في الذكرى الاربعين لرحيل قائد الامة الكردية ورمز نضالها .. الملا مصطفى البارزاني
في الأول من اذار من كل عام يستعيد ابناء الشعب الكردي في كل مكان ومعهم كل الكردستانيين ذكرى رحيل قائد الامة الكردية ورمز نضالها في سبيل الحرية والانعتاق الخالد الملا مصطفى بارزاني, ان احياء هذا اليوم ومنذ رحيله في الاول من اذار عام 1979 هو وفاء لما قدمه هذا المناضل الكبير لكردستان وابنائها , وتكريس لنهجه في نكران الذات والتضحية في سبيل حرية الشعب وترسيخ قيم الوفاء والتسامح والاخلاص والصدق الذي جسده في مدرسته النضالية مدرسة الكردايتي , طيلة حياته الذاخرة منذ نعومة اظفاره وهو في كنف العائلة البارزانية القديرة في المجتمع الكردستاني ، وهو في الصف الامامي لقوات البيشمركة خلال ثورات برزان في الثلاثينات والاربعينات من القرن المنصرم دفاعاً عن شعبه المضطهد والمحروم من ابسط حقوقه القومية, واشتراكه في تأسيس جمهورية مهاباد الكردية في كردستان ايران ,ودفاعه البطولي عنها الى جانب القاضي الشهيد (محمد) الذي إاتمنه على راية كردستان ووجد فيه خير من يرفعها عالياً على ذرى جبال كردستان, واصبحت مسيرته الشهيرة مع مايقارب ستمائة من رفاق دربه من البيشمركة من مهاباد الى روسيا في ربيع عام 1947 اجتاز خلالها حدود ثلاث دول في اكثر المناطق وعورة وفي مواجهة جيوشها المدججة بالسلاح اسطورة من البسالة والتكتيك العسكري, واستطاع ان يعبر نهر اراس بخسائر لا تذكر الى الجانب السوفيتي وهو يحمل قضية شعبه ومعاناته والظلم التاريخي الذي يتعرض له إلى العالم, ليعود عام 1958 إلى ارض كردستان ويقود اعظم ثورة في تاريخ كردستان الحديث ثورة ايلول المجيدة من عام 1961 إلى عام 1970 هذه الثورة التي تعد بيومياتها وملاحم بطولات بيشمركتها في اجواء ماكان يعصف بالمنطقة والعراق حينها مدرسة نضالية ثرية, فقد استطاع القائد الخالد بحكمته وحنكته السياسية وشخصيته القيادية الفذة ان يجمع مختلف ابناء كردستان بشرائحهم وطبقاتهم الاجتماعية ومكوناتهم القومية والدينة والمذهبية من خانقين جنوباً إلى زاخو شمالاً تحت راية الثورة في اخوة حقيقية, يتقاسمون الهموم والامال كما جعل من كردستان ملاذا لكل المناضلين بمختلف انتمائاتهم السياسية المعارضة والذين قارعوا الانظمة الدكتاتورية في بغداد من اشتراكيين وقوميين ودينيين يجمعهم هدف واحد هو اسقاط الدكتاتورية وبناء عراق ديمقراطي, ويسجل التاريخ للبارزاني الخالد وقوات البيشمركة اساطير البطولة والتضحية في مواجهة الالة العسكرية لتلك الحكومات ودحرها في اكثر من جبل وواد, ورغم همجية القوات الحكومية وقصفها للقرى والقصبات الكردية بالاسلحة المحرمة دولياً واستهدافهم للمدنيين لكسر ارادة الثوار الا ان الثورة وبتوجيه من القائد الخالد لم تنجر إلى أي عمل يتسم بالارهاب بل اصبح معاملتهم للمدنيين والجنود الذين يقعون بايدي الثوار من الجيش العراقي مثالاً للتسامح وتكريساً للإخوة العربية الكردية التي اكدها الحزب الديمقراطي الكردستاني في قيادته للثورة وجسدها بشعاره التاريخي (الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي الحقيقي لكردستان ) وانتهج البرزاني الخالد الحوار لتحقيق السلام كلما سنحت الفرصة لذلك رغم قناعته بعدم جدية هذه الحكومات الشوفينية .
ان اكبر انجاز حققته ثورة ايلول المجيدة بقيادة الخالد هو ارغامها لحكومة بغداد على التوقيع على اتفاقية اذار التاريخية في الحادي عشر من اذار عام 1970 والتي اقرت بالحكم الذاتي لكردستان العراق ورغم ان هذه الاتفاقية قد اجهضت وتنصل منها نظام بغداد الفاشي وبتآمر مع نظام شاه ايران المقبور عام 1975 الا انها اصبحت اللبنة الاساس بما يتمتع به ابناء كردستان العراق اليوم من حرية وديمقراطية تترسخ يوم بعد يوم في اقليم فدرالي بقيادة الرئيس مسعود بارزاني الذي نهل من ينبوع البرزانية واصبح المثال الذي يقتدى به في الوفاء لنهج البرزاني الخالد .
ان المجلس الوطني الكردي وهو يحيي الذكرى الاربعين لرحيل مصطفى البارزاني قائد الامة الكردية ورمزها فأنه بذلك يؤكد على وفائه للقائد الخالد ولمدرسته النضالية ولدماء الشهداء الذين ابقوا على جذوة النضال متقدة حتى تحقيق اهداف شعبنا في الحرية والديمقراطية
28/2/2019
المجلس الوطني الكردي في سوريا