ليس لأن حواس عكيد ينتمي إلى الحركة( حركة الإصلاح الكردي – سوريا ) التي انتمي إليها ، أو ممثلاً للمجلس الوطني الكردي الذي ندعمه ، بل لأنه بات ممثلاً لشعب بأكمله في لجنة صياغة الدستور الجديد للبلاد – سوريا ، من هنا يحتم علينا الواجب أن نقف داعمين له ولزملائه الكرد في هذه اللجنة ، ونكون لهم السند في تقديم المشورة والنصح كلٌّ حسب اختصاصه بدل كيل التهم والتلفيقات والتقليل من شأنهم .
كما وقفنا سابقاً ضد حملة التشهير والتخوين التي طالت أول وفد كردي مُثّلَ في جنيف ( الأستاذ عبدالحميد درويش ، الأستاذ إبراهيم برو ، الدكتور عبدالحكيم بشار …..) نقف اليوم مجدداً ضد هذا التشويه المتعمد من قبل أناس لم يكترثوا يوماً بالقضية الكردية وحقوق الشعب الكردي ومعاناته في سوريا و تحولوا فجأة بحكم المرحلة إلى مناضلين وأبطال وهميين ومنظريين عمالقة خبراء في القانون الدولي والعلاقات الدبلوماسية والدساتير العالمية والفقه الدنيوي والسماوي على صفحات الفيس بوك .
نقول لك هؤلاء :
إن لم تكن سياسياً ومدركاً بأدق تفاصيل القضية الكردية وحقوق ومعاناة شعبك التي ناضلت من أجله لسنوات وفي اصعب الظروف ، حيث سُجنت ، وعُذبت ، ولُحقت ، ونُفيت، وهُجّرت ، وحّرمت ، وفُصلت من وظيفتك وعملك ، وجُردت من حقوقك المدنية ، واختبرك المناسبات القومية وساحات المدن الكردية وأنت تنادي بحرية شعبك وحقوقه ، وتحملتَ الضغوطات والتهديدات لأجهزة الأمن السوري بحق عائلتك ، وبحق والديك ، وزوجتك واولادك ، وعرضت حياتك ومستقبلك لخطر لمجرد أنك تحمل منشور كردي أو تحضر اجتماع حزبي أو ندوة تخص قضيتك أو اعتصام أمام المحاكم العسكرية دفاعاً عن معتقليك الكرد …… إن لم تكن كل ذلك سوف لم ولن تستطيع أن تدافع عن عدالة قضيتك وهموم شعبك ليس فقط في المحافل الدولية بل حتى في مقهى يحضره الجايجيوون على قولة أهل العراق حتى ولو كنت تحمل شهادات عليا في القانون والدساتير العالمية .
لكل هؤلاء نقول :
لن يبدأ المشرّع السوري بخط الكلمات والجمل مالم يتم التوصل لتوافق حول جميع المسائل والقضايا سياسياً ، والمعركة ستكون سياسية دبلوماسية أكثر ما تكون قانونية ، و لن يكون هذا الدستور وسقف المطالب ولأي جهة نظام ومعارضة ، عرب وكرد وتركمان ومسيحيين ….. إلخ بعيدة عن التفاهمات والتوافقات الإقليمية والدولية ، و لن يكون لأي طرف كل ما يريد ، أو يسمح أن يهمش مطالب لأي جهة ارضاءً لأخرى .
صياغة هذا الدستور سيكون وفق أسس ومبادئ ومخرجات تم تبنيها سابقاً من قبل المعارضة والنظام والأمم المتحدة ولن يكون بمزاج وعقلية أي طرف أو تلبية لرغبات وحلم وطموحات أي جهة .
حواس عكيد شابٌ كردي حمل هموم شعبه وقضيته في الوقت الذي كان كثيرون يتهربون أو يخجلون من كلمة ” انت كردي ” ، صقلت الأزمة السورية وقبلها تطوعه في خدمة شعبه من خلال انخراطه المبكر في العمل الحزبي والسياسي شخصيته كثيراً لأن يكون مدافعاً شرساً وعنيداً عن حقوق شعبه الكردي ومستقبله في العيش بحرية وكرامة ومساواة جنباً الى جنب مع بقية مكونات الشعوب السورية …
لم يكن هناك محفل دولي خاص بالأزمة السورية إلا وحضر حواس عكيد أغلبها ، ولم يترك مؤتمراً أو ورشة عمل سياسية – دبلوماسية – قانونية – تفاوضية – دستورية ألا وإن كان مشارك في معظمها ، لم يتحاشى مسؤولاً غربياً – أوروبياً – عربياً إلا وعرض معاناة ومأساة شعبه وبحث قضيته معهم …