هل يستغني الامريكيين عن مصالحهم في تركيا لأجل PYD ؟

9

ميديا الصالح

كثر القصف التركي في الفترة الأخيرة على المناطق الكوردية وبالتحديد المراكز العسكرية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD , ففي 25 نيسان/ابريل  تعرض جبل قره جوخ “كراتشوك” التابع لمدينة ديريك والذي كان يحوي مقرا للإذاعة والتلفزيون التابع ل PYD ومركزا لتدريب المتطوعين العسكريين لهجوم بالطائرات التركية ما أسفر عن وقوع 20 قتيلا و ثمانية عشر جريحا بحسب ما صرح به ريدور خليل الناطق باسم قوات الحماية الشعبية كما تعرض ريف سري كانية وتل ابيض وعفرين و عامودا إلى عدة قذائف من قبل القوات التركية وقد صرحت الاخيرة بعد قصف كراتشوك مباشرة أنها اعلمت أمريكا قبلاً بغاراتها رغم دعم القوات الاميريكية لقوات الحماية الشعبية “YPG” في محاربة داعش في سوريا عسكريا ولوجستيا

وكان قد صرح مسؤول في ال PYD  باسم شرفان كوباني يوم الجمعة 28نيسان/ابريل  لوكالة رويترز “ان قوات أمريكية ستبدأ في مراقبة الوضع على الحدود التركية السورية ولكن المراقبة لم تبدأ بعد وسترفع القوات تقاريرها إلى قادة عسكريين أمريكيين كبار”

المجلس الوطني الكوردي والذي هو على خلاف سياسي دائم مع حزب الاتحاد الديمقراطي استنكر القصف التركي و طالب في بيان له في 27نيسان انه “على حزب العمال الكردستاني الكف عن توفير الذرائع لتركيا و غيرها من الانظمة المناهضة لتطلعات الشعب الكردي كما حصل في الهجمات التركية الاخيرة على اكثر من موقع في كردستان العراق و سوريا”

وقد نشر نشطاء ووسائل اعلامية صورا لدبابات مرفوعة عليها العلم الامريكي وسيارات تابعة لل PYD  قادمة من كوباني باتجاه الشرق. فهل نستطيع القول ان الكورد على ابواب مرحلة جديدة بعد القصف التركي على مناطقهم وقد بدأ يلوح في الافق تدخل أمريكي مباشر في كردستان سوريا

السياسي منال حسكو بين لنا وجهة نظره حول هذه التدخلات قائلا “مما لاشك فيه ان هذا القصف كان بعلم مسبق من حكام المنطقة الحاليين اميركا وروسيا لأننا نعلم جيدا ان المنطقة مراقبة من هذه الدول ولا تستطيع أيُ دولةٍ كانت ان تُحلق بطيرانها في الاجواء دون اذنٍ مُسبق بالموافقة على ذلك” ولهذا يجد حسكو ان القضية الكوردية مُقبلة على تغييرات و تحالفات جديدة ولكي يصبح الكورد جزءاً من المصالح الدولية و اللعبة السياسية لابد من وحدة الصف و الاتفاق حول مصير القضية الكوردية ” إنني اجد في اتفاقيات هولير 1 و هولير 2 و دهوك 1 أفضل صيغة للتوافق الكوردي” .

و أشار حسكو انه على ال PYD فك الارتباط مع حزب العمال الكردستاني المُصنف إلى هذه اللحظة كمنظمة ارهابية و “بالتالي فان تخلي ال PYD عن فكرة الحزب الواحد و العقلية الشمولية هو البديل للحل الاسلم في الوضع الراهن و لذلك لا بديل من جبهة كوردية شاملة تضم كافة الاتجاهات السياسية الكوردية” .

اما السؤال الذي يطرحه نفسه دوما هل تستغني أمريكا عن مصالحها في تركيا والتي هي عضو في التحالف الدولي “الناتو” – والتي تؤكد على الدوام انها ستحارب ال PKK أينما وجدت –  لأجل PYD  ؟ عن هذا السؤال اجابنا حسكو “لا نستطيع تجاهل ان السياسة تُبنى على المصالح و مصلحة امريكا هي من اولوياتها في علاقاتها مع الدول و لكن فكرة التخلي عن الدور التركي في الوقت القريب فلا اعتقد ذلك بسبب أن تركيا هي ثاني أكبر قوة في حلف الناتو و اقوى جيش في الشرق الاوسط و دورها المحوري في العلاقات العربية الاسرائيلية و العلاقات العربية الايرانية ودول آسيا الوسطى كل هذا يجعلها اللاعب الاساسي الذي لا يمكن للولايات المتحدة الامريكية التخلي عنها”.

أما بخصوص محاربة PKK من قبل الاتراك فلا يعتقد حسكو ان تركيا جادة في ذلك لان سياسات ال PKK تخدم المصالح التركية في الوقوف ضد المشروع القومي و الدولة القومية الكوردية بحسب رأيه , و هذه الاطروحات في بُعدها تتقاطع مع المصالح التركية الزمنية في اعتراضها قيام الدولة القومية الكوردية و المشروع الكوردي القومي الذي عمل و يعمل و لازال يعمل من اجله البرزاني.

 

 

 

 

Leave A Reply

Your email address will not be published.