كيري يسأل بوتين عن دور الأسد في «التحوّل السياسي»

3

يجري وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي وصل إلى موسكو أمس، محادثات مع الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره الروسي سيرغي لافروف، تسعى إلى «الوصول إلى صلب الموضوع» في خصوص الأزمة السورية. وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية إن كيري يريد أن «يسمع أين وصل تفكير بوتين في شأن التحوّل السياسي في سورية». لكنه قلل من توقعات بأن تُحدث الاجتماعات أثراً فورياً في محادثات جنيف، قائلاً: «لا أتطلع لعناوين كبيرة بهذا الخصوص».

وأضاف المسؤول في تصريحات إلى الصحافيين: «من الواضح أن ما نتطلع إليه وما كنا نتطلع إليه هو كيف يمكن أن نحوّل سورية بعيداً عن قيادة الأسد»، في تكرار للموقف الأميركي المنادي بضرورة رحيل الرئيس السوري في إطار حل. وأوضح أن الروس «أجروا بعض الاتصالات مع الأسد في الأسابيع القليلة الماضية ومن الواضح إذا كان وقف العمليات القتالية سيسفر عن تحوّل حقيقي في سورية فإن ذلك سيتضمن الوصول إلى صلب الموضوع في ما يتعلق بالشكل الذي سيكون عليه هذا التحول».

في المقابل، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أمس إن من المتوقع أن تكون محادثات جنيف طويلة وصعبة ومن السابق لأوانه الحديث عن نفاد صبر أي جانب في المفاوضات.

وكان لافتاً أمس إقرار قائد القوات الروسية في سورية ألكسندر دفورنيكوف، للمرة الأولى، بتواجد قوات خاصة روسية في سورية قال إن نشاطها يتركز على القيام بمهمات استطلاع تمهيداً لشن الغارات، إضافة إلى «مهمات أخرى» لم يعلن طبيعتها. كما لفت إلى أن مستشارين عسكريين روساً «شاركوا في شكل فعال في إعداد الجيش السوري للأعمال القتالية، وبفضلهم تمكن الجيش من شن عمليات عسكرية ضد الإرهابيين على 15 جبهة في وقت واحد»، مضيفاً أن العسكريين الروس درّبوا أيضاً قوات كردية في سورية.

وجاء كلام القائد الروسي في وقت أعلنت الحكومة السورية أن جيشها بات على مشارف مدينة تدمر الأثرية في ريف حمص الشرقي. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدر أمني سوري: «بات الجيش يبعد 800 متر عن مدينة تدمر من الجهة الجنوبية الغربية بعدما تمكن من طرد تنظيم داعش من منطقة المثلث والسيطرة عليها، وستبدأ بعد ذلك معركة تحرير المدينة». ومنطقة المثلث عبارة عن «نقطة التقاء عدد من الطرق المؤدية من تدمر إلى حمص (شرق) ودمشق (جنوب شرق)». وأوضح المصدر أن الجيش نجح بسيطرته على المثلث في قطع إحدى طرق إمداد «داعش» من المناطق الجنوبية الغربية إلى المدينة «ولم يتبق له سوى الطريق من الجانب الشرقي نحو محافظة دير الزور» في شرق البلاد الواقعة تحت سيطرته.

وتزامناً مع تلك التطورات الميدانية، يواصل المشاركون في جنيف اجتماعاتهم في اختتام جولة المفاوضات الراهنة برعاية الأمم المتحدة.

والتقى الموفد الدولي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا بعد ظهر أمس عدداً من أعضاء وفد الهيئة العليا للمفاوضات، الذين غادروا من دون الإدلاء بأي تصريح. وأفاد المكتب الإعلامي للهيئة بأن اجتماعاً رسمياً للوفد مع دي ميستورا مقرر اليوم. وشملت لقاءات دي ميستورا الأربعاء وفداً من المعارضة القريبة من موسكو (مثل قدري جميل ورندة قسيس) وممثلين من مؤتمر القاهرة (جهاد مقدسي) بالإضافة إلى وفد من معارضة الداخل المقبولة من النظام. واستهل دي ميستورا اجتماعاته اليوم بلقاء مع الوفد الحكومي السوري برئاسة بشار الجعفري الذي قال إنه تسلم من دي ميستورا «ورقة لدرسها وتحديد موقفنا منها بعد عودتنا إلى دمشق»، مضيفاً أن «الإجابة عليها ستكون في بداية الجولة المقبلة

الحياة

Leave A Reply

Your email address will not be published.