بلاغ صادر عن المنسقية العامة لحركة الإصلاح الكردي – سوريا

1

عقدت المنسقية العامة لحركة الإصلاح الكردي – سوريا اجتماعها الدوري الاعتيادي في مدينة قامشلو بتاريخ ١٩ تموز ٢٠٢٥، حيث ناقشت المواضيع المدرجة على جدول أعمالها، وذلك بعد الوقوف دقيقة صمت إجلالًا لأرواح شهداء الكرد والكرامة في سوريا.

وخلال الاجتماع، أكّدت المنسقية أن ما تشهده البلاد من فوضى وعدم استقرار وتصاعد للأحداث المأساوية في مناطق متفرقة منذ سقوط نظام الطاغية بشار الأسد، يعود بالدرجة الأولى إلى غياب الحل السياسي الشامل الذي يعالج قضايا الشعب السوري بكل مكوناته، وبما يحقق أهداف المرحلة الانتقالية. وبيّنت أن الاكتفاء بإجراءات شكلية، مثل عقد مؤتمر الحوار الوطني، أو الإعلان الدستوري، أو تشكيل الحكومة، أو التحضير لتعيين أعضاء مجلس الشعب، لم يلبِّ تطلعات السوريين، ولم يؤسس لمبدأ العدالة والمساواة والشراكة الوطنية في بناء دولة ديمقراطية تعددية لا مركزية.

 

وعليه، دعت المنسقية السيد أحمد الشرع، رئيس المرحلة الانتقالية، إلى تحمّل مسؤولياته الوطنية، وتقديم مصلحة الدولة السورية وشعبها على ما سواها، والتعاطي مع واقع التنوع المجتمعي بروح وطنية مسؤولة، بعيدًا عن الحلول الأمنية والعسكرية التي أثبتت فشلها على مدار الأعوام الماضية. وشددت على أن السبيل نحو الحل الوطني يتمثل بالحوار الجاد، والمراجعة الشاملة لاستحقاقات المرحلة الانتقالية، والدعوة لعقد مؤتمر وطني شامل، يؤسس لصياغة عقد اجتماعي جديد، يغلق الباب أمام التدخلات الخارجية التي تهدد وحدة البلاد وأمنها.

وفي هذا السياق، استنكرت المنسقية العامة بشدة الأحداث المؤلمة في محافظة السويداء، وما رافقها من فلتان أمني وتجييش إعلامي مرفوض، مطالبة الحكومة السورية المؤقتة بتحمّل مسؤولياتها لوقف هذا التجييش، والحفاظ على السلم الأهلي. كما أدانت بأشد العبارات الانتهاكات الإنسانية المروعة، من جرائم القتل والسلب والتمثيل بالجثث وإهانة كرامة المدنيين، وما رافقها من تخريب للممتلكات العامة والخاصة، وعبّرت عن رفضها القاطع لردّات الفعل المؤسفة بين أبناء المحافظة، والتي لا تعبّر عن قيم المجتمع السوري وأعرافه في التعايش والعيش المشترك.

كما اعتبرت المنسقية أن “كونفرانس وحدة الصف والموقف الكردي” يمثّل محطة تاريخية مفصلية في مسيرة الشعب الكردي في سوريا، وتعبيرًا صادقًا عن تطلعاته، وتطلعات عموم السوريين، نحو بناء دولة ديمقراطية تعددية لا مركزية. ودعا الاجتماع إلى خطوات سياسية وجماهيرية عملية لتعزيز وحدة الصف الكردي في هذه المرحلة الدقيقة، وإلى تفعيل مهام الوفد الكردي المشترك على صعيد العلاقات الوطنية، واللقاءات السياسية والدبلوماسية مع الأطراف الإقليمية والدولية، بما يخدم حل القضية الكردية ويحقق تطلعات الشعب السوري في دولة العدالة والمساواة والحكم الرشيد.

وفي ملف السلام الكردي في تركيا، أعربت المنسقية عن ارتياحها لقرار المؤتمر الثاني عشر لحزب العمال الكردستاني بحل الحزب وإلقاء السلاح، تجاوبًا مع مبادرة السيد عبد الله أوجلان، معتبرة ذلك خطوة إيجابية نحو إطلاق عملية سلام حقيقية، وتأكيدًا على دعم النضال السياسي السلمي من أجل التوصل إلى حل عادل للقضية الكردية في تركيا.

هذا وناقشت المنسقية عددًا من القضايا التنظيمية والإعلامية، واتخذت بشأنها جملة من القرارات والتوصيات، تهدف إلى تفعيل النشاط التنظيمي بما يتناسب مع الواقع الراهن، والظروف التي يمر بها شعبنا الكردي في سوريا وبلدان اللجوء.

 

المنسقية العامة لحركة الإصلاح الكردي – سوريا

قامشلو – ٢١ تموز ٢٠٢٥

Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.