حركة الإصلاح الكردي – سوريا في ذكراها السادسة

5

383456_234416146685603_1503469823_n

الدكتور شفيق ابراهيم

تاريخ الحركة الكردية بدون تبدأ بشكل منظم في 14\7\1957 وهو تاريخ انشاء أول حزب سياسي كردي في سوريا يعمل من أجل استرداد الحقوق القومية للشعب الكردي في سوريا بعد أن تم حرمانه منها بعد الاستقلال عن فرنسا عام 1946.

وخاصة أن الشعب الكردي الذي كان قد شارك بفعالية في الثورات السورية المختلفة والتي كانت جميعها تهدف الى طرد الاستعمار الفرنسي وبناء الدولة السورية الحرة لكافة أبنائها من مختلف المكونات العرقية والدينية ولكن الأخوة العرب وشركاء الكرد الاساس
يين في الوطن السوري تغلب عليهم النزعة العنصرية وحاولوا حرمان المكون الثاني من الشعب الشعب السوري آالا وهم الكرد من كافة حقوقهم القومية ومحاولة صهرهم في بوتقة العروبة، لكن الشعب الكردي قاوم الصهر والتعريب وأنشأ أول تنظيم سياسي له عام 1957 على أيدي عدد من الوطنيين الشرفاء وعلى رأسهم كان المرحوم (أوصمان صبري) ولكن التنظيم هذا بني على أسس العمل من أجل الحقوق القومية  وانتشر بسرعة في كافة المناطق الكردية وانتسب الى صفوفه أبناء كافة الطبقات الاجتماعية وشرائح المجتمع الكردي حاملين معهم كافة التناقضات الاجتماعية وخاصة بين الاقطاعيين الكرد والفلاحين والطبقات الكادحة الاخرى مما عرض ذلك التنظيم الى أول انشقاق عامودي لجسم التنظيم  الأم وتشكل ماسمي حينها بـ(اليسار واليمين الكردي) ولكن الانشقاقات لم تتوقف عند ذلك الحد بل طال تلك التيارين الرئيسيين الى عدد آخر من أحزاب أصغر فأصغر (ولازال الحبل على الجرار كما يقال) وعانت التنظيمات الكردية جميعها بدون استثناء من عدة أمراض اجتماعية وتنظيمية أهمها : التسلط الفردي، عدم العمل بمبادئ الديمقراطية داخل التنظيم، عدم التنازل عن منصب السكرتير وأخيراً محاول الزعماء توريث الزعامة لأبنائهم وسد الطريق أمام الكفاءات لأخذ موقعهم الصحيح في لتقديم خدماتهم بشكل افضل.

وهذه العوامل تسببت في العديد من التمردات ضمن الاحزاب الكردية فمنها مانجحت ومنها ما لم تنجح ، وتم الاغتيال السياسي للكثير من الكفاءات الوطنية والشابة على يد الحرث القديم والزعامات التقليدية لتلك الأحزاب القديمة ، وفي هذا السياق جاء ولادة حركة الإصلاح على يد مجموعة من الوطنيين اللذين عانوا من الاجراءات الظالمة بحقهم في صفوف تيار رئيسي وحزب كبير من أحزاب الحركة السياسية الكردية والذي أخذ في البداية  منحى التوجه لإصلاح الحزب من الداخل، ولكن العقبات كانت كبيرة ومحاربتهم ضمن تنظيمهم كان شرساً لذلك وفي تاريخ 14\4\2010 أعلنوا عن تأسيس (حركة الإصلاح الكردي – سوريا)كالة فكرية وثقافية تنظيمية لنشر فكر الإصلاح والتغيير ضمن الحركة السياسية الكردي وضمن المجتمع الكردي في سوريا، وخلال السنوات الستة الماضية استطاعت هذه الحركة  أثبات نفسها في الساحة السياسية( الكردية والوطنية ) كطرف فاعلومعتدل يوجه السياسة الكردية نحو العقلانية والموضوعية وفتح أبواب الحوار مع كافة مكونات الشعب السوري وشركاء الوطن للتوصل الى تصور مشترك حول كيفية العيش في ظل خيمة وطن جامع يكون لكل مكوناته حقوق متساوية فيه بعيدة عن الهيمنة والتهميش لأي منهم، وحركة الإصلاح الكردي-سوريا اليوم تحتل مكانة مرموقة في صفوف المجلس الوطني الكردي وتشكل سياسته  عامل التقاء بين المجلس وباقي القوى الكردية السورية، وتركت هذه الحركة بصمتها الواضحة على سياسة وعمل المجلس الوطني الكردي من خلال عمل كوادره في مواقع مهمة منه ، وجهود المنسق العام للحركة الأستاذ (فيصل يوسف) واضحة في هذا المجال والذي يعمل بدأب ونشاط للارتقاء بعمل المجلس الوطني الكردي سياسياً وجماهيرياً وعالمياً من خلال عمله الحالي في لجنة العلاقات الخارجية لهذا المجلس اضافة الى عمله النضالي من داخل الوطن وبين رفاقه وجماهيره المكتوية بنار الحرب الداخلية الدائرة في الوطن السوري الجريح.

Leave A Reply

Your email address will not be published.