كاظم خليفة : منطقة شرق الفرات حيوية بالنسبة للأمريكان.. والتمسك بالحزبوية وتخوين الآخرين لا يخدم سوى أعداء الكرد
بريطانيا وفرنسا موجودتان بقوة عسكرية محدودة ضمن قوات التحالف ضد داعش، وستعملان من أجل أن يكون لهما دور في الخارطة السياسية القادمة والتي تتجسد الآن بمناطق النفوذ ومستقبل العملية السياسية فيما بعد.
الرئيس الأمريكي لا يفكر إلا بعقلية التاجر، والتصريحات التي أدلى بها حول الانسحاب في وقت قريب من سوريا لم تكن إلا بهلوانية تاجر كان سيتراجع عنها بعد حصوله على ما يريد من أموال من السعودية وغيرها.
منطقة شرق الفرات حيوية بالنسبة للأمريكان، ولا يمكن أن يخرجوا منها إلا بعد الاتفاق على إيجاد نظام سياسي يضمن مصالحهم الاستراتيجية في المنطقة.
تركيا تسعى لكسب الدعم الروسي الإيراني لتنفيذ مشروعها في التحكم بمنطقة شمال سوريا، ومنع تشكيل أية إدارة كردية فيها، وهذا الشكل من التفاهم بين الروس والاتراك يصب في مصلحة النظام السوري.
الوضع يستدعي رص الصف أكثر من أي وقت مضى، والتمسك بالحزبوية وتخوين الآخرين لا يخدم سوى أعداء الكرد، فما جرى في عفرين وبعد احتلالها من قبل أردوغان ومرتزقته والتواطىء الدولي معه لا يعطي أي مجال للعمل الحقيقي سوى مراجعة جادة للسياسات الخاطئة، وترتيب البيت الكردي.
جاءَ ذلك في حوارٍ مع القيادي في حركة الإصلاح الكردي” كاظم خليفة” حول زيارة الوفد البريطاني الأخيرة لشمال سوريا، وتصريحات الرئيس الأميركي بسحب قواته من سوريا، واللقاء الثلاثي الذي عقد بين تركيا وروسيا وإيران، ومقتضيات المرحلة بعد احتلال عفرين بالنسبة إلى السياسة الكردية.
كيف تقرؤون زيارة الوفد البريطاني الأخيرة إلى مناطق شمال سوريا؟
أعتقد أن زيارة وفد من حزب العمال البريطاني إلى شمال سوريا تأتي في سياق السياسة الأمريكية التي تسعى لإشراك الاتحاد الأوروبي معها لمواجهة التحديات القادمة في المنطقة، وأن أمريكا لا ترغب في مواجهة منفردة مع القوى المتواجدة على الساحة السورية ومنها تركيا بشكل خاص، وهي تجهد في فك الارتباط الروسي التركي الذي يشكل خطراً على مصالحها، وبريطانيا وفرنسا موجودتان بقوة عسكرية محدودة ضمن قوات التحالف ضد داعش، وستعملان من أجل أن يكون لهما دور في الخارطة السياسية القادمة والتي تتجسد الآن بمناطق النفوذ ومستقبل العملية السياسية فيما بعد.
كيف تقيّمون تصريحات الرئيس الأميركي بشأن انسحاب قواته من سوريا وطلبه من السعودية بتحمل نفقات الوجود العسكري الأميركي في البلاد؟
أعتقد أن الرئيس الأمريكي لا يفكر إلا بعقلية التاجر، والتصريحات التي أدلى بها حول الانسحاب في وقت قريب من سوريا لم تكن إلا بهلوانية تاجر كان سيتراجع عنها بعد حصوله على ما يريد من أموال من السعودية وغيرها، فمنطقة شرق الفرات حيوية بالنسبة للأمريكان، ولا يمكن أن يخرجوا منها إلا بعد الاتفاق على إيجاد نظام سياسي يضمن مصالحهم الاستراتيجية في المنطقة.
أشار البعض إلى أن اللقاء الثلاثي بين تركيا وروسيا وإيران اكتنفه الغموض، ولم يقتصر اللقاء على الاتفاق على المنظومة النووية بينهم.. برأيكم ما هي الصفقة الجديدة التي يسعون للاتفاق عليها؟
الاجتماع الثلاثي لكل من بوتين وروحاني وأردوغان لم يكن من أجل البحث عن حل للوضع السوري بقدر ما كان من أجل كيفية إدارة الوضع السوري بمستجداته، فلم يتواجد أي طرف سوري سواء من المعارضة أو النظام معهم، ولا يعلم أي من الطرفين ما تم الاتفاق عليه، ما أعلن عنه من توافق حول وحدة الأراضي السورية وإنهاء الاقتتال وعودة المهجرين وغيرها ليست سوى صورة شكلية للإعلام فقط، وكذلك الإعلان عن صفقة صواريخ اس 400، والمنظومة النووية يدخل في هذا السياق، والضغوطات على الأمريكان وحلفائهم في المنطقة، بالتأكيد أن روسيا وتركيا وإيران يلعبون دوراً مهماً في الساحة السورية وهي الراعية لإيجاد مناطق خفض التصعيد، لكن مصالحها مختلفة، فروسيا تسعى لاكتساب تركيا إلى جانبها وهي دولة في حلف الناتو ولها اجنداتها ودورها في الملف السوري، وكذلك إيران ذات القوى المتواجدة على الأرض السورية منذ بداية الأحداث، وذلك لتشكيل محور قوي في مواجهة النفوذ الأمريكي، وتركيا تسعى لكسب الدعم الروسي الإيراني لتنفيذ مشروعها في التحكم بمنطقة شمال سوريا، ومنع تشكيل أية إدارة كردية فيها، وهذا الشكل من التفاهم بين الروس والاتراك يصب في مصلحة النظام السوري والتي تتقاطع مع المصلحة الإيرانية، وأعتقد أن الموقف الأمريكي الأخير بإبقاء قواتهم في سوريا لفترة زمنية أخرى وتدخل كل من بريطانية وفرنسا بشكل أقوى سيزيد من تعقيدات الحل وانسداد افاقه بالنسبة للسوريين، وستستمر الأوضاع المأساوية إلى سنوات أخرى.
ما موقفكم من احتجاز عضو هيئة رئاسة المجلس الوطني الكردي والمنسق العام لحركة الإصلاح الأستاذ “فيصل يوسف” وهل لكم التطرق إلى خلفية أسباب احتجازه؟
ما قامت به سلطة حزب الاتحاد الديمقراطي باعتقال الأستاذ فيصل يوسف المنسق العام لحركة الإصلاح الكردي، وعضو هيئة رئاسة المجلس الوطني الكردي، لا يخدم سوى أعداء القضية الكردية في سعيهم لتشرذم قوتهم وابعادهم عن العملية السياسية واستحقاقاتها، والأستاذ فيصل يوسف معروف بتاريخه النضالي وفكره الداعي إلى إصلاح الحركة السياسية الكردية ووحدة الصف، ولا أعتقد أن هناك أي دواعي حقيقية لاعتقاله سوى أنه يعبر عن رأي سياسي لا يتوافق مع سياسة حزب الاتحاد الديمقراطي الذي لا يقبل الا التفرد في اتخاذ القرارات المصيرية بحق الشعب الكردي.
على ما يبدو أن موازين القوى والتحالفات تغيرت وأخذت منحاً أخر خاصة بعد السيطرة على عفرين.. ألم يحن الوقت لأن تتغير الرؤية السياسية الكردية أيضاً؟
إن الوضع يستدعي رص الصف أكثر من أي وقت مضى، والتمسك بالحزبوية وتخوين الآخرين لا يخدم سوى أعداء الكرد، فما جرى في عفرين وبعد احتلالها من قبل أردوغان ومرتزقته والتواطىء الدولي معه لا يعطي أي مجال للعمل الحقيقي سوى مراجعة جادة للسياسات الخاطئة، وترتيب البيت الكردي والكف عن تقديم التضحيات من أجل مصالح الآخرين.
آدار بريس