تدهور قطاع التعليم في المناطق الكردية ..الكورد يتجهون نحو مجتمع فاشل

4

1

 

 

 

 

 

إعداد ميديا الصالح

موسكو الصغرى ..باريس الصغرى هذا ما كان يسمى به مناطق كردستان سوريا فمن اولويات الكورد في سوريا كان التعليم لكن مع بدء الثورة السورية تراجع هذا القطاع بشكل ملحوظ وبات عدم الاهتمام بالتعليم وترك مقاعد الدراسة وحمل السلاح  او الزواج المبكر منتشرا بين صفوف الطلبة

تغييرات كبيرة طرأت على القطاع التعليمي بعد الثورة كعدم اهتمام الطلبة بالدراسة ما هي اسباب تلك التغييرات؟ هذا ما سألناه لشفان ابراهيم ماجستير في الفلسفة “اعتقد أن التغيرات بدأت قبل الثورة, لكن الاحداث أجلت الغمامة عن كل شيء, فعدم وجود رادع لتصرفات الطلبة, وخاصة الغياب, واقتصاره على الفصل المؤقت أو الدائم وهو ما يساهم كثيرا في أنتشار الفوضى في المدارس , وغياب الاهتمام الاسري وعدم المتابعة هي من الأمور الظاهرة لسبب التغيرات الحاصلة في قطاع التربية. لكن الأمور الدفينة أكثر فالبنية التحتية للمدارس في كوردستان سوريا شبه معدومة, اقتحام موضة الدورات في المعاهد الخاصة ساهمت في البداية في تمييع أهمية المدارس, الحالة المادية المزرية لأغلب المدرسين دفعهم إلى البحث عن أي مصادر دخل بديلة ولو على حساب جزء كبير من الواجب الملقى على عاتقهم في المدارس, فأصبحت الدورات مصدر رزق لأغلب المدرّسين.

 

أعتقد أيضاً من بين النقاط المخفية والمساهمة في ترهل العملية التربوية هو انخفاض أسعار الدورات مقارنة بباقي المحافظات في سوريا مما يدفع بالمدرس إلى قضاء جل وقته في البحث عن الدورات وعن طلبة الدورات, دون نسيان الفوضى العارمة التي تشهدها القاعات في امتحانات الشهادة الاعدادية أو الثانوية بفروعها, وهو ما يساهم بشكل خفي في خلق حالة اطمئنان وراحة نفسية لدى الطالب بعدم ضرورة بذل التعب والجهد للحصول على الشهادة, كما أن أنتشار الجامعات الخاصة  والتعليم المفتوح بهذه الطريقة واليات التسجيل والعلامات هي أيضاً خلقت لدى الطالب اطمئنان داخلي بحصوله على مقعد جامعي بغض النظر عن نوعيته أو مكانه, والمشكلة الأكبر هو في التعليم الموازي, الذي في حقيقته هو بيع حق الطالب له لقاء مبلغ من المال, أما في الثورة فإن تفتح ذهنية الطالب على قنوات الاعلام ومشاهدته للعنف والعنف السلطوي خلق لدى الطالب نوع من الاندفاع نحو المعصية ومخالفة الحالة السائدة بغض النظر عن صواب أو خطأ تصرفه. فتحولت  جدران الصفوف إلى لوحات أشبه بحملات دعائية أو عدائية لهذا الطرف أو ذاك, وأصبحت العبارات الأكثر عرضة للخطر والاعتقال والتعذيب في الأمس, إلى جزء لا يتجزأ من ثقافة جيل اليوم, هي الأخرى خلقت نوع من الفوضى ضمن المدارس, فالصفوف وجدرانها يجب أن تكون مشجعة ومبعثة على التعليم والحض على التربية والتأهيل. ولا يمكن أغفال جانب عدم التزام الطالب بالهندام المدرسي, فتوحيد الزي المدرسي كان يساهم في خلق نوع من الانضباط والتقيد ضمن المدرسة, لكن أنتشار الزي المدني والكيفي الغى أي نوع من التقييد المطلوب, المشكلة الأخرى كانت في نوعية المناهج الثانوية المفروضة من وزارة التربية وعدم خلق أي نوع من التأهيل أو التدريب المناسب لها للمدرسين”.

وفيما يخص بتواصل المدارس مع الاهالي  أشار ابراهيم “ادارة كل مدرسة تقوم بكل ما يمليه عليها ضميرها, أستطيع القول لكم وعن تجربتي في مدرستي عربستان وتشرين, إن الكادر الإداري والمعني بهذه الناحية لا تدخر أي جهد في سبيل ذلك, لكن المشكلة هي من طرف الأهالي أيضاً, لا اهتمام لا متابعة تساعد الطالب في الاستمرار في الكذب واتهام المدرسة بالتقصير, وتصديق الأهل لأبنائهم هي من أخطر المشاكل التي تواجه الاسرة والمدرسة

في اخر سنتين من الثورة بات واضحا ترك الطلبة لمقاعد الدراسة وحمل السلاح او الزواج ولهذا نتائج على مستقبلهم وعلى المجتمع لاحقا عن ذلك قال شفان ابراهيم “لنتخيل طالب في المرحلة الثانوية لا يتجاوز عمره ال15/18 سنة يكون متزوج أو يحمل السلاح, أي مراحل نضوج يمر بها هذا الطالب, وعن أي مستقبل سيتحدث, والأمية والجهل العنوان الأبرز لمستقبله.

لا أفهم لماذا يتوجه شاب في بداية عمره إلى حمل السلاح وهو يستطيع أن يحمل أخطر سلاح, سلاح العلم والقلم لاحقاً, هي ايضاَ تدخل ضمن حالة التغرير أو يتأثر بما يحصل حوله, وتأثير وسائل الاعلام على نفسيته وحالته الغريزية للتوجه نحو الزواج, وإن كانت نسبة الطلبة في هذا العمر المقبلين على الزواج قليلاُ. هؤلاء سيفقدون أي فرصة للانخراط في الحياة المدنية والسياسية, وسيبقون طوال حياتهم إما مرهونون للبندقية أو الركون في زوايا منازلهم بعيدون عن أي حالة اجتماعية وفكرية سوية. ومن الطبيعي حين يكون الفرد منهار ومفتقد لأبسط شروط وظروف التأقلم والتطوير الذاتي ان يكون العامل الموضوعي والحالة المجتمعية غائبة ومنهارة, فعن أي مجتمع نتحدث وهو يرمي بنواة مستقبله إلى محارق القتال والبندقية”.

وفيما يخص الحلول التي من شأنها الحؤول دون تجهيل المجتمع أوضح ابراهيم أن اليوم أغلب الطلبة سواء اللذين حصلوا على مقاعد جامعية, أو شهادة التعليم الثانوي, يفتقدون لأي أمل أو أي بارقة أمل لمستقبلهم  فالجامعي أنقطع عن تحصيله الجامعي لأسباب مختلفة, ومن حصل على الشهادة انقطعت به السبل, لذا بات من المهم العمل على تأمين مقاعد جامعية لهم في أي دولة كانت, وعدم الاكتفاء بالاعتماد على جامعات أقليم كوردستان, القبول الجامعي هناك صعب في هذه الظروف التي يمر بها الإقليم اضافة إلى أن جامعات الإقليم تعج بكورد  أقليم كوردستان العراق والعراقيين النازحين واهالي شنكال وباقي الاجزاء, وأنا أجزم أن من يرمي بمشكلة طلبة كوردستان سوريا على كاهل جامعات الاقليم, انما يتهرب من مسؤولياته ولا يهتم بمصير مئات الالاف من الطلبة الكورد, اضافة الى ضرورة الشروع في الندوات والدورات والورش التوعية بضرورة التزام الطالب بالأهداف السلوكية للمنهاج والدرس وأهمية المدرسة في حياته, لكن كل هذا لن يتم ما لم يُستثنى طلبة المدارس الثانوية وطلبة الجامعات من التجنيد, وأبعاد المدارس عن فكر وممارسة السلاح والأدلجة.

Leave A Reply

Your email address will not be published.