حواس خليل : في كردستان سوريا هناك خط يعمل لأجل المشروع القومي الكوردي وآخر يعمل لمشروع غير واضح

12

1- كيف ترى الوضع السياسي في كوردستان سوريا في هذه الايام؟

في بداية الثورة استبشرنا خيرا بالثورة السورية لان المجتمع الكردي كان اكثر استعدادا لخوض هذه الثورة لوجود الاحزاب وبعض من الحياة السياسية مقارنة مع المناطق السورية الاخرى التي تعرضت لاجتثاث شبه كامل للحياة السياسية لصالح البعث الحاكم.

ولكن الآثار السلبية للثورة في المناطق الكردية بدأت تظهر عندما بدأ الارهاب يستهدفنا بشكل خاص وتتعرض مناطقنا لهجمات شرسة من قبلهم بالإضافة الى الحصار الذي فرض على المناطق الكردية من متطرفين اسلاميين مبطنين بالتعصب القومي ضد الكرد ، وما ترتب على ذلك من تدهور الوضع المعيشي والامني في المجتمع الكردي المحاصر في مناطقه التي اصبحت اكثرا امانا للنازحين مقارنة مع السكان الكرد بسبب حرية الحركة التي يتمتعون بها.

وما جعل الحياة السياسية والاجتماعية في المناطق الكردية اكثر تعقيدا هو استئثار طرف كردي متمثل بحزب الاتحاد الديمقراطي بالحياة السياسية ومعيشة المواطنين ، باسلوب عسكري بحت بعيد عن سلوك المجتمع الكردي ، بممارساته الفردية  تجاه التنظيمات السياسية الاخرى، من اعتقالات ونفي ، مما دفع الكثير من السكان الكرد الى الهجرة من مناطقهم وخاصة جيل الشباب الذي رفض الانصياع لأحكامهم ، مما شكل خطرا حقيقيا على التركيب الديموغرافي للمناطق الكردية وانقاص نسبة الكرد

ولكن الاطراف السياسية الاخرى والمتمثلة بالمجلس الوطني الكردي قاومت هذه الممارسات بمختلف صنوف النضال السلمي حرصا منها على السلم الاهلي في المناطق الكردية ، والمجتمع الكردي بات يدرك خطورة وعواقب تلك الممارسات الاقصائية ، وانا ارى ان الشارع الكردي صار اكثرا تجاوبا مع المجلس الوطني الكردي لتلبية تطلعاته لاسيما ان المجتمع الدولي بات يدرك الفرق بين من يحكم بقوة السلاح  ومن يحمل تطلعات الشارع في الحرية والاستقرار والكرامة.

 

2 – قبل فترة اعتقلت مع احد الاصدقاء  من قبل حزب ب ي د، و يوجد الكثير من المعتقلين، برأيك ما سبب هذه الخطوة من قبل ال ب ي د؟

في البداية اسمح لي بان اقدم بجزيل شكري وامتناني لجميع الاخوة الذين تضامنوا معنا من القوى الدولية والكردستانية والوطنية وطالب بالإفراج عنا لدى ادارة ال ب ي د ونحن بدورنا نطالب بالإفراج الفوري عن جميع المعتقلين السياسيين لديهم ونؤكد بان هذه الممارسات لا تخدم مصلحة الشعب الكردي

كما اشرت سابقاً ، هذا التنظيم يسعى الى اغتيال الحياة السياسية في المناطق الكردية ونحن كحركة سياسية اذا وقفنا مكتوفي الايدي امام تلك الممارسات القمعية ، فهذا سيولد تراجعا في الروح المعنوية لدى القاعدة الجماهيرية المناهضة لممارساتهم الترهيبية ، وهذا يفرض على جميع السياسيين مواجهة مسؤولة والتصدي لتلك الضغوط ، والالتحام اكثر مع الارض والجماهير، وكان اعتقالي كما هو اعتقال الكثير من كوادر وقيادات المجلس الوطني الكردي ، هو لإرسال رسائل مفادها اننا متحكمون بالمنطقة  لاشك ان كل هذه الممارسات تنعكس سلبا عليهم محليا واقليميا ودوليا ، لانهم يظهرون يوما بعد اخر انهم لا يمثلون تطلعات الشعب الكردي

 

3 – كيف ترون الخط الثالث في كوردستان سوريا وهو يقدم الآن مبادرات للمصالحة مع ال ب ي د؟ هل هذا الخط موجود فعلا؟

اسم الخط الثالث الذي يتبناه جزء من الحركة الكردية في سورية ، بات يمثل شريحة ممن يسايرون الممارسات القمعية التي يمارسها ال ب ي د ضد شعبنا ، لدرجة انهم يتغاضون عن الكثير من ممارساته التي لا تصب في صالح الكرد ، وتهدد الوجود الكردي على ارضه ، ولا بل في الكثير من الاحيان يصفقون لهم ويجملون اخطاءهم وممارساتهم القمعية ، لا يوجد في الشارع الكردي لا خط اول ولا ثاني ولا ثالث ، المجتمع الكردي نستطيع فقط فرزه من ناحية واحدة ، وهو خط يسعى الى تحقيق الاهداف والتطلعات المشروعة للشعب الكردي في الحرية ونيل حقوقه القومية في مجتمع ديمقراطي ، وخط اخر ضبابي الاهداف يستعمل الاساليب المشروعة وغير المشروعة لفرض اجندات طرف محدد دون الاكتراث بمصير ومستقبل الكرد في سوريا.

بالنسبة لمبادرات السلم الداخلي ، لسنا نحن المعنيين بها ، لأننا لم نهدد يوما السلم الداخلي على العكس من ذلك اننا في الكثير من الحالات نتهم بالمرونة الزائدة من الشارع الكردي لما نتحلى به من ضبط النفس والحرص على مصير شعبنا ، ورغم ذلك وقعنا ثلاثة اتفاقيات مع ب ي د  بجميع تسمياتها ونحن دائما نبدي استعدادا لتفعيل هذه الاتفاقيات  بهدف تلبية طموحات شعبنا و احلال الاستقرار وازالة فتيل التوتر من مناطقنا ، التي باتت الحياة فيها تفقد الحميمية بين الارض والانسان.

 

4 – ماهي  شروطكم للمصالحة مع هكذا حزب ان تصالحتم لمرة اخرى؟

نحن لا نمثل مجتمعين او شريحتين مختلفتين حتى نتخاصم أو نتصالح ، نحن نمثل توجهات سياسية يدعي كل منها تمثيله لأهداف نفس الفئة من المجتمع السوري ، نحن بحاجة الى طاولة مستديرة يجلس حولها كل من يعمل لمصلحة هذا الشعب الذي عانى الامرين من قبل الانظمة الغاصبة لوطنه ، ونقف على مكامن الخلل في اداء كل الاطراف ونتفق على الصيغة المثلى التي تضمن خروج شعبنا من محنته ، ولكن كبادرة حسن نية يجب اطلاق سراح السجناء السياسيين وايقاف الممارسات القمعية ، وبعدها تكون الابواب مشرعة امام تفعيل اتفاقية دهوك وتنفيذ كافة بنودها نصا وروحا

 

5 – الوضع الكوردي داخل الائتلاف، نود ان نعرف بشكل تفصيلي ما هو وضع الكورد؟

الائتلاف هو الجسم السياسي الاكبر والاكثر تمثيلا للمعارضة السورية ، وبما انه جسم كبير وتآلفت فيه قوى وتنظيمات وشخصيات سورية بعد عقود من غياب الحياة السياسية في سوريا ، فبطبيعة الحال سوف يعاني هذا الجسم الكبير من نوع من عدم التجانس بين مكوناته ، وبالتالي التأثير سلبا على اداءه السياسي وتأثيره في الشارع السوري .

وبالنسبة للكتلة الكردية في الائتلاف لا اخفي عليك اننا كنا نعاني من نوع من عدم التقبل من الكثير من القوى المنضوية تحت قبة الائتلاف ، ولكننا اصبحنا نتلمس نتائج المراحل الماضية واصبحت معظم مكونات الائتلاف تتقبل التطلعات المشروعة للشعب الكردي ، رغم تجاوزات بعض الكتل ، ولكن برأيي ان قوة الكتلة الكوردية وتاثيرها على القرار مرتبط بوجودها في الداخل وفي الساحة الاقليمية والدولية

 

6 – بعض الاحيان تتعالى بعض الاصوات العنصرية داخل الائتلاف كيف تواجهونهم ؟

ان أي صوت عنصري يعتبر نشاذا في الجوقة السياسية ولا يمثل الثورة السورية الساعية لتامين المساواة بين مكونات الشعب السوري ولا يستطيع ذلك الصوت ان يلقى صداه حتى بين من كانوا يصفقون له بالأمس ولكن مازال امامنا طريق طويل حتى في حياة لا نسمع فيها تلك الاصوات

 

7 – يقال انكم لستم بالمستوى المطلوب داخل هيئات الائتلاف ما حقيقة الامر؟

هذه الادعاءات ليست دقيقة لان هناك قوانين ونسب تحكم تمثيلنا في هيئات الائتلاف وهي لا تخضع لمزاجيات اطراف معينة

 

8 –  هل صحيح انكم لا تدافعون عن المشروع الكوردي داخل الائتلاف وفقط هو حبر على ورق؟

لو لم نكن نمثل المشروع الكوردي في الائتلاف فما معنا وجودنا فيه نحن موجودون كممثلين للشعب الكوردي ونستمد فعاليتنا من الدفاع عنه ان لم ندافع عنه لما استطعنا الاستمرار في هيكلية الائتلاف واستطيع ان اقول ان الكتلة الكوردية تعتبر من الكتل التي لها تأثير واضح في الائتلاف لما تمثله في الشارع الكوردي بخلاف بعض الكتل الاخرى التي لا تمثل سوى شرائح صغيرة

 

9 – ما مشاريعكم الجديدة داخل الائتلاف ؟

نحن كنا ومازلنا نعمل على ان يكون الائتلاف ممثلا حقيقيا وفاعلا في الثورة السورية وبالنسبة لنا ككتلة كوردية في كل لقاءاتنا مع ممثلي الدول ذات التأثير الفعال في الساحة الدولية نسعى الى زيادة عدد المساندين لحقوق الشعب الكوردي واظن ان المراحل المقبلة ستظهر نتائج تلك العلاقات الدبلوماسية بزيادة الدعم للمناطق الكوردية من النواحي الاغاثية والخدمية وزيادة المساندين لقضية شعبنا سياسيا

 

10 – كلمة اخيرة لك؟

اشكركم على اتاحة الفرصة لي ان اوصل صوتي للقراء عبر منبركم اتمنى ان تحمل المتغيرات الدولية وخاصة الادارة الاميريكية الجديدة نتائج ايجابية تنهي محنة الشعب السوري والشعب الكوردي ككل

 

نقلا عن جريدة كردستان

Leave A Reply

Your email address will not be published.