محاضرة بعنوان “المسيحيون بين تبعية الكنيسة وحلم المواطنة” في منتدى الإصلاح والتغيير

13

(المسيحيون … بين تبعية الكنيسة وحلم المواطنة )عنوان المحاضرة التي ألقاها الاستاذ : مروان شكرو
وذلك بمقر منتدى الاصلاح والتغيير في مدينة قامشلو يوم السبت /27/تشرين الثاني /2021.مُسلطاً الضوء على
المحاور التالية :
1- من الاضطهاد الى عصر الحريات والانقسام .
2- محطات مؤلمة خلال ثلاثة عشرة قرناً .
3- الشخصية الجمعية المشرقية بين الموروث وعصر التنوير .
4- الكنيسة( مؤسسة واتباع ) والأزمة السورية .

*ملخص المحاضرة :
لماذا بقي المسيحيون في هذا الشرق رغم مساهماتهم الحضارية عبر العصور حالة دينية تحلم بدولة المؤسسات وصولاً الى المواطنة الحقيقية .
فالارث الثقيل والطويل من المجازر والانتهاكات على مدى ثلاثة عشر قرناً ومحاولة الكنيسة التكيف مع كل الحكام جعل المسيحيون بين محورين فتارة أهل كتاب وأخرى أهل ذمة .
ومع قانون التنظيمات والخط الهمايوني وإصلاحات محمد علي باشا استبشر المسيحيون بشيئا من التفاؤل بالمستقبل فكانوا أحد أهم أعمدة التنوير في الشرق للتخلص من الإسلام السياسي وتبعية الكنيسة كمرجعية دنيوية ، فجاهدوا لنشر الفكر العلماني من خلال الأحزاب الشمولية ، لكن سيف المجازر بقي مسلطاً على رقابهم .
ومن خلال تداعيات الأزمة السورية والعراقية وغيرها ظهر جلياً بأن الخطاب السياسي الحدّي( وطني _ لا وطني ) والدساتير التي بقيت حبيسة نصوصها افقدت الكثير من المسيحيين الثقة ببلدانهم ،وان التشوه الذي حصل في الشخصية الجمعية لمسيحيي الشرق كان عميقاً ومتجذراً ليس فيهم فقط بل بالموروث الديني لشركائهم في العيش .
فكانت حالة الهجرة القاسم المشترك للأغلبية … هرباً من مجازر أخرى تلوح بالافق.
*المداخلات :
أ. رشاد غربي بيجو :يجب أن يكون هناك دستور سوري يحترم جميع الأديان وكافة القوميات ولكن السؤال المطروح هل هذا الطرح يتم مناقشته كدين له صراع مع الأديان أو كقومية ؟
وما سميت بطقة عامودا أعلم أنه كان هناك احترام بين المسلمين والمسيحين ولَم يكن هناك صراع .
أ.زبير زينال :برأيي كان من المفروض أن يُذكر في المحاضرة الاضطهادات الاخرى كاضطهاد الايزيديين مثلاً .
أ.ابراهيم بركات :تأسس حزب البعث بعد انهيار السلطنة العثمانية وبرز تياران في سوريا تيار الاخوان والتيار اليساري وكان دائماً يبرز صراع مسيحي -مسيحي .
أ.عبدالباري خلف :الصراع الشرقي -الغربي قديم وما زال حتى الان فالرومانسية كانوا حامي المسيحيين وبسقوط روما بدأ عهد الكنيسة وكان الأمراء يحاولون دائماً ود البابا وبسبب تصرفات البابا أدى الى انقسام الكنيسة وبدأ ظهور القوميات أو ما سمي ب (عصر القوميات )ولأن الإمبراطورية العثمانية أصبحت محاصرة زاد النفوذ الأوربي والاهتمام بالمسيحيين
وهذا الصراع كان سياسياً ولا زال .
د.فريد سعدون :مثل هذا الموضوع مقاربته مشوب بالحذر كونه مدجج بحساسية نابعة من التباين الديني والطائفي، وصولا إلى الاختلاف القومي، وهو محمول بكم هائل من الإرث الثأري التاريخي المبني على الصراع الدامي في المنطقة، ولذلك مثل هذا الموضوع يستدعي أن نتناوله بالتدرج خطوة بخطوة كي لا ننزلق إلى هاوية التزييف التاريخي، وفي رأيي فإنه رغم التمهيد التاريخي للمشهد بدءا من مجمع خلقيدونية الذي أسس للانشقاق المسيحي واستعراض محطات الصراع الكنسي، فإنني كنت أستحسن أن نحصر الموضوع في الفترة الزمنية المعاصرة، ونخصصه بالمكون المسيحي ( السريان الأرمن ) في منطقتنا، وأعتقد أنه من المفيد تناوله على مستويين: الأول سياسي والثاني معرفي ( حضاري) بمعنى أن نبحث في الجانب السياسي ( السلطوي) ثم نثني بالجانب الحضاري الذي كان له جم الأثر على الحضارة في منطقتنا، وخاصة أن السريان شكلوا الجسر بين الحضارة الغربية ( الاغريقية) والإسلامية ..
ومن الضروري تناول الوضع الراهن للسريان وما آلت إليه أحوالهم و ما هي المآلات المستقبلية لهم أو كيف ينظرون إلى مستقبلهم في المنطقة .
أ.ابراهيم :المحاضرة كانت سردية تاريخية وتتطلب محاضرات أخرى في الموضوع
وكان من المفروض أن تبدأ بعهد الرسول وكان لابد أن يُذكر بأن العهد العثماني هو أسوأ عهد على المسيحيين والذي بنهاية العهد العثماني حصل القتل والهجرة
المسيحيون في سوريا أبعدوا أنفسهم عن المجتمعات المحلية وتقربوا من السلطة
أ.مجدل دوكو :دائماً الصراع هو طبقي حسب ماركس والمؤسسات الدينية (مسيحية أو إسلامية )تابعة للنظام القائم
والتجربة الأوروبية والتطور الصناعي وعدم فصل الدين عن الدولة أوصلوا الشعوب آلة مشكلة القوميات وأما عن الأزمة السورية لابدّ من صياغة دستور جديد وفصل الدين عن الدولة
أ.رضوان محمد :غالت عن المحاضرة الكثير من التفسيرات السياسية للمثير من الحوادث وأدين ساهموا في المجازر كانوا من البعثات التبشيرية والدول الاستعمارية التي فرقت بين الشعوب لانها فرقتهم سياسياً لذلك يجب التشجيع على العيش المشترك .
أ.نايف جبيرو :الصراع المسيحي -المسيحي صراع فلسفي ،والإسلام مارسالعنف ضد المسيحيين .
أ.هيفاء محمود: يجب التفكير بالحلول وليس البكاء على الماضي وما حدث فيه والسؤال الذي يُطرح هل مثل هذه المحاضرات ستحل المشكلة القائمة في سوريا (مبادئ حقوق الانسان ).
أ. عبد أبو سليمان :المؤسسات الدينية هي التي تعكس صورة الدين كمنظومةً حضارية تحاكي الماضي والحاضر والمستقبل، والتي لا بد وأن تتسع في دورها ورؤيتها وأهدافها استجابة لمطالب الإنسانية. من هنا، ينبغي أن تتماثل المؤسسات الدينية بالمجتمع المحيط بها .
أ.بشير السعدي:بداية اشكر منتدى الاصلاح على الدعوة، واشكر المحاضر لاختياره هذا الموضوع الهام، المحاضرة قيمة وتناولت محطات مهمة من تاريخ المسيحيين ببلادنا ومعاناتهم عبر التاريخ، واعتقد أن هذا الموضوع يمسنا جميعا يجب أن ننظر اليه أنه تاريخ منطقتنا وشعوبها، وليس معني به المسيحيين فقط، وعلينا أن ندرسه بعناية وتحليل موضوعي من اجل أن نستخلص منه عبر ا ودروس من اجل حاضرنا ومستقبلنا ولا أن نقفز عليه ونتجاهله.
بقناعتي أن الدين استثمر من قبل السياسة ولايزال، وتم بذلك تشويه الدين وتلويثه بالسياسة، كما تلوثت السياسة بالدين، وحدث بهذا السياق كوارث عديدة عبر التاريخ. ليس دين مع دين آخر ، بل شيعا ومذاهب ضمن الدين الواحد. ورأينا الصراع في اوروبا بين البروتستانت والكاثوليك في حرب الثلاثين عام حتى انتهى ذلك في معاهدة وستفاليا عان ١٦٤٨. والصراع السني الشيعي وكوارثه على شعوب المنطقة معروف للجميع قديما وحديثا.
أمثلة:
– في المعاهدة الموقعة بين فرانسوا الأول ملك فرنسا وسليمان القانوني عام ١٥٣٥ في أحد بنودها حصلت فرنسا على الحق بإرسال بعثات تبشيرية لإرجاء الامبراطورية العثمانية للتبشير بين المسيحيين المشرقيين دون أن تستهدف المسلمين، وهدفت فرنسا من ذلك خلق طوائف كاثوليكية يكونون لها رؤوس جسر لتثبيت مصالحها ولكي تكون هي الحامية لهم وتتدخل بالمنطقة بحجة هذه الحماية، وجرى بنفس السياق لاحقا حصول بريطانيا على حق الحماية للدروز، وروسيا للارثودكس، وأمريكا للبروتستانت. وكل ذلك في سياق استثمار الدين لصالح السياسة.
– كان كسرى في حروبه مع اليزنطيين، يرافق معه في حملاته بطريرك السريان الاشوريين النساطرة لأن معظم جيشه كان من النساطرة، وذلك من أجل حث الجنود على القتال، وهذا مثال بشع لاستثمار الدين في السياسة.
– لذلك أنا مع قراءة التاريخ كما هو واستخلاص العبر، ولذلك الخيار الوحيد أمامنا هو تبني العلمانية، ليس كنظام سياسي فقط، بل يجب أن يوضع تحت النصوص الدينية، في أي دين، خطوطا حمراء تحت كل آية تحث على الكراهية والقتل والتكفير، واعتبارها أنها “نزلت” لتحل مشكلة سياسية او اجتماعية ما قبل ١٤٠٠ عام، وليس لها استمرار في الحاضر، اذ ليس من فائدة وجدوى للعلمانية نفسها اذا كانت ثقافة المجتمع وقيمه تتبنى النصوص الدينية التي تحث على التمييز والكراهية والتكفير والقتل.
– أكرر حاجتنا لمزيد من المحاضرات التي تتناول الماضي وإيجابياته وسلبياته بقراءة وتحليل موضوعي واستخلاص العبر للمستقبل دون تردد وحرج وحساسية وتسويف.

Leave A Reply

Your email address will not be published.