رسالة نوروز

4

في الحادي و العشرين من آذار من كل عام يحتفل الشعب الكردي في كل مكان بعيد نوروز – اليوم الجديد – رأس السنة الكردية كـ “بداية” لمسيرة التحرر و الانعتاق من القهر و العبودية المتجسدة في شخصية ( أزدهاك ) على يد الثائر الكردي ( كاوى ) الحداد الذي اشعل النيران فوق قمم الجبال و المرتفعات إيذاناً ببزوغ فجر جديد.
و في هذا الوقت الذي يتنامى الاهتمام الدولي بقضايا الشعوب و القوميات تعتبر القضية الكردية أحد أكبر القضايا العادلة مما يستوجب توفير اسباب الاستقرار و البحث عن حلول جذرية لإنهاء الظلم و العسف و الجور بحقه في هذا العالم الزاخر بالقوميات و الأعراق المختلفة.
ففي إيران: لم يتغير تفكير النظام الإيراني باتجاه التعامل مع قضية الشعب الكردي هناك. فلا يزال الوجود الكردي غير معترف به دستوريا، و التنكر التام لحقوقه المشروعة، و الاعدامات اليومية للشباب الكرد و القمع والملاحقة بسبب نضالاتهم من أجل الاعتراف بحقوقهم. حيث تخوض الحركة التحررية الكردية هناك نضالاً مريراً من أجل ذلك .
و في العراق: بالرغم من تحقيق برلمان كردستان و حكومة للاقليم بفضل نضال شعبنا و حركته التحررية هناك لعقود من الزمن و تعرضهم لأبشع صنوف الإبادة الجماعية و الانفال السيئة الصيت، و محاولة القوى العنصرية و الشوفينية ممارسة الضغط على الإقليم سياسيا و عسكريا و اقتصاديا لمنع الاستقرار فيه خاصة بعد اجراء الاستفتاء إلا ان مواقف السيد الرئيس مسعود البارزاني المتسمة بالحكمة و المسؤولية موضع تقدير و احترام من لدن كل كردي، و كذلك من العديد من الدول و الهيئات الدولية و نؤيد روح التعاون بين الاحزاب الكردستانية المشاركة في البرلمان و الحكومة في الدفع باتجاه توحيد الموقف من تشكيل الحكومة، و كذلك ملفي كركوك و العلاقة مع الحكومة المركزية.
و في تركيا: في الوقت الذي تتجاهل فيه الدولة التركية الوجود التاريخي الأصيل لشعبنا الكردي الذي يبلغ تعداده نحو 30 مليون نسمة وحقوقه القومية المشروعة، و تتذرع تركيا بسياسات PKKو ممارساتها ليدفع شعبنا الكردي ضريبة تلك السياسات دون ان تتصدى لوجود شعب، يتخذ النضال السلمي الديمقراطي لتحقيق حقوقه و ايجاد حل عادل لقضيته القومية، مما يستوجب على فصائل الحركة التحررية الكردية توحيد صفوفها والتعاون فيما بينها.
في سوريا: يؤدي المجلس الوطني الكردي دورا هاما و مؤثرا في التعبير عن الموقف الكردي من خلال الثورة السورية و عن إرادته السياسية منسجما مع طموحات شعبنا و نضالاته و تضحياته الجسام، و يشارك الأخوة في المكونات الأخرى في نضالهم و التركيز على قيم العيش المشترك و تعزيز اواصر الأخوة التاريخية بضرورة الاقرار بوجود شعبنا الكردي في سوريا و استحقاقات هذا الوجود وطنيا و قوميا، اضافة إلى إلتزامنا منذ بداية الثورة السورية بالنضال السلمي و الديمقراطي إلى جانب المعارضة الوطنية السورية، و مشاركته في السعي الى الحل السياسي و بإشراف دولي و أممي لإنهاء القتل و التدمير و التهجير و انهاء الاستبداد، و الانتقال إلى دولة اتحادية ديمقراطية برلمانية تعددية لكل السوريين.
الآن و في غمرة احتفالات شعبنا بعيده القومي نوروز في كل مكان تستدعي المستجدات السياسية في سوريا و المنطقة التوقف عليها مليا، خاصة بعد انحسار دور الميليشيات المسلحة و البدء بزرع الاستقرار في المنطقة سواء من مقترح المنطقة الآمنة أو دور كل من أميريكا وروسيا و الدول الاقليمية المؤثرة على الساحة السورية.
يسعى المجلس الوطني الكردي من خلال الجهود السياسية و الدبلوماسية و الجماهيرية ومن خلال رؤيته بان الادارة التي شكلها PYD و من طرف واحد لم تساهم في الاستقرار و خلقت توترا بين المكونات، و قمعت الحياة السياسية، و خلقت ذرائع لدى الدولة التركية إلى التدخل، و ما وضع عفرين و معاناة أهلها خير مثال على ذلك. مما يتوجب على كافة ابناء المنطقة الكردية و شرق الفرات من كرد و عرب و سريان و كلدان..و غيرهم إلى إدارة مشتركة بإشراف و رعاية دولية لطمأنة كافة المكونات و دول الجوار و تمنع عودة الاستبداد و تكافح الارهاب، و تشكيل قوة حماية للمنطقة و سكانها و تحقيق الاستقرار و عودة المهجرين، و تطويرها بما ينسجم مع الحل السياسي في البلاد برعاية الامم المتحدة ، اضافة إلى الدعوة من أجل حل القضية الكردية في سوريا على أساس الاعتراف الدستوري بواقع وجود الشعب الكردي وحل قضيته باعتبارها قضية وطنية سورية، و إلغاء جميع السياسات و المشاريع المطبقة بحقه، و معالجة آثارها وتداعياتها.
تبقى نوروز رمزا للإخاء و السلام و المحبة و لتعزيز الديمقراطية و احترام الانسان و اعلاء شأنه و منطلقا لغد أفضل، لذا نهيب بابناء شعبنا الكردي في سوريا و في مواقع تواجده الاحتفال بعيد نوروز بشكل حضاري يليق بقيمه في المحبة و التسامح و الإخاء .
و نتقدم بالتهاني و التبريكات لأبناء شعبنا في كل مكان بقدوم عيد نوروز
و نحيي بإجلال أرواح شهداء شعبنا و شهداء الحرية في كل مكان
١٨ / ٣ / ٢٠١٩
الأمانة العامة للمجلس الوطني الكردي في سوريا

Leave A Reply

Your email address will not be published.