسية- الأميركية، عند السابعة من مساء 19 الشهر الماضي».
وأفاد «المرصد» بأنه «ارتفع إلى أكثر من 22 عدد الغارات التي نفذتها الطائرات الحربية على مناطق في غوطة دمشق الشرقية»، لافتاً إلى أنه «لا تزال الإجراءات مستمرة في منطقتي قدسيا والهامة بين الفصائل المتواجدة في المنطقتين الواقعتين في ضواحي العاصمة دمشق، وبين قوات النظام لبدء نقل نحو 150 مقاتلاً مع المئات من أفراد عوائلهم، على متن حافلات إلى محافظة إدلب».
الحياة