اختتام مفاوضات جنيف بورقة «مبادئ للانتقال السياسي»
انتهت أمس جولة المفاوضات السورية – السورية غير المباشرة في جنيف بإعلان المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا وثيقة «مبادئ الحل السياسي في سورية» تتألف من 12 بنداً بعضها يشدد على «الانتقال السياسي»، وهو أمر كان وفد الحكومة السورية يحاول تفاديه، وتشكيل «جيش مهني وموحد ووطني» بعد دمج فصائل معارضة تقبل بالتسوية في صفوفه. وقال دي ميستورا، مساء أمس، إن أي طرف من أطراف المفاوضات لم يرفض وثيقته، علماً أن الوفد الحكومي قال إنه سيرد عليها في جولة المفاوضات المقبلة المقررة مبدئياً في 9 نيسان (أبريل) المقبل.
وجاء اختتام المفاوضات فيما كان وزير الخارجية الأميركي جون كيري يجري محادثات ماراثونية مع نظيره الروسي سيرغي لافروف ولاحقاً مع الرئيس فلاديمير بوتين في موسكو، وسط توقعات بأن الأول يسعى إلى أجوبة من القيادة الروسية في شأن «المرحلة الانتقالية» ودور الرئيس بشار الأسد فيها. وقال كيري في بداية محادثاته في موسكو إن الولايات المتحدة تتطلع قدماً لتحقيق تقدم في محادثات السلام في جنيف وبدء «العمل الجاد والشاق» الخاص بالانتقال السياسي في سورية. وقال كيري لبوتين: «النهج الجاد الذي تمكنا من التعاون في شأنه كان له تأثير على حياة الناس في سورية وعلى امكانية إحراز تقدم في شأن السلام». وأضاف: «شعب سورية وشعوب المنطقة لمسوا – نتيجة لذلك – إمكانات ما يعنيه الخفض الشديد في العنف وتقديم المساعدة الإنسانية»، بحسب ما أوردت «رويترز» مساء أمس.
وترافق ذلك مع تطور ميداني في سورية تمثّل في نجاح الجيش النظامي باقتحام جزء من مدينة تدمر الأثرية في ريف حمص الشرقي وسط مقاومة عنيفة يبديها تنظيم «داعش» الذي يسيطر على هذه المدينة الاستراتيجية منذ قرابة سنة. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن القوات النظامية «سيطرت على منطقة الفنادق ودخلت إلى أولى المنازل في جنوب غربي المدينة، تحت غطاء جوي مكثف ومستمر» كما نجحت في السيطرة على أجزاء واسعة من منطقة التمثيل في المدينة، في وقت تدور اشتباكات عنيفة في «بساتين تدمر… وعلى مقربة من القلعة الأثرية للمدينة».
وفي جنيف، أعلن دي ميستورا أن جولة المفاوضات المقبلة ستُستأنف بدءاً من التاسع من نيسان (أبريل) المقبل، أي قبل أربعة أيام من موعد الانتخابات التشريعية في دمشق. وقال للصحافيين في ختام الجولة الراهنة من المحادثات السورية: «سنبدأ في الموعد الذي حددناه بأنفسنا والذي لا يمكن أن يتأخر عن التاسع او العاشر من نيسان»، لكنه أضاف أن بإمكان الوفود أن تصل تباعاً كأن يصل بعضها في 14 نيسان. ومعلوم أن وفد النظام كان قد طلب منه إرجاء الجولة الجديدة إلى ما بعد انتهاء الانتخابات التشريعية المقررة في سورية يوم 13 نيسان، وهو أمر لم يوافق عليه المبعوث الدولي الذي رفض، رداً على سؤال، إعطاء موقف من شرعية هذه الانتخابات، قائلاً إنه «على علم» بنية حكومة دمشق إجراءها لكن الانتخابات الوحيدة المخول أن يعطي رأيه فيها هي الانتخابات التي تحدث عنها قرار مجلس الأمن الأخير والتي يفترض أن تجري بعد 18 شهراً من بدء المفاوضات ووفق دستور جديد توافق عليه الحكومة والمعارضة.
وأشار دي ميستورا أيضاً إلى أن وفدي الحكومة والهيئة التفاوضية العليا لم يرفضا وثيقته التي قدمها لهما والمؤلفة من 12 بنداً.
وقالت بسمة قضماني المتحدثة باسم وفد الهيئة العليا للصحافيين الخميس اثر اجتماع مع دي ميستورا «انها لحظة فريدة من نوعها ونأمل ان تغتنمها روسيا للضغط» على نظام دمشق. واعتبرت انه «من دون هذا الضغط على النظام لا آمال كبيرة لدينا بإمكان تحقيق أمر ما»، مضيفة: «في ختام هذين الأسبوعين، نغادر مع انطباع بأننا وضعنا الأسس التي ستمكننا في الجولة المقبلة من خوض نقاشات جوهرية» لم تحصل في الجولة الراهنة.
الحياة