عضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني حواس عكيد لولاتي: المواقف العدائية ضد الكورد نابعة من ثقافة ممسوخة

6

بخصوص المواقف العدائية من بعض الشخصيات السورية المحسوبة على المعارضة او النظام ضد الشعب الكوردي في سوريا قال حواس خليل عكيد عضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني السوري:” أعتقد بأن التصريحات والآراء التي يبديها هذا المثقف أو ذاك هي نتيجة سطحية تفكيره وضحالة اطلاعه أو دوافع شوفينية نابعة من ثقافة ممسوخة، أي تلك الثقافة الاقصائية والتذويبية التي استقى منها طوال حكم البعث، فصحيح أن اغلبهم يدعون محاربة النظام إلا أن المنهل الذي تشربوا منه ونشأوا في ظله هو البعث نفسه، وكل ما يصدر عنهم هو ربما مما يستبطونه وما تم ترسيخه في اللاشعور لديهم، اما بالنسبة للسياسيين أو من يحسبون انفسهم من قادة الرأي والفكر، من المعيب حقاً أن يطلقوا أحكاماً لا يطلقها إلا الجهال من الناس، وواحدهم ربما لا يرغب بقراءة التاريخ ومن هم الشعوب الاصلية في المنطقة، وإن قرأوا شيئاً فهو الذي تلقفوه من مناهج حزب البعث العنصري، لأنهم ربما يخشون من الحقيقة التي ستزعجهم إذا ما عرفوا من خلال ما كتبه المستشرقون أو من خلال الأثار التاريخية الماثلة للعيان ، من هم السكان الاصليين في هذه المنطقة.

وقال عكيد ” أولاً لو هؤلاء الذين ذكرتهم تشربوا أو آمنوا فعلاً بما جاء في ديباجة الاعلان العالمي لحقوق الانسان لما ارتكبوا تلك الحماقات النعتية، ولو واحدهم يمتلك شيء من حس الاخاء الانساني لما تجرأ وتفوه بهذه الكلمات التي تدل على مدى الانحطاط القيمي والثقافي لديهم، فالقرباط شعب من شعوب هذه المعمورة ومن المعيب الاساءة الى أية ملة أو الحط من شأنها فلو كانت هذه الجماعة تحترم ما جاء في النص المقدس من القرآن الكريم لما نزلت الى هذا المستوى حين يقول رب العالمين بعد بسم الله:” يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ”.

وأضاف” عموماً هذا يدل على مدى قصور النظر لدى هذه الفئة لكونهم لا يقرأون التاريخ ، و”من يجهل قدر نفسه فهو بقدر غيره اجهل”، لقد اثرت العقود الطويلة من الحكم الشمولي على المزاج العام وصاروا يفكرون بعقلية المستبد كنتيجة لطول الرزوخ تحت وطأته، نسي هؤلاء ان الشعب السوري من اعرق الشعوب على الارض فيما يخص التعايش بين المكونات ، وهذا كان الاساس الذي ارتكزت عليه قوتهم حين استطاعوا ان يحرروا الشرق من الصليبيين الذين كانوا يمثلون اتحاد اقوى دول العالم في ذلك العهد، بقيادة صلاح الدين الايوبي ، الذي تتنكر كتب البعث لكرديته ، والكورد كانو يشكلون العماد الذي يقوم عليه جيشه في ذلك الوقت “..

وأشار الى ان “هذا الخطاب العدائي كان خافتا في فترات سابقة، ولكن في الاونة الاخيرة حين بدأ الاعلام بشكل عام يتحدث عن حقوق الكورد في سوريا المستقبل وبدأ مصطلح الفدرالية يطفو على السطح، بدأت بعض الاصوات النشاذ تعلو هنا وهناك ، بدوافع كانت كامنة في تلك النفوس المريضة ، وبما ان كل مرض بحاجة الى علاج ، يجب على الكرد ان يعملوا على جبهتين لمواجهة هذا الخطاب، الجبهة الاولى هي زيادة النشاط على جميع المستويات للتعريف بالقضية الكردية التي يجهلها معظم شعوب الدول التي تتوزع بينها جغرافية كردستان ، وهذا مذكور في نص الوثيقة الموقعة بين المجلس الوطني الكردي والائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، ونحن بصدد انشاء ورشات عمل للقيام بهذه المهمة” .

وتابع “الخط الثاني الذي يجب ان يعمل عليه الكورد هو رص الصفوف والبحث عن القواسم المشتركة للتصدي للمشاريع التي تحاك ضد الكرد بشكل عام ولا تستهدف فصيلا بعينه”.

وبخصوص رفض الفيدرالية قال :”ربما لأن كلمة الفيدرالية لم تُشرح أو تُدرس جيداً، لأن الفيدرالية هي أصلاً حسب تعريفه جمع وليس تفريقا، بينما المفهوم المرسّخ في أذهان الناس أنه تقسيم، وهذا ما يجعل المصطلح كالبعبع الذي يهدد مصائرهم، كما أنه من الخطأ أيضاً أن يتم طرح هذا المصطلح أو المفهوم من طرف واحد، لأنه من المفروض أن تقوم كل الكتل والمكونات السياسية بالبلد في ايجاد صيغة تناسب الجميع وتضمن حقوق مختلف المذاهب والاثنيات في البلد، ووضع دستور جديد واختيار نظام سياسي بديل عن السابق، والذي يناسب الناس والمجتمع السوري ككل على اختلاف مشاربه، ويتم ذلك بالتشاور والاتفاق بين مختلف الأطراف على الصيغة المناسبة للحكم، وليس أن يُتخذ أحد التنظيمات هكذا قرار من طرف واحد دون مشاورة الآخرين”.

وفي نهاية حديثه قال حواس خليل عكيد عضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني :”معروف بأننا نمر بمرحلة خطيرة وحساسة جداً وكما لا تخلو الساحة من الاصدقاء فهنالك من يكنون العداء للكرد لأسباب لا أعرف ان كانت سياسية ام عرقية، وعلينا أن لا ننجر الى المرتع الذي يريده النظام ومن هم على شاكلته من ذوي الميول الشوفينية، كما ان الشعب الكردي لا يزول بجرة قلم من هذا النموذج العنصري أو ذاك، إنما الاحتكام سيكون في المستقبل الى صندوق الاقتراع وكذلك الى الوثائق المتوفرة لدينا والاهم الى الناس أولاً أخيراً”.

شبكة ولاتي

Leave A Reply

Your email address will not be published.