مجموعة دعم سورية تقبل «الحد الأدنى»… وتؤجل استئناف المفاوضات

5

خرج المؤتمر الوزاري الموسع لـ «المجموعة الدولية لدعم سورية» في فيينا بتوافقات الحد الأدنى بين وزراء 20 دولة ومنظمة دولية وإقليمية من دون أن يستطيع تحديد موعد لجولة المفاوضات السورية المقبلة في جنيف وسط جهود لاستئنافها في بداية حزيران (يونيو)، بعد إعادة تثبيت الهدنة عبر التلويح بمعاقبة من يخرقها وإدخال الإغاثة إلى المناطق المحاصرة عبر دعم اقتراح بريطاني لإقامة جسر جوي وإسقاط المساعدات الإنسانية جوّاً. وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، على هامش المؤتمر، إنه «إذا لم يستجب (الرئيس بشار) الأسد لمطالب الهدنة يتعين التفكير في بدائل». وفي وقت كان الوزراء في فيينا يبحثون في تثبيت الهدنة وتحريك مسار الحل السياسي، قُتل عشرات في معارك بين «الأشقاء» من فصائل إسلامية معارضة في الغوطة الشرقية لدمشق.

 

وجدد الجبير بعد لقائه وزير الخارجية الأميركي جون كيري في ختام المؤتمر الوزاري لـ «المجموعة الدولية» في فيينا أمس، التأكيد أن الأسد «سيترك السلطة بحل سياسي أو بالقوة»، معتبراً أنه «إذا لم يستجب الأسد لمطالب الهدنة يتعيّن التفكير في بدائل». وقال إن السعودية تعتقد أنه كان ينبغي الانتقال إلى خطة بديلة منذ فترة طويلة، مضيفاً أن خيار الانتقال لخطة بديلة وخيار تكثيف الدعم العسكري للمعارضة في أيدي نظام الأسد وإنه إذا لم يستجب إلى اتفاقات المجتمع الدولي، سيتعين حينها درس ما يمكن عمله.

 

وقالت مصادر مطلعة لـ «الحياة» إن كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف اتفقا على مسودة البيان قبل بدء المؤتمر الذي استمر خمس ساعات تضمن جدلاً حاداً بين بعض الوزراء واتهامات من وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو لروسيا وقصفها للمعارضة، إضافة إلى مناقشات حول ضرورة «فك فصائل معارضة ارتباطها بجبهة النصرة».

 

وقرأ كيري البيان الختامي في مؤتمر صحافي مع لافروف والمبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا. وقال: «ابتداء من الأول من حزيران إذا تم منع الأمم المتحدة من نقل المساعدات الإنسانية إلى أي من هذه المناطق المحددة، فإن المجموعة الدولية تدعو برنامج الأغذية العالمي إلى تنفيذ برنامج لإقامة جسر جوي وإسقاط جوي (للمساعدات) فوراً إلى جميع هذه المناطق المحتاجة». وأضاف: «عندما يجد قادة المجموعة أي طرف من أطراف وقف القتال يرتكب سلوكاً متكرراً من عدم الالتزام، فإن مجموعة العمل يمكن أن تحيل مثل هذا السلوك على وزراء المجموعة أو على من يكلفهم الوزراء لتقرير ما يتعين اتخاذه من إجراء مناسب بما في ذلك استثناء مثل هذه الأطراف من ترتيبات وقف (القتال) والحماية التي تكفلها». لكن كيري خفّض من سقف موعد بدء المرحلة الانتقالية في سورية. وقال: «تاريخ آب (اغسطس) ليس تاريخاً حتمياً لكنه تاريخ مستهدف، وجميعنا ندرك أنه إذا حققنا تقدماً كبيراً، وتحركنا، فإننا سنلتزم هذه العملية».

 

في المقابل، قال لافروف: «نحن لا ندعم الأسد، بل ندعم القتال ضد الإرهاب، وعلى الأرض لا نرى أي قوة حقيقية أكثر وأكثر فعالية من الجيش السوري على رغم جميع نقاط ضعفه».

 

وقال دي ميستورا إن القوى الكبرى فشلت في الاتفاق على موعد جديد لمفاوضات جنيف. وأوضح: «القضية لا تزال بانتظار نتيجة ملموسة ما من هذا الاجتماع، لكن لا يمكننا الانتظار طويلاً، نريد أن نحافظ على الزخم». لكن وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرو قال: «يبقى الهدف هو العملية السياسية. نريد من دي ميستورا أن يجمع المفاوضين في أقرب وقت ممكن وحددنا لأنفسنا هدفاً وهو بداية حزيران إن أمكن».

 

ميدانياً، قال «المرصد السوري لحقوق الانسان»: «أوقعت الاشتباكات المستمرة في الغوطة الشرقية بين جيش الإسلام من جهة وتحالف فيلق الرحمن وجيش الفسطاط من جهة ثانية خمسين قتيلاً من الطرفين الثلثاء، بالإضافة إلى مدنيين اثنين»، مؤكداً استمرار «معارك النفوذ» بين الجانبين منذ 28 نيسان (أبريل) الماضي.

 

الحياة

Leave A Reply

Your email address will not be published.