فيصل يوسف : الاستفتاء لا يعني الانفصال وقيادة الإقليم تمتلك ما يكفي من الخبرة والحنكة لتجنب أي صراعات غير مبررة

2

– بات معروفاً للكل بأن قيادة إقليم كُردستان العراق لم تتخذ القرار بإجراء الاستفتاء إلّا بعد دراسته من كل الجوانب، وأعلمت الحكومة المركزية، وأعلنت بأنها ستتحاور معها وصولاً لما هو خير للعراق والشعب الكُردي تجنباً لصراعات تناحرية.

 

– الاستفتاء لا يعني الانفصال بل إشراك الشعب الكُردي في إقرار مصيره بأسلوب ديمقراطي حول خياراته المستقبلية.

 

– القوى والجهات التي لا تريد الاستفتاء وتتخذ مواقف عدائية فهي مرتبطة بأيديولوجيتها الدكتاتورية والفاشية.

 

– العامل الحاسم والمؤثر على الاستفتاء هو وحدة الموقف والقرار الكُردي، وممارسة الشعب الكُردي لحقه الانتخابي، الذي يستحقه بجدارة، لأنّ التضحيات الجسيمة التي قدمها لا بد أن تؤتي ثمارها.

 

– قيادة الإقليم تمتلك ما يكفي من الخبرة والحنكة لتجنب أي صراعات غير مبررة، وهي تعتمد الديبلوماسية لحل المشاكل وفي بناء علاقات جيدة مع دول العالم.

 

– تم تحديد يوم /25/ من أيلول 2017 موعداً لإجراء الاستفتاء على استقلال كُردستان، حذّرت ألمانيا على لسان وزير خارجيتها إقليم كُردستان من إجراءات أحادية الجانب للاستقلال مع أنها داعمة للإقليم.. هل هذا يعني علم ألمانيا بأنّ كافة القوى العظمى في المنطقة هي ضد فكرة الاستفتاء؟

 

لا بد من التمييز بين موقف يحذّر من نتائج الاستفتاء على استقلال إقليم كُردستان بغية تدارك الآثار السلبية الناتجة عن ذلك، وآخر ينبع من عدم قدرته على رؤية وقبول ما يقرّه الشعب الكُردي بأسلوب ديمقراطي لا عنفي، ويندرج الموقف الألماني ومثله مواقف دولية عديدة في سياق الحرص على العمل للحد من تداعيات غير مرغوبة، سواءاً في العراق أو الدول المحيطة، وقد بات معروفاً للكل بأن قيادة إقليم كُردستان العراق لم تتخذ القرار بإجراء الاستفتاء إلّا بعد دراسته من كل الجوانب، وأعلمت الحكومة المركزية، وأعلنت بأنها ستتحاور معها وصولاً لما هو خير للعراق والشعب الكُردي تجنباً لصراعات تناحرية، قد تؤثر على العلاقات المستقبلية بين الكُرد وباقي الشعوب العراقية، مع العلم أن إجراء الاستفتاء لا يعني الانفصال بل إشراك الشعب الكُردي في إقرار مصيره بأسلوب ديمقراطي حول خياراته المستقبلية، ولا سيما في ظل الأوضاع الراهنة بالعراق ومنطقة الشرق الأوسط، وهو حق يكفله للشعوب شريعة الأمم المتحدة.

 

أمّا القوى والجهات التي لا تريد الاستفتاء وتتخذ مواقف عدائية فهي مرتبطة بأيديولوجيتها الدكتاتورية والفاشية، التي ترى في أي توجه نحو حق الشعوب بتقرير مصيرها بنفسها تهديد لثقافتها وانظمتها القائمة على إقصاء وإلغاء الآخرين، وقد تسببت سياساتهم في سفك الدماء وتخلف الدول وتفريخ التطرّف على مستوى العالم، وهذا لا ينسجم مع روح العصر ومواثيق حقوق الإنسان والشعوب.

 

– هل يمكن أن تؤثر هكذا تصاريح على عملية الاستفتاء المزمع إجرائها في 25 أيلول من عام 2017؟

 

لا أعتقد بأنّ المواقف الدولية التي تبدي الحرص وتدفع للعمل نحو الحد من النتائج الغير مرغوبة على الاستفتاء ستؤثر بشكل سلبي، بل ستغني وتنمي الحوارات والمناقشات حول حق الشعب الكُردي الذي يحق له ما يحق لباقي شعوب المنطقة والعالم، ولابد من إزالة الغبن اللاحق به نتيجة الاتفاقيات والمصالح الدولية بالقرن الماضي، وهو يلجأ في كل ذلك للخيار الديمُقراطي سبيلاً لتحقيق أهدافه، ولاشك بأنّ العامل الحاسم والمؤثر على الاستفتاء هو وحدة الموقف والقرار الكُردي، وممارسة الشعب الكُردي لحقه الانتخابي، الذي يستحقه بجدارة، لأنّ التضحيات الجسيمة التي قدمها لا بد أن تؤتي ثمارها.

 

– هل يمكن أن تؤدي عملية الاستفتاء إلى صراعات جديدة في المنطقة؟

 

إقليم كُردستان العراق كيان فيدرالي منذ أكثر من ربع قرن، وأثبت خلال كل هذه الفترة حرصه على حسن الجوار واحترام خصوصيات الشعب الكُردي في الدول المحيطة (تركيا – ايران – سوريا)، ويقيم علاقات حسن الجوار مع هذه الدول، وقيادة الإقليم تمتلك ما يكفي من الخبرة والحنكة لتجنب أي صراعات غير مبررة، وهي تعتمد الديبلوماسية لحل المشاكل وفي بناء علاقات جيدة مع دول العالم، يبقى دور القوى المؤيدة لحقوق الشعوب والأفراد القيام بواجبها بإسناد الخيار الديمقراطي للشعب الكُردي بكُردستان العراق والموقف الكُردي بشكل عام.

 

آدار بريس

Leave A Reply

Your email address will not be published.