تلازم الشفافية والاصلاح

11

كاظم خليفة/ خاص – نشرة نداء الاصلاح

الشفافية لغة تعني الشيء الشفاف الذي لا يحجب ما وراءه. وتعني الوضوح بعكس التعتيم والسرية. وقد لا تختلف معناها في الاصطلاح ايضا فهي تمثل الصدق كقيمة في حياتنا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية… وتعتبر من ارقى المبادىء التي يجب أن يتحلى بها الانسان وخاصة في مثل هذه الاوضاع التي يعيشها العالم بشكل عام و منطقتنا بشكل خاص حيث تتوارى الحقائق ويسيطر الفساد على كل مناح الحياة فقد ابتلت شعوب المنطقة بانظمة استبدادية شمولية احتكرت السياسة والاقتصاد والثقافة في خدمة مصالحها وفتحت الباب على مصراعيه للفساد في مؤسسات الدولة واجهزتها التي اعتمدت على سياسة الترهيب وكم الافواه حتى يفتقد الفرد الثقة بنفسه وفاعليته ويرضخ لظاهرة الفساد المتفشية في كل مجالات الحياة.

ولمواجهة هذا الواقع لابد من الالتزام بمبدأ الشفافية كقيمة اخلاقية لكشف المفسدين والمختلسخين ومحاسبتهم. وكأداة تساهم في الاستنهاض بالافراد والشعوب لممارسة حقهم في الوجود وفاعليتهم في صنع القرارات كونهم المعنيين بها.  لذلك تكون العلاقة بين الشفافية والاصلاح علاقة تكاملية متلازمة ومن هنا يستوجب على دعاة الاصلاح تبني الشفافية في منهجيتهم وبالاعتماد على الاعلام الحر الصادق لتبيان مكامن الفساد وفضحه وايجاد الحلول المناسبة للقضاء عليه فالاعلام والمنتديات الفكرية والسياسية والثقافية يؤدون دورا مهما في مكافحة هذه الآفة من خلال تفاعل الافراد والقوى السياسية والاجتماعية والثقافية في حوارات ديمقراطية ستفضي بالنتيجة الاولى الى اعتبار الفساد بكل اشكاله سببا رئيسيا فيما يعانيه ابناء الشعب من حالة سوء تنخر الوجدان والعقل الانساني .

ولعل من ابرز الاهداف التى يمكن تحقيقها من خلال الشفافية هو نشر القيم الفاضلة في المجتمع والتي تدعو الى محاربة الفساد وتنمية ثقافة المجتمع في مجال الاصلاح ونشر المبادئ والقيم الداعية الى ايجاد مجتمع خال من المفسدين ومناهضة سوء استعمال السلطة.

ويكاد المجتمع الكردي ان يكون اكثر احتياجا الى الشفافية من غيره فحالة الاضطهاد التي لازال يعاني منها الشعب الكردي ونضاله من اجل تحقيق حقوقه القومية والتي لا تنفك ان تكون حقوقا انسانية في المقام الاول والحالة التي تعيشها الحركة السياسية الكردية باعتبارها طليعة جماهيرية يفرض عليها تبني مبدأ الشفافية والوضوح حتى تكسب ثقة الجماهير وتؤكد على التزامها بالقيم الكبرى والاهداف التي تنشدها بصورة عملية لان حجم القضية الكردية والتاريخ النضالي المشرف للشعب الكردي الذي عانى من كل اشكال الظلم تفرضان الايثار والاخلاص والابتعاد عن الفساد والانانية.

فالفساد هو عدو للتنمية والديمقراطية واحد اهم اسباب الفوضى و الانحراف ولذلك ساهمت المنظمات الدولية في محاربة الفساد ونشر ثقافة الشفافية ولعل الشعار الذي تبنته منظمة الشفافية الدولية(الاتحاد العالمي ضد الفساد ) يعبر عن مدى خطورة الفساد على المجتمع الانساني .لذلك لابد من الاعتماد على الشفافية كقيمة صدق في معالجة هذا المرض الذي يكاد ان ان يفتك بالمجتمعات والتنظيمات والدول.

Leave A Reply

Your email address will not be published.