وساطة روسية للتهدئة في الحسكة

3

أعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم أمس أن الرئيس بشار الأسد هو «أحد الفاعلين» في النزاع ونقبل دوراً له في المرحلة الانتقالية وليس في مستقبل سورية، لافتاً إلى أن دمشق فهمت أن الأكراد يشكلون «تهديداً» لسورية، في وقت واصل الطيران السوري التحليق في سماء الحسكة على رغم تحذيرات واشنطن لدمشق بعدم شن أي غارات جديدة ضد حلفائها الأكراد من شأنها أن تهدد سلامة مستشاريها العسكريين، بالتزامن مع استمرار المعارك بين القوات النظامية السورية والأكراد في الحسكة وقدوم ضباط روس لتحقيق تهدئة بين الطرفين وسعي طهران إلى تبديد القلق التركي من قيام كيان كردي شمال سورية.

 

واستمرت أمس المعارك بين الأكراد من جهة وقوات النظام والمسلحين الموالين من جهة ثانية في الحسكة التي يتقاسم الطرفان السيطرة عليها منذ العام 2012. وتصاعدت حدتها مع تنفيذ الطائرات السورية الخميس والجمعة غارات على مواقع للأكراد في الحسكة للمرة الأولى منذ بدء النزاع قبل أكثر من خمس سنوات. كما أنها المرة الأولى أيضاً التي تتدخل فيها الطائرات الأميركية لحماية مستشاريها على الأرض، إذ أعلنت الولايات المتحدة الجمعة إرسال طائرات مقاتلة لحماية قواتها التي تقدم الاستشارة العسكرية للأكراد، بعد الغارات السورية على مواقع كردية في الحسكة. لكن طائرات حربية سورية نفذت أمس طلعات جوية في أجواء الحسكة.

 

وبعد معارك عنيفة تواصلت طوال ليلة الجمعة وحتى صباح السبت، أفادت مصادر محلية عن هدوء حذر في المدينة بعد ظهر السبت تزامناً مع اجتماعات برعاية روسية لحل الأزمة. وقال مصدر حكومي سوري إن «عسكريين روساً حضروا إلى القامشلي ويجرون حالياً اجتماعات منفصلة بين الطرفين بهدف التوصل إلى تهدئة». وأعلنت «وحدات حماية الشعب» الكردية في بيان السبت نيتها حماية مدينة الحسكة من القوات النظامية, وقالت: «استغل النظام انشغال وحدات حماية الشعب في جبهات منبج والشدادي (جنوب الحسكة) بشكل خسيس ومنحط»، مؤكدة «أننا في وحدات حماية الشعب كما حررنا المنطقة من إرهاب داعش وجبهة النصرة وحافظنا عليها، سنقوم بحمايتها من إرهاب النظام أيضاً». وكان الجيش النظامي اتهم بدوره من وصفهم بــ «الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني»، الذي يخوض تمرداً ضد أنقرة، بالاستمرار «في ارتكاب جرائمهم بهدف السيطرة على مدينة الحسكة».

 

وفي أول رد فعل على الغارات السورية على الحسكة، قال رئيس الحكومة التركية: «من الواضح أن النظام (السوري) فهم أن البنية التي يحاول الأكراد تشكيلها بدأت تشكل تهديداً لسورية أيضاً».

 

وأكد يلدريم قبل أيام من وصول نائب الرئيس الأميركي جون بايدن إلى أنقرة، أن تركيا ترغب في لعب دور أكبر في الأزمة السورية خلال الشهور المقبلة، معتبراً في موقف جديد أن الأسد «هو أحد الفاعلين» في النزاع «ويمكن محاورته من أجل المرحلة الانتقالية» ولكن ليس من أجل مستقبل سورية، قبل أن يضيف على الفور أن «هذا غير مطروح بالنسبة لتركيا».

 

وأبلغت مصادر ديبلوماسية «الحياة» في طهران أن معاون وزير الخارجية التركي أوميت يالتشين سيسبق زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الى طهران لترتيب جدول أعمال الزيارة على غرار ما تم في زيارة أردوغان إلى سان بطرسبورغ للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقالت مصادر إيرانية أن محادثات وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بحث مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف الخميس الماضي «التصورات التي طرحها ظريف خلال زيارة أنقرة التي استندت إلى قاعدة وحدة الأراضي السورية واحترام السيادة وإعطاء الشعب السوري حقه في تقرير مصيره السياسي»، مشيرة إلى أن التركيز هو للوصول إلى «تفاهم مع أنقرة في شأن سورية والتركيز على أهمية الحفاظ على وحدة الأراضي السورية»، في إشارة إلى رفض طهران لأي تقسيم لسورية على أساس عرقي أو قومي و «تبديد القلق التركي من ظهور دولة كردية في سورية بمساعدة إيرانية – روسية لأن ذلك يهم إيران».

 

الحياة

Leave A Reply

Your email address will not be published.