في ذكرى ثورة أيلول

4

افتتاحية العدد 30 من نشرة “نداء الاصلاح”

تفاءل الشعب الكردي في العراق بثورة 14تموز/1958 والذين كانوا جزءاً منها بهدف حماية حقوق كافة الشعب العراقي  بقيادة الراحل عبدالكريم قاسم ولكن جرت الأمور ليس كما تمناها الكورد و ذهبت باتجاه آخر بسبب تخليه عن الكثير من المسائل الدستورية التي تضمن حقوق الشعب الكردي والسياسات الشوفينية التي انتهجتها السلطات القمعية و الاستبدادية و التي صادرت الحقوق القومية المشروعة للشعب الكوردي و كذلك بسبب السياسات الفردية التي اتبعها عبدالكريم قاسم وأنّ هذه المواقف و المسائل قد عجلت في اندلاع ثورة أيلول عام 1961 بقيادة الراحل البارزاني الأب والتي بقيت في وجدان الشعب الكردي و التي استمرت حتى 1975 حيث حققت خلال تلك المرحلة انجازات قومية هامة على الصعيدين السياسي والعسكري وكانت لقوات البيشمركة الأبطال وتضحياتهم دورا اساسيا بالتصدي لقوى النظام العراقي العسكرية ومنعها من القضاء على الثورة الكردية  كما واجهت نظام البعث حتى استطاعت ان تنهكه في منتصف السبعينات لذلك لجأ الى اتفاقية الجزائر بعد ان قدم تنازلات عديدة لايران وقوى دولية اخرى من اجل حصار الثورة واغلاق الحدود في وجه الثوار والشعب الكردي وعلى الرغم من النكسة التي حصلت حينها بسبب ذلك لكنها ما لبثت ان اعادت تنظيم نفسها  ثانية والإصرار على انتزاع الحقوق القومية للشعب الكردي…

عندما نستذكر ثورة أيلول بقيادة الخالد بارزاني الاب فإن ما تحقق للكرد راهنا هي من نتائجها التي قاد اقليم كردستان العراق الى الديمقراطية و النظام الفيدرالي ووجود حكومة و برلمان منتخب و نظام رئاسي حيث وضع الشعب الكوردي ثقته بالرئيس و الزعيم مسعود بارزاني الذي أكّد على حق تقرير مصير الشعب الكردي وتوافق مع القوى الكردستانية الاخرى على اجراء الاستفتاء  بتاريخ 25ايلول / 2017 ليؤكد بأن ما صنعه الأوائل يجب ان يستثمر لذلك كان التفاف جماهير الشعب الكردي في كل مكان حول هذه الخطوة التي تكالبت عليه الكثير من الاطراف المحلية و الاقليمية لإجهاضها دون ان يتراجع عن المطالبة بهذا الحق المشروع في تقرير المصير

ومهما كانت النتائج فإن ما نشاهده و نراه الآن في الواقع الكردي و التعاطف الشعبي من الكرد و العالم الا نتيجة من نتائج ثورة أيلول التي كانت درساً في النضال من اجل احقاق الحقوق المشروعة للشعب الكردي وفق مبادئ حقوق الشعوب  كما بقيت تراثاً غنياً للحركة التحررية الكردية وللكرد جميعاً و التي حققت الاعتراف الرسمي للحكومة العراقية بمنح الحكم الذاتي لكوردستان  العراق كما يجب أن تكون عبرة لكل الأنظمة الغاصبة لكوردستان من هذه الثورة المستمرة بقيمها النضالية و تضحيات البيشمركة حتى الآن في سبيل حقوق الشعب الكوردي الذي لن يهدأ الا بحق تقرير مصيره

Leave A Reply

Your email address will not be published.